اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الطائفة ..كـُتيب استخدام يومي

الطائفة ..كـُتيب استخدام يومي

نشر في: 25 أغسطس, 2012: 07:05 م

قيس قاسم العجرش هل تتصورون البعد الاختلالي السايكوباثي الذي نلمسه في تفاصيل الخطاب السياسي لحزب طائفي بامتياز،لكن متى؟ حين نراه بدهشة وقادته يتحدثون عن"الطائفية"كونها تهمة ووسيلة من وسائل السباب التي يرمون بها الآخرين؟ طائفية بعنوان(السـُـباب)لم تتعرض علانية ولا مرّة واحدة لاستحقاق القائد الطائفي في أن يخاطب جمهور الطائفة ويفهمهم 
كيف يمكن للطائفة أن تحميهم. كيف يمكن للطائفة)الخاضعة للطائفية(أن تكون نظاماً اجتماعيا ينظّم بعدالة حقوق الأعضاء وواجباتهم؟ وأكثر من ذلك كيف يحمي حقوقهم بالطائفة؟ وهل تمكّن فعلاً "العمل الحزبي الطائفي" من تقديم العون للمواطنين؟ ، إذا استثنينا ما يذكره أهالي بعض الأحياء في بغداد حين "سهـّلت"أحزاب طائفية عملية توزيع النفط والغاز على المنازل في وقت سلب فيه قادتهم الكبار مستقبل النفط والغاز كله.إذن،أصبحت(الطائفية)مثل مفردات ومسميات الأعضاء التناسلية في لغة الشارع،ترد ضمن جملة الشتيمة فقط،وفقط حين يقرر القائد الطائفي أن يمسخ أنداده ويسميهم "طائفيون"....الاستثناء فقط يستحقه عدنان الدليمي حين وقف في اسطنبول وصاح بأعلى صوته "...نحن طائفيون.."، لأنه أدرك في تلك اللحظة أن لا منفذ أمامه سوى أن ينتقل إلى مرحلة أعلى من الطائفية الخطابية، أعداؤه فاقوه طائفيةً وهو الطائفي المتمرس.في أحد أفلامه تعمد المخرج السينمائي الراحل صاحب حداد أن يمنح اسم(شريفة) للدور الذي لعبته إحدى الراقصات من الفنانات العراقيات، الفنانة كانت مشهورة بريادتها النوادي الليلية البغدادية الرخيصة من أوسع أبوابها، هي يومها رحّبت بلعب دور هذه الشخصية وهي تحمل هذا الاسم" شريفة "(الاسم الحاوي على كثير من التهكم والاستهزاء)لأنها بالأصل متماهية ومتصالحة مع نفسها(كمطربة ملاهي) فهي لم تجرؤ على أن تقدم دور أمّ فاضلة مثلاً! ..يعني أنها كانت(شريفة) حقيقية في تعاملها مع ذائقة المشاهد كي تكون مقنعة على الأقل، راقصة تعرف حدودها.وفي مطبوع أنيق فاخر يُجمل سيرة نائب رئيس الجمهورية الهارب طارق الهاشمي تسلمته من مكتبه شخصياً يذكر هذا السطر بوضوح أن " ......طارق أحمد بكرالهاشمي ولد لعائلة عربية سنـّية في بغداد عام  ..."وهذا نموذج واضح جداً لشخص يدرك أنه رئيس جمهورية الخطاب الطائفي السني في العراق،أو هكذا يتحرى أن يكون..وهو أيضا مثل عدنان الدليمي والفنانة(الشريفة)أعلاه كل يمثل نموذجاً متصالحاً مع الولادة الطائفية والاختيار بالاستمرار على الأميّة الطائفية مع أولوية يتشارك بها مع أنداده من الطائفة الأخرى وهي مقاومة الأضداد الداعية لمواطنة بلا طائفة.ومع كل هذا نسمع من قائد لحزب الطائفة الكبير أنه يرمي أعداء اليوم وأصدقاء الأمس بتهمة"الطائفية".الآن نحن بحاجة إلى جملة مفيدة ..تمثل سؤالاً أو جواباً..من قبيل :هل حزب الدعوة الاسلامية، مثالاً،هو حزب بلا هوية طائفية ؟...يعني بالعربي الفصيح: كم هو حجم اللا طائفيين في "الدعوة" ؟أو كم يمثل المغايرون في طائفتهم للطائفة الشيعية التي يدعي الحزب تمثيل مصالحها سراً، كم يمثل هؤلاء في بنية الحزب؟ هل يمكن أن يؤكد الحزب،إن كان الآن يمثل حزباً سياسياً(طبيعياً) انه منفتح بالتساوي الحقيقي على جميع المدعوين للدعوة الإسلامية؟( من السنة والشيعة وغيرهم كثير).هذا هو السؤال الذي يروغون عنه كل مرّة، إن كان الإسلام(السياسي والطائفي على الأقل) متمثلاً في العراق بطائفتين، فكم تحتوي دعوتية "الدعوة الإسلامية"على دعاة من السنة ومذاهبها المعروفة؟على أن يعلم هؤلاء أنّ هذه"الطائفية" التي يشتغلون في أوساطها هي غير الوجود الطبيعي للطائفة عبر السكان الذين ولدوا في طائفة معينة ويعيشون في أجوائها..ولادة الصدفة الأولى الخالية من الاختيار مثلها مثل اللغة أو القومية كما هو لون الجلد والسُحنة. يمكن ربما أن يجادل الدعوتيون،كمثال لحزب إسلامي ،بأنهم حزب عراقي (وهذه أيضاً صفة نسبية)لأن لا من كرد في تنظيماتهم وهم بالأصل غير معنيين بالعمل السياسي "الدعوتي"في الوسط الكردي العراقي.لكن حل اللغز سيكون أهون حين نعترف ويعترف الدعاة"أعضاء حزب الدعوة الإسلامية"وغيرهم من العاملين في ظل الإسلام السياسي بهذه التسمية الواسعة الأخيرة ...نعم هو إسلام لغرض السياسة مثل قطعة المنتج التجاري (النموذج) على رفوف المتاجر التي يكتب عليها إنها للعرض فقط، أي من غير المطلوب منها أن تطابق مواصفات المنتج الأصيل بكل فقراتها.إسلامية لأغراض التسويق والتخاطب.يصلح هذا على كل خطابات الأحزاب الإسلامية في العراق من التي تتورط دائماً بنعت الآخرين بالطائفية.الحزب السياسي الإسلامي في العراق ضم قاعدة من المؤمنين في العادة، المؤمنون بالعنوان الأعرض للإيمان بلا تفاصيل إلا أن العمل شيء والانتماء شيء يغايره، لذا كانت الأحزاب الإسلامية العراقية متصالحة مع أفكارها طالما أنها لم تخضع بعد لاختبار التنفيذ والتطبيق في مطلب الحكم وحواشيه.وحين وجد هؤلاء أن الزيغ عن هذا الاستحقاق يكون بخلق عدو من مرويات سابقة مدفونة لم يتوانوا عن استحضار كل قديم للتلميع والتنشيط ليكون منتجاً جديداً ، الطائفية لا تموت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram