الكتاب: باراك اوباماكتابة: ديفيد مارانيسترجمة: ابتسام عبد اللهفي عام 1979 كان أوباما (18 سنة) في السنة الأولى من دراسته الجامعية وهنا في هذه السيرة الجديدة عن حياة أوباما، يتم الكشف حول: كيف أصبح (باري) القادم هونولولو (باراك) ثم رئيساً للولايات المتحدة الأميركية؟.
كان الزمن فصل خريف عام 1979 عندما وصل أوباما إلى كلية اوكسيدينتال كلية صغيرة ليبرالية صغيرة في لوس انجلوس، وكانت الأجواء في الجامعة تبدو مقاربة لما كان الحال عليه في هاواي، ومألوفاً أيضاً، ولكن أوباما قد التحق بالكلية بحثاً عما هو اكثر من الدراسة.وتجربة اوباما في اكسيدينتال شكلت نصف تجربته في الكلية باراك أوباما أعوام الجامعة (سنتان فقط) من آب 1979 والى حزيران 1981 ولكن تلك التجربة تركت أثراً عميقاً في شخصيته.كان زملاء اوباما الذين يتقاسمون الغرفة التي خصصت لهم في (القسم الداخلي الملحق بالكلية) هم: الشاب الأشقر بول كاربينتر القادم من كاليفورنيا (يحب التزحلق على المياه) وعماد حسين، طالب باكستاني ميّال الى الضحك (نشأ في كراجي مع ان والديه كانا يقيمان في دبي)، وقد أنهى دراسته الثانوية في المملكة المتحدة، اما اوباما فكان يستمع انذاك الى اغاني هندريكس ولديه انطباع سيئ عن ميك جاعز.كان ذلك (الملحق) بيتاًً للطلبة الإفريقيين – الأميركيين والطلاب القادمين من قارة آسيا.وكان أوباما اسود وأبيض، يحب التزحلق على الأمواج البحرية، يهوى كرة السلة، يحب الكتابة يدرك ويلاحظ ما حوله، أميركياً تاماً ومع ذلك ابن رجل إفريقي، وقد عاش في اندونيسيا عدة أعوام، ومقدرته على التجاوب مع مختلف الخطوط العريقة والثقافية، لم تكن سطحية المظاهر من اجل التعايش بل متجذرة في حياته ووجوده.وقد لاحظ العديد من زملائه في الدراسة مدى الجهد الذي كان يبذله لتجاوز التناقضات التي شملت حياته والتي يتصدى لها في حياته الجديدة، ولقد اعتقدوا انه طالب هادئ، رابط الجأش، ذكياً دون أن يكون متصنعاً.وبالنسبة لمارك بارسونز، الأقرب اليه، لأنهما كان معاً يمضيان الكثير من الوقت خارج المبنى الطلابي للتدخين، كان أوباما ناجحاً في تجاوز الفوضى في القسم الداخلي، وكان يرتدي الكثير من القبعات السخيفة المظهر، وكان أيضاً يدخن بشكل غريب، يدير معصمه الى الاعلى ويضع السيكارة بين السبّابة والإبهام، وكان يدخن نوعاً من المخدرات بنفس الطريقة أيضاً، ويقول بارسونز، احسست انه يدخن لانه مدمن مثلي، ولكن أوباما اخبرني انه سيترك المخدرات حال زواجه، ولكنه سيستمر مع التدخين لان ترك السيارة سيزيد من وزنه، ولا بأس من تركها بعد زواجه.أما زميلة الدراسة ليزا جاك، التي كانت تحاول إقناع الطلبة للموافقة على تصويرها لهم، وتتذكر أن صديقة لها بدأت تتحدث عنه كشاب وسيم يتحدث عنه الطلاب، وقد وافق أوباما على تصويرها له.في الساعة الـ 11 من الصباح كان أوباما جاهزاً بلهفة للتصوير كان يرتدي سروالاً عريضاً من الجينز وقميصاً مفتوح الياقة، وقد جلب معه حزمة من السكائر من دون فيلتر، وسترة غريبة، وكانت ليزا لم تطلب منه جلب تلك الاشياء وبدأ اوباما في التحرك هنا وهناك لتحديد وقوفه امام العدسة واتخاذ الأوضاع المناسبة وأخذ يدخن مقلداً بوب ديلان، ووضع القبعة على راسه وكان هيندريكس (المغني) وكان يبدو سعيداً.كانت الموضوعات التي يفضلها اوباما هي السياسية والعلمية والأدبية، وقد التحق بعدد كبير من الحلقات الدراسية، وكان يستمع في كل مناقشة الى الجميع بانتباه، قبل ان يدلي بآرائه حول الموضوع، اما الطالب جيف ياماغوشي فيعبر عن الامر بقوله: "انه يستمع ويستمع ويستمع، ولا يستجيب للنقاش بسرعة، انه يقرأ الناس بشكل جيد جداً، ولا يستخدم طريقة الكلام والتصرف مع شخص، انه يتجاوب مع كل وضع بشكل خاص".إن الطلاب الأفارقة الأربعة في القسم الداخلي الملحق بالجامعة كان يدعون أوباما بالأخ، وكان يخبرهم عن شوقه لزيارة إفريقيا لرؤية والديه وجذوره وتحدث لأحدهم ويدعى كوفي مانو، من غانا، حول رغبته للانتقال إلى شقته، ولكنه في النهاية انتقل الى الشقة التي كان يسكنها صديقه الباكستاني حسن جاندو، وأصبحت شقتهما بعدئذ ملتقى للطلبة الباكستانيين وأصدقائهم ومع اولئك وجد أوباما الراحة، وقال وهو في البيت الابيض بعد عدة عقود من الزمن، كانوا من ا قرب الأصدقاء لم يكن العرق او الجنس هو السبب بل الإحساس بالعالمية، كانوا بلا شك مواطنين عالميين ينتقلون من مكان إلى آخر، وكانوا جميعاً يتقاسمون الثقافات المتسعة الممتدة وقد رسخت تلك المزايا صداقتنا.ان المناقشات التي كانت تدور بينهم في تلك المرحلة ليليا، كانت اكثر كثافة من تلك التي جرت وهو في السنة الأولى من الدراسة، وتناول أيضاً بشكل أكثف الموضوعات السياسية ودور أميركا في العالم، جادو والباكستانيين الآخرين اضافة الى الكتاب الذين كانوا أصدقاء لاوباما، ناقشوا بجدية الموضوعات المختلفة وإدراك تام.وكان زملاء اوباما في الصف يصفونه بـ(العائم) ينتقل من ثقافة الى اخرى ومن مجموعة سياسية الى اخرى، متأثراً بعض الشيء مبدياً الاهتمام ولكن دون ان يستقر قط مع جهة ما.وكان ذلك الامر جزءاً من التجربة الدراسية، بشكل عام ولكنه بالنسبة لاوباما
الرئيس الأميركي بين الابيض والأسود .. باراك أوباما: أعوام الجامعة
نشر في: 4 يونيو, 2019: 03:06 ص