حسين عنون ستغادرين تاركةً اللاشيء، أحمل ما تبقى من آثار قدميك في فراغ يدي وألثم رائحة جسدك المتبقية، اتبع ذرات الهواء التي لامستك للمرة الأخيرة
قبل ذوبان ثلج الصحراءوسراب الواحة البعيدة.ارسم لك لوحة تتراقص فيها الوان الماءمن كل القاراتوامزجها في رائحة الأزهارالمنتشرة حول الدانوب الأزرقوأعود...احمل ذكريات الجسور، وكل أقدام المارين بلا هدف، وأسماء محاها المطر من على جدران المتاحف، وصوراًَ مزقها عاشقان. سأحمل كل هذا لك عندما يعود يوما ما طيفك محملا ببعض القصص لأرويها لطفلي الصغير الذي لم يولد بعد.سكونكان يجلس قبالتييحدثني عن طريق جديدوعن الذهاب بعيدا سوية.يفترق عني في المنتصفيعانقني عناق الوداعفي متاهة مقفرةإلا من ضوء صغيرأتى من بعيدمع الحشد القادم.صبية صغار وبعض كهولومعاول... يوسّعونشقا في الأرضيرتدون الشمسالآفلة نحو الغروب،يرددون أغاني جنائزيةثم يعودون أدراجهمنحو الصباح. قبل صياح الديكسينكرنيالضوءُ وشقّ الأرضثم أتلاشى رويدا رويدانحو الضوء الخافتمستبعدا أنا الآخرمع الوداعوإضمامة صغيرة..وسكون.
يوماً ما
نشر في: 25 أغسطس, 2012: 06:57 م