أربيل/ المدى كنا قد كتبنا يوم السبت عمودا بعنوان "الصوت الكردي" تناولنا فيه قضية الحملة المضللة " بضم الميم" ضد الكرد وتشويه مواقفهم السياسية وطالبنا بأن يقوم الساسة الكرد ومنظمات المجتمع المدني بحملة واسعة ونشطة لتجسير العلاقة
مع الأطراف الأخرى بما في ذلك شعوب المنطقة وإيصال الصوت الكردي الغائب والمغيب والمجني عليه ,وأمس كتبت "كوردستاني نوى" اليومية الصادرة باللغة الكردية، موضوعا اخترنا عنوانه نفسه لهذه المتابعة، وقد ترجم المقال موقع الاتحاد الوطني الكردستاني ونشر على موقعه. ولأهمية الموضوع ننشره هنا وندعو إلى مناقشة هذه القضية بجرأة ووضوح من قبل المعنيين بالقضية وتحويلها إلى قضية رأي عام...تسعى وسائل الإعلام العربية في العراق مناصفة مع وسائل الإعلام العربية في الدول المجاورة منذ مدة خصوصاً بعد تلك الأزمة التي تعرضت لها العملية السياسية في العراق والتي لم تحل لحد الآن،إلى جعل قضية العقود النفطية وسيلة مغرضة وتعمل بصور إعلامية مختلفة إلى تسليط الرأي العام العربي خصوصاً الرأي العام العربي في العراق ضد الكرد ويجعلهم في موضع شك،متمثلة بحملة.وفي أْغلب الأحيان يوجهون التهم ضد إقليم كردستان وتداول التصريحات بين النواب البرلمانيين للكتل العراقية والمسؤولين في الحكومة العراقية بهذا الصدد.إلى حدٍِ ما نفهم هذا الواقع المشكوك الذي جاء بهذه الأزمة ونعرف أيضا بأنه قبل هذه الأزمة وقبل اْنسحاب القوات الأمريكية وحتى قبل سقوط النظام وبعد السقوط مباشرة،كانت هناك وسائل إعلام مغرضة مدعومة من هذه الدولة أو تلك، والبعض الآخر من حزب البعث وتنظيم القاعدة، عملت جاهدة على خلق الفتن بين السنة والشيعة وكذلك تعمل اليوم على خلق المشاكل بين العرب والكرد،ومن حسن الحظ أنهم لم يفلحوا في الغرض الثاني، ويجب على جميع العراقيين أن يتصدوا لهذا النوع من النزعات،لكن الأمر الذي يتسلط الضوء عليه اليوم، هو لماذا اْتسعت هذه الحملة المغرضة في الظروف المتأزمة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها العراق أيضا، بعيداً عما ينتظره الكرد وإضافة عنوان جديد عليها؟في كردستان،لم يقتصر الشعور بشدة هذه الحملة على الصعيد الرسمي والشارع السياسي فقط،بل شعر به الرأي العام أيضا وأدى إلى خلق الاْستياء، والقراءات الجارية حول هذه الحملة المغرضة وتوقيتها تدل على أن كردستان موحدة في مواقفها،بل نتج عنها رد فعل إعلامي على الصعيد غير الرسمي،وغرض هذه الحملة هو دفع هذه الأوضاع نحو اْتجاه غير موثوق ومعقد بحيث يهدف إلى تعكير صفاء مياه العراق،لكي يتمكن أولئك الذين لا يريدون تمتع الكرد بحقوقه الدستورية في العراق من الاصطياد في الماء العكر.وما يجدر ملاحظته وانتقاده، هو ضعف أو عدم فهم تلك الوسائل الإعلامية الكردستانية التي تعمل مع توجه الرأي العام العربي والعراقي، من حيث حجم وخطورة هذه الحملة المعادية للكرد،ونحن نعتقد بأن هذه الحملة تعادي العراق والكرد في وقت واحد، والأمر الثاني الذي محل انتقاد، هو المراكز الإعلامية التابعة للحكومة العراقية التي تسد آْذانها عن مخاطر هذه الحملة ولاترد عليها،وهذا الصمت يؤدي إلى خلق الشك لدى الشارع الكردستاني تجاه هذه المراكز الإعلامية،وكذلك الأحزاب السياسية العراقية، خصوصاً تلك التي تربطها مودة مع الكرد ويدركون المطالب المشروعة للكرد،هم أيضا، تقع على عاتقهم هذه المسؤولية الوطنية والذين لايتصدون لهذه الحملة من خلال الميادين السياسية العراقية والعرقية بحجج وبراهين منطقية سياسية ولايوضحون حجم مخاطر هذه الحملة على الأجواء السياسية العراقية والعلاقات المستقبلية بين الكرد والعرب للرأي العام.نحن في إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني،من واجبنا أن نتصدى لهذه الحملة المغرضة ونعمل جاهدين من خلال توضيح الحقائق وردع الأكاذيب وكذلك كشف المخاطر الإعلامية من هذا القبيل على مستقبل العراق ومستقبل تعايش الكرد والعرب والقوميات الأخرى، ولانسمح بخلق أجواء مليئة بالشك في الميادين السياسية.بدون شك، إن هذا العمل يبدأ من خلال وضع الثقل على أهم عامل لخلق هذه الأجواء والذي لاشك فيه بأن الكرد لايتمنون هذه الأجواء،التي هي تعطيل العملية السياسية العراقية وبقاء الأزمة على حالها، التي تعرض إليها العراق بدواع مختلفة منذ انسحاب القوات الأمريكية.
أجواء مختلقة ضد الكرد.. الغرض والمخاوف ومهمة المواجهة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 أغسطس, 2012: 07:14 م