بغداد/ قيس عيدان في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة أوبك عن التوصل إلى اختيار أمين عام جديد لها، معطلة بذلك محادثات حساسة تنذر بإشعال التنافس على النفوذ مع سعي السعودية وإيران والعراق للفوز بالمنصب الرفيع.ونقلت أنباء صحفية عن مسؤولين في منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك إن لجنة مختصة كان من المقرر لها أن تجتمع في مقر المنظمة في فيينا
خلال شهر آب الجاري، لكن أصبح من المرجح الآن أن يعقد اجتماعها خلال تشرين الأول المقبل، حيث تواجه أوبك غالبا صعوبات في الاتفاق على أمينها العام، وتأتي مهمة تعيين من يخلف الأمين العام المنتهية ولايته الليبي عبد الله البدري، مع تطبيق العقوبات الغربية الاقتصادية على إيران، ما قد يؤدي إلى توترات سياسية بين الدول الإثني عشر الأعضاء في المنظمة. ورشح العراق من جانبه مستشار الطاقة ووزير النفط الأسبق ثامر الغضبان لمنصب الأمين العام، بينما رشحت المملكة العربية السعودية ممثلها في المنظمة ماجد المنيف، ورشحت إيران وزير النفط الأسبق غلام حسين نزري، فضلا عن مرشح من الأكوادور.ويتفق مراقبون على صواب اختيار ثامر الغضبان للمنصب، حيث عمل في القطاع النفطي مهندسا وخبيرا مخططا لسنوات طويلة، وأصبح وزيرا للنفط بعد عام 2003، ومستشارا لشؤون الطاقة للحكومة العراقية، ويرى وزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم في تطلع العراق لتسنم رئاسة منظمة الأوبك حقا طبيعيا، فهو من الدول المؤسسة ولم تتح له رئاسة المنظمة إلا مرة واحدة أواسط الستينيات عندما ترأسها الدكتور عبد الرحمن البراز عام 1964 ، قبل ان يرأس الحكومة العراقية لاحقا، مؤكداً ان احتلال العراق اليوم المرتبة الثانية إنتاجا للنفط بين دول المنظمة يمثل سببا آخر لجدارة تنافسه على منصب الأمين العام. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد لـ(المدى ): ان الغضبان يحظى بدعم كبير من قبل وزارة النفط والحكومة والشخصيات الاقتصادية خصوصاً العاملة في مجال الطاقة وهو رجل معروف على المستوى المحلي والعالمي في مجال اختصاصه وله مشاركات عديدة في الندوات والمؤتمرات وشارك في بحوث عالمية وكانت مشاركته فعالة في منظمة أوبك.وأضاف :إن جميع المؤشرات تعطي الأهمية لاختيار الغضبان المنصب كونه يمتلك الخبرة والدراية في مجال الطاقة وهو ايضاً شخصية معروفة على المستوى الدولي .ويرى الخبير النفطي حمزة الجواهري أن شخصية الغضبان تصلح أن تكون دولية، نظرا لما يتمتع به من حضور وخبرة، وقدرة على معالجة المواقف بتأنٍ وحكمة .من جانبه قال المرشح ثامر الغضبان لـ (المدى ) : إن العراق وأثناء انعقاد الاجتماع الدوري للمنظمة الذي عقد مؤخراً تقدم بمقترح تشكيل لجنة لغرض مقابلة المرشحين لبيان مدى كفاءتهم وخبرتهم في هذه المجال لاسيما ان رئاسة المنظمة أصبحت بالتناوب .وأضاف الغضبان : ان الأغلبية من أعضاء المنظمة أكدوا ان هذا النظام لم يعد يخدم أداء وعمل المنظمة في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة والعالم وعليه ارتأت المنظمة العمل بالنظام الداخلي والذي يتم من خلاله ترشيح مرشح من ذوي الاختصاصات ليشغل المنصب لمدة ثلاث سنوات أو اختيار مرشحين للفترة نفسها بالتناوب .وحول وجود حسن النية لدول المنظمة على اختيار المرشح الكفوء أكد الغضبان "أننا نتعامل بحسن النية مع كفاءة وخبرة أي مرشح وليست هنالك أية مخاوف".
الغضبان لـ(المدى):العراق اقترح ضرورة مقابلة المرشحين لبيان مستوى كفاءتهم لرئاسة أوبك
نشر في: 25 أغسطس, 2012: 07:10 م