TOP

جريدة المدى > سينما > آكلو لحوم البشر بين الحقيقة والخيال!!

آكلو لحوم البشر بين الحقيقة والخيال!!

نشر في: 26 أغسطس, 2012: 07:07 م

 بغداد / المدىايُقال أن المستكشف (كريستوفر كولومبُس) هو أول من شاهد آكلي لحوم البشر في جزر البحر الكاريبي. وتشير الآثار القديمة، إلى أن أكل لحوم البشر كان معروفاً منذ مئات آلاف السنين لدى المجتمعات القديمة، في كل من إفريقيا وشمال وجنوب أميركا وجزر جنوب المحيط الهادي وجزر الهند الغربية.
 وكان الأزتاك (سكان المكسيك الأصليين) عندما يأسرون أعداءهم في الحرب، يقتلونهم خلال طقوس دينية ثم يأكلونهم، بينما كانت شعوب أخرى تحنط  رؤوس الأعداء وتحتفظ بها بعد أكل سائر الجسد. ويعتقد بعض المهتمين أن الشعوب التي مارست عادة أكل لحوم البشر، كانت تربطها بطقوسها الدينية، ظناً أن قوة العدو تنتقل إلى آكليه، بينما يظن آخرون أن العادة نشأت لتعويض حاجة المجتمعات المزمنة للبروتينات، عندما كان من المتعذر توفيرها، بسبب نقص المصادر الحيوانية. أما في المجتمعات المعاصرة؛ فتقتصر الحالات الفردية المسجلة على بعض المختلين عقلياً، أو الذين يضطرون إلى أكل موتاهم لتلافي الموت جوعاً، كما حدث لأعضاء بعض البعثات الاستكشافية، الذين حاصرتهم العواصف الجليدية في القطب الشمالي. نقيض ذلك ما تمارسه بعض القبائل البدائية في (نيو غينيا) من عادة أكل أجزاء من أجساد أقاربهم الموتى، كبادرة احترام وإجلال.ويمكن تقسيم عادة أكل لحوم البشر إلى ستة أنواع:1- أكل الأعداء بعد قتلهم، إمعاناً في الانتقام أو ظناً أن ذلك يكسبهم قوة العدو.2- ارتكاب القتل من أجل أكل لحم البشر بهدف الاستمتاع بهذا النوع من اللحوم.3- ارتكاب القتل وأكل لحم الضحية لدوافع نفسية مرضية (سيكوباثية أو سادية). 4- أكل الذين يتوفون من أفراد الجماعة أو القبيلة إظهاراً للتبجيل والاحترام.5- أكل الذين يتوفون أثناء المجاعات بسبب الحاجة الملحة للغذاء.6- أكل دم الإنسان ومسحوق عظامه وأنسجة جسمه المجففة من أجل التداوي.وعندما نتحدث عن التداوي بأجساد البشر، لا بد من التطرق إلى (الجسد المعسّل)، أو (حلوى المومياء البشرية)، وذلك من أغرب الأدوية، التي تقول موسوعة الأدوية الصينية إنها كانت مستعملة في شبه الجزيرة العربية إبان القرن الثاني عشر. كان رجال في عقدهم الثامن أو التاسع يتطوعون ليصنع منهم هذا الدواء، لإنقاذ حياة الآخرين، فلا يأكلون من الطعام إلاّ عسل النحل ويستحمون في العسل، إلى أن يتبولوا ويتبرزوا عسلاً، ويتوفون بعد شهر أو أكثر بقليل (فليس بالعسل وحده يحيا الإنسان!). يؤخذ الجسد بعد ذلك ويوضع في تابوت منحوت من الصخر ويملأ بالعسل، ويغلق التابوت بغطاء من الصخر، ويكتب عليه التاريخ، ثم لا يفتح إلاّ بعد مضي مائة عام، فتصنع منه حلوى، توكل لعلاج بعض الأمراض وخاصة كسور العظام والجروح. كما تحتوي موسوعة الأدوية الصينية على الآتي:  قشرة رأس آدمية (ويفضل أن تؤخذ من رجل سمين)، قذارة من ركبة آدمية، شمع أذن إنسان، عرق إنسان، رماد جلد الطبل، عصارة براز الخنزير، قذارة من الجزء الأدنى لذيل الحمار (الجزء المقارب لفتحة الشرج). وقد ذكرت كتب الكيمياء الأوروبية خلال القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر استخدامات المومياء البشرية في العلاج، وكان مصدرها أفراد القوافل، الذين يموتون بسبب العواصف الرملية في الصحراء الليبية. يقول الكيميائي الفرنسي (نيكولاس لو فافر) «إن الموت بالاختناق المفاجئ، يركز الروح في كل أجزاء الجسم، بسبب الدهشة التي تغمر أفراد القافلة». ويقول أيضاً: «إن الموت المفاجئ يقلل من احتمال أن يكون الجسد مصاباً بمرض». وعزا آخرون الخواص العلاجية في المومياء، إلى مادة القار أو الزفت المستخرجة من البحر الميت، التي يُعتقد أن قدماء المصريين استخدموها لتحنيط موتاهم.وكتب (لو فافر) وصفة لتحضير شراب من مومياء رجل شاب أصهب شبق، على أن يكون توفي خنقاً أو شنقاً أو بالخازوق، ثم يجفف الجسد ويدخن، ثم تؤخذ منه كمية صغيرة، تخلط بجلد ثعبان وتمزج في النبيذ. أما كيفية الحصول على جسد تتوافر فيه المواصفات المطلوبة فأتركها لخيال القارئ.واشتغل يهود الإسكندرية في تجارة المومياوات الفرعونية، في بدايات القرن الثامن عشر، واعتمدوا على سرقة القبور القديمة للحصول عليها، وعندما نضب المخزون المتوفر منه عمدوا إلى الغش، وصنعوا مومياوات مزيفة بيعت على أساس أنها حقيقية. كانوا يحصلون على أجساد أناس ماتوا حديثاً، فيطلونها بالقار أو الزفت، ويلفونها بالأربطة، ويجففونها في الأفران. كما صنعت مومياوات في باريس من الأجساد المتحللة المسروقة من القبور تحت جنح الظلام. ويظن بعض المهتمين أنه كان من الممكن الحصول على أجزاء من مومياء بشرية في متاجر الأدوية في الشرق الأدنى في بدايات القرن العشرين.وكانت خلاصة المومياء توصف لعلاج جميع الأمراض، ابتداء بالكدمات البسيطة وانتهاءً بالشلل، مروراً بتجلط الدم والدوار وغازات البطن. وفي سياق المداواة بالمستحضرات البشرية، نُصح بلف أشرطة من الجلد البشري على الساق لعلاج التقلصات العضلية، وأكل المشيمة لتهدئة (المريض الذي يقف شعر رأسه دون سبب)، وتناول البراز السائل لطرد الديدان، وحقن الدم البشري في الوجه لعلاج الطفح الجلدي، وتناول حصى المرارة لعلاج الفواق، واستخدام الرواسب المتك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram