 العمارة/ حسين صالح شهدت محافظة ميسان في الأعوام القليلة الماضية حدوث هزات أرضية ضربت بعض مناطقها خاصة قضاء علي الغربي الذي تعرض لأكثر  من أربعين هزة أرضية ارتدادية  حسب ما أعلنه  مدير محطة علي الغربي للأرصاد الجوية حيث ذكر أن القضاء شهد خلال السنوات الماضية وقوع 41 هزة أرضية
 تراوحت بقوتها بين 2 ـ 4 درجات على مقياس رختر المؤلف من تسع درجات.  في هذا التحقيق تعرفنا الأسباب وما يحدث في هذا القضاء  من هزات أرضية شغلت الناس وبحثوا عن أسبابها. مدينة المزارات والأولياء الصالحين تضم محافظة ميسان العديد من المزارات والمراقد الدينية والتي تعد قبلة للزائرين من أبناء المحافظة والمدن الأخرى، وحتى من خارج العراق من البلدان الإسلامية، وتعود بعض هذه المراقد لأنبياء وأولياء من خارج الدين الإسلامي، ومنها على سبيل المثال مرقد النبي العزير-ع- في مدينة العزير إضافة الى العديد من الكنائس واشهرها وأقدمها كنيسة ام الأحزان في قلب مدينة العمارة، وفي هذا التحقيق نعرج على واحد من تلك الأماكن والأضرحة المقدسة ألا وهو مزار علي الغربي والذي سميت مدينة كاملة باسمه علي الغربي أو علي الغرابي وهو أبو الحسن علي الغراب المشهور بـ "علي الغربي بن يحيى بن علي بن محمد بن احمد بن محمد بن زيد بن علي بن محمد بن أبي عبد الله جعفر الشاعر بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب –ع - وهو جد السادة القزوينيين النجفيين والحليين وهو جد السادة الغرابات  في العراق وإيران".يقع قبره الشريف في جنوب العراق في محافظة ميسان على يمين نهر دجلة بين مدينتي الكوت والعمارة يبعد عن مركز محافظة ميسان حوالي 100كم وصارت بالقرب من ضريحه مدينة كبيرة سميت باسمه – علي الغربي - ويقصد مزاره العديد من الزوار من مختلف مدن العراق والعالم الإسلامي، ولا بد من الإشارة الى أن تسميته علي الغربي جاءت من اجل التمييز بينه وبين علي الشرقي والذي اسمه الأصل هو علي الشجري والذي يبعد عن علي الغربي حوالي 40 كم باتجاه مدينة العمارة والذي بدوره أي علي الشرقي الفاصل المسافي بينه وبين منطقة الكميت 20كم قبل الوصول إلى مدينة العمارة ومنطقة الكميت نسبة إلى الشاعر العربي الكبير الكميت الأسدي وكل هذه المدن أخذت أسماءها من أسماء أولياء الله الصالحين.   علي الغربي والهزات الأرضية مازن عباس جاسم مدير  دائرة الأنواء الجوية في علي الغربي، محطتنا الأولى كانت معه حيث كان سؤالنا له  لماذا تحدث الهزات الارضية في علي الغربي تحديدا من الناحية العلمية؟ يقول : يقع العراق على حزام جبال هملايا - زاجروس الزلزالي وهو من الأحزمة الزلزالية النشطة حيث يعود السبب الى الحركة البنائية لجبال زاجروس غير المستقرة والسبب الآخر هو وقوعه على الحدود الشمالية الشرقية للصفيحة العربية والتي تتحرك باتجاه الشمال الشرق عكس عقارب الساعة وتحرك الصفيحة الأوراسية (وتمثل ايران وتركيا حدود هذه الصفيحة) باتجاه معاكس تحدث لدينا هذه الهزات. حيث نلاحظ تركز الهزات الأرضية على حدوده الشمالية والشرقية (مع تركيا وإيران). هذه الهزات ناتجة عن استمرار حركة الصفيحة العربية باتجاه الصفيحة الإيرانية والتي أدت الى عدم تحمل صخور القشرة الأرضية في هذه المنطقة للضغط والحرارة الشديدين ما أدى الى احياء بعض الصدوع والكسور غير الفعالة وحدوث     تكسرات أرضية عميقة نسبياً أدت الى حدوث سلسلة من الهزات الأرضية. أغلب الهزات المسجلة كانت على الحدود العراقية الإيرانية وباتجاه الجنوب الشرق والشمال الشرقي من علي الغربي وكانت أقرب هزة أرضية على بعد 21 كيلومتر من مركز قضاء علي الغربي.وجوابا على إمكانية ان تشكل تلك الهزات خطرا مستقبليا  قال:  ان تسجيل مثل هذه الهزات وبشكل متكرر في هذه المناطق يعود إلى أسباب محلية وإقليمية والتي لا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها مستقبلاً، وأكد انه  يوجد في قضاء علي الغربي خلية طوارئ وهي جزء من غرفة الطوارئ الموجودة في محافظة ميسان حيث قامت الحكومة المحلية بزيارة السيد المحافظ إلى القضاء ورئيس مجلس المحافظة، ونواب عن دولة القانون وكتلة  الأحرار وتم اتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لوقوع هزات أرضية تمثلت باختيار أماكن  للإخلاء السكاني وتهيئة خيم وعيادات طبية متنقلة ومواد اسعافية وعلاجية تستخدم عند الحاجة مع وجود زوارق نهرية تابعة الى الجيش مع تدريب 100 متطوع يقوم الدفاع المدني بتدريبهم.اما بالنسبة الى الدوائر المحلية فكلها متعاونة مع غرفة الطوارئ ونشكر جهود الجميع وخصوصا غرفة الطوارئ المتمثلة بالسيد المحافظ ورئيس مجلس المحافظة.قضاء علي الغربي وايران يبدو ان قرب قضاء علي الغربي من الحدود الإيرانية يشكل جزءا من الاسباب التي جعلت تلك الهزات الارتدادية تضرب هذا القضاء، لقد كان عام 2008 بداية للنشاط الزلزالي في محافظة ميسان والمناطق الحدودية منها وخاصة  قضاء علي الغربي باعتباره من المناطق الحدودية والواقعة على حدود الصفيحة