TOP

جريدة المدى > سينما > السرعة والتهور.. قتل العريس.. والعروس فقدت الذاكرة!!

السرعة والتهور.. قتل العريس.. والعروس فقدت الذاكرة!!

نشر في: 26 أغسطس, 2012: 07:06 م

بغداد / المدى هي نفسها لم تعد تتذكر ما حدث لها ... نسيت كل شيء ... حتى الامها ومأساتها التي بدأت مع اسعد لحظات حياتها لم تعد تتذكرها ... نسيت انها كانت عروسة لم يمر على زواجها الا يوم واحد ... ونسيت أيضاً زوجها الذي توفي اثر حادث تعرض له اثناء ذهابهما الى مدينة اربيل لقضاء شهر العسل ! ففي لحظة تحول الحلم الى كابوس مات الزوج اثر حادث بشع على الطريق ... وتحولت الزوجة الى جثة ممزقة ظن الجميع انها فارقت الحياة مع زوجها ...
حتى الاطباء اعتقدوا انها اصبحت في تعداد الاموات ... لكن القدر كتب لها الحياة من جديد لكنها حياة اشبه بالموت لان جسدها لم يعد هو نفس الجسد الذي كانت تعيش فيه من قبل ... والاغرب من ذلك انها لم تعد تتذكر أي شيء من الماضي ... لأنها اصبحت بعقل انسانة اخرى ... الناس عاشوا تفاصيل الحادث المأساوي لأبشع ليلة عرس قضت على حياة انسان هو العريس وحولت العروس الى جسد يعيش بلا روح ... قبل شهور كانت (غ) تعيش احلى واجمل لحظات حياتها ... خاصة انها كانت تستعد للزفاف من جارها وحبيب قلبها المهندس (أ) وكانت اسرتها أيضاً في قمة السعادة ... فأخيرا ستتزوج ابنتهم خريجة كلية الهندسة ... ومحل اهتمام الجميع بسبب جمالها وذكائها ... كان الجميع ينتظرون ليلة الزفاف وهم في منتهى السعادة ... اهل العريس يركضون هنا وهناك من اجل إنهاء اجراءات العرس وانهوا اللمسات الأخيرة من بيت الزوجية التي اصبح البيت الكبير كلما شاهدهما معا فيه !.. ومرت الايام وحانت ساعة الصفر ... لتنطلق معها الأفراح والهلاهل التي ملأت اكبر قاعات مدينة بعقوبة ... من هذه القاعة التي عرفت كل معاني السعادة انطلق العروسان الى عش الزوجية ... وحسب البرنامج الذي اتفق عليه العروسان من البداية خرجا في الصباح الباكر ليودعا أسرتيهما للسفر الى مدينة أربيل لقضاء أيام العسل هناك !.. وكما تقول الحجية والدة العروس ... لم تكن تعلم أنهما جاءوا ليودعانها الوداع الأخير ... فهي المرة الأخيرة التي نراها فيها ... ودعت ابنتي وعريسها كما ودعها والدها وشقيقها بالأحضان والقبلات ولوحت لها بيدي وهي تركب السيارة التي قادها زوجها الى أربيل ... لكن لم تمر الا ساعات وحدث ما لم تتوقعه أبدا .. ومضت الأم بأسى قائلة ... علمت بعد ذلك من الأشخاص الذي شاهدوا وقوع الحادث بالقرب من مدينة كركوك ... وبعد لحظات من وقوعه اتجه أولاد الحلال الى السيارة ... حيث شاهدوا ابنتي في السيارة والدماء تسيل منها واخبرونا عن طريق الموبايل الذي كان عند ابنتي ... لم نصدق ان مكروها حدث لها ولزوجها ، وعلى الفور سافر زوجي إلى كركوك وتم نقل ابنتي الى مستشفى هناك ... بينما حضرت دورية لشرطة المرور وعاينت الحادث وذكروا في تقريرهم أن سيارة زوج ابنتي انحرفت الى الطريق المعاكس فجأة واصطدمت بسيارة حمل مسرعة قادمة من أربيل ... مما أدى الى وفاة زوج ابنتي على الفور ... أما (غ) فقد تم نقلها إلى المستشفى وظن الأطباء وقتها انها ستفارق الحياة بعد دقائق بسبب حالتها الحرجة ... ولكن الأطباء لم ييأسوا ... أنقذوا ابنتي وقاموا بواجبهم المهني حتى آخر لحظة كانت فيها ابنتي راقدة داخل المستشفى ... وبعدها حضرت الى المستشفى وشاهدت بعيني تلك المصيبة التي حلت بابنتي وزوجها المتوفى وقررنا نقلها إلى بغداد لاجراء عدة عمليات جراحية لا بد منها ... وفي بغداد تم إجراء عدة عمليات جراحية لتفريغ الدم المتجمع على المخ وبدأنا في معالجة إصاباتها المختلفة في انحاء جسمها حيث أصيبت بتهتك في المخ وتيبس بالأطراف الأربعة وكسور متعددة بالضلوع والأطراف وغيبوبة تامة – وتضيف الأم المكلومة قائلة – ظلت ابنتي في غرفة العناية المركزية  سبعة أشهر كاملة ... بين اليأس والرجاء وشاءت عناية العلي القدير أن تتحسن حالتها وتستعيد الوعي شيئا فشيئا ... لكن مع وجود شلل بالأطراف وضمور بالعصب البصري ... لذلك قرر الأطباء بعد هذه المدة نقلها إلى مستشفى العلاج الطبيعي لحاجتها الى علاج طبيعي مكثف .. وطالت مدة العلاج عاما كاملا ... ونحن ما زلنا متمسكين بالأمل حتى تعود ابنتنا إلى حياتها الطبيعية مرة اخرى ... لكن ما كنا نرجوه للأسف لم يتحقق ... فاكتشفنا انها أصيبت بالعمى!.. وهي في الوقت الحاضر ترى أشباحا غير واضحة المعالم ... وللأسف أيضاً اكتشفنا أنها خرجت لنا إنسانة أخرى حيث أصيبت بفقدان الذاكرة ولا تستطيع ان تتذكر أي شيء من الماضي !.. كنا أسرة ميسورة الحال ... لكن خلال هذه الأعوام أنفقنا كل ما نملك لشفاء ابنتنا وحتى تعود إلى حالتها الطبيعية ... وتكمل الأم الحزينة بدموعها قائلة : صديقات ابنتي كانوا يلقبونها بالعقل المدبر ... فعندما تتعرض احدهم لمشكلة ما كانت تطلب النصيحة والمشورة منها ... وهي التي تقوم بنصحهم وإرشادهم الى الطريق الصحيح ... أما الآن فهي لم تعد تستطيع التفكير بنفسها ..!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"اللودج" يختارمشاريع ضمن النُسخة السادسة من برنامجه

فيلم (الوحشي) للمخرج برادي كوربيت والبحث عن الحلم الأمريكي

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

مقالات ذات صلة

لـ
سينما

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

متابعة المدى عاش طاقم فيلم "Anora" ليلة لا تنسى، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 97، الأحد، حيث فاز الفيلم بـ 5 جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل ممثلة للنجمة مايكي ماديسون. وحصد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram