علاء حسن وكالة أنباء أجنبية ذكرت أن ضحايا الأعمال الإرهابية في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى خلال شهر رمضان بلغت 400 شخص في الأقل، فيما أصيب 975 في عمليات تفجير وإطلاق نار، وعلى الرغم من ذلك مازال الخبراء من المسؤولين المكلفين بإدارة الملف الأمني يصرون على تطبيق نظرية "الإبرة والبعير ".
خلال أيام العيد تحول الفرح إلى نكد والسعادة إلى تعاسة بفعل هذه النظرية المبتكرة، فمن جازف بالخروج من منزله والتحرر من الإقامة الجبرية ، واجه متاعب رفعت ضغط الدم ، ونتيجة تعكر المزاج في ساعات الوقوف بطوابير المركبات للدخول إلى أحياء معروفة منذ زمن بأنها محاطة بجدران كونكريتية ، فقد العراقي بهجة العيد ، ولجأ إلى "التدردم " في التعامل مع زوجته وأطفاله تعبيرا عن الاستياء والغضب ، وحرق المزيد من السجائر.النظرية فرضت على الجميع فمن توجه إلى المراقد الدينية لأداء صلاة العيد فشل في الحصول على مكان داخل مواقف السيارات ، وفي منطقة الكاظمية لم تجد الأجهزة الأمنية غير قطع الشوارع ومنع الوقوف لتأكيد حضورها ، من دون أن تعلم أن إجراءاتها عززت القناعة بأن الانعتاق من الإقامة الإجبارية محاولة فاشلة . المسؤولون عن إدارة الملف الأمني أصحاب نظرية "الإبرة والبعير " جعلوا السيارات تسير بخط واحد وبعد الوصول إلى" الهمر" عجلة الشرطة يؤدي السائق التحية لعناصر السيطرة فيتلقى إشارة المرور بسلام ، أصحاب النظرية تجاهلوا تخصيص ساحات لوقوف السيارات في مدن الكاظمية والنجف وكربلاء ، وأن وجدت بعض الساحات فإنها تبتعد عن مراكز المدن بمسافة طويلة . مبتكرو النظرية حققوا معجزة بإدخال البعير من خرم الإبرة ، فكان هذا الإنجاز مثار إعجاب الدول المتحضرة ، لأنها وعلى الرغم من تطورها التكنولوجي والحضاري، لم تستطع اكتشاف سر النظرية العراقية ، واستنادا إلى هذه الحقيقة فمن المناسب أن يعمم قادة الأجهزة الأمنية نظريتهم للإفادة منها في الخارج بطبع كراس يوضح طريقة دخول البعير من خرم الإبرة ، ومن الضروري ترجمة الكراس لأكثر من دولة أجنبية وتوزيعه مجانا مع قرص مدمج يحتوي تطبيق النظرية على الأرض بمشاهد مصورة ليدرس في الأكاديميات العسكرية للتعرف بأدق التفاصيل على عملية نجاح دخول وخروج البعير .من فوائد النظرية أنها ستعكس الجوانب الإيجابية في الحياة العراقية ، وخصوصا في ما يتعلق بالملف الأمني ، وستدحض التخرصات والأكاذيب الصادرة من جهات مريبة مرتبطة بقوى وأطراف معادية للعملية السياسية والتجربة الديمقراطية ، طالما روجت لشائعات حول تدهور الأوضاع الأمنية ، ومن الفوائد الأخرى للنظرية أنها ستوفر للعراقيين فرصة الدخول إلى أي بلد في العالم من دون تأشيرة دخول والتعرض لاستجواب طويل في مطارات دول الجوار ، وستضطر الدول إلى التعامل مع العراقي بوصفه يحمل جنسية بلد استطاع أن يحقق معجزة دخول البعير من خرم الإبرة ، وليخسأ الخاسئون .
نص ردن: إبرة وبعير
نشر في: 25 أغسطس, 2012: 08:59 م