TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: بائـع الوهـم!

نبض الصراحة: بائـع الوهـم!

نشر في: 26 أغسطس, 2012: 07:42 م

 يوسف فعلمن الصعب وضع الثقة الكاملة بشخص متلون ومحترف تسير خلفه مغمض العينين معلقاً آمالاً كبيرة على طروحاته وأفكاره لأن خاتمة الأمور ستكون غير سارة وتقود أصحابها الى الوقوع في مستنقع الفشل والخيبة ويخرج المتلون منها سالماً ،هكذا هو موقف اتحاد الكرة بتعامله مع  مدرب الأوهام زيكو الذي خدع وتلاعب بمشاعر اعضاء الاتحاد كيفما شاء طرزها بابتسامته الصفراء كسب من ورائها ما أراد بطريقة احترافية مخفياً سوء إعداد المنتخب الوطني لمباراة اليابان.
وقد استفاد زيكو من الاستجابة العمياء لرئيس الاتحاد ناجح حمود لطروحاته وسرعة تنفيذها حسب رغباته ومواعيده في البرازيل حتى اقامة المؤتمر الصحفي الذي عقده في بغداد مؤخراً جاء بتوقيت فيه من الخبث الرياضي الشيء الكثير ومُررت من خلاله رسالة واضحة المعاني ان زيكو وحمود يدركان اموراً لا يعرفها اغلب اعضاء الاتحاد المغلوب على امرهم  ، والحقيقة التي لا تحجها ابتسامة زيكو وتبريرات حمود انه في وادٍ واتحاد الكرة في وادٍ آخر، واتضح  انه لا يُقيم وزناً للاتحاد لمهاراته في  التلاعب على وتر الكلمات باسلوب مراوغ ويقفز منها على الحبال بخفة عالية تذكرنا بتحركاته السريعة في الملاعب، ساعده في ذلك سكوت ناجح حمود المطبق وغضّه الطرف عنه ما أدى في النهاية الى اقناع الجميع ان الذهاب الى طوكيو سيكون اشبة بمعركة غير محمودة العواقب ، فالخاسر الاكبر من مراوغات زيكو ومعمعته مع الاتحاد  هو منتخبنا الوطني بسبب غياب المنهجية الواضحة من رئيس الاتحاد الذي اجاد بشكل اعتاد عليه تبرير تصرفات زيكو غير المقبولة بحنكة عالية أوهم اعضاء الاتحاد بصواب ما يقوله المدرب دائما ، اما آراء الآخرين وانتقاداتهم لزيكو وله فإنها من نسج الخيال وتصدر من الحاقدين والمارقين الذين لا يريدون خيراً لمشوار المنتخب وما هي إلا فقاعات ستنفجر في الهواء بعد لحظات من دون ان تخلف شيئاً يؤثر على كرسي حمود بعد ان ارتضى الاعضاء لعب أدوار (الكومبارس) بما لا تناسبهم ، والدليل ان المعطيات تظهر البون الشاسع بين كلام زيكو المنمق وعدم تنفيذ مفردات المنهاج التدريبي والمباريات الودية الوهمية والمعسكرات التحضيرية!وفق تلك التصورات فان رئيس الاتحاد ناجح حمود يتحمّل مسؤولية الاخفاق المونديالي بشكل مباشر اذا ما حصل لأنه فتح الباب على مصراعيه للمدرب زيكو،  ولتدارك الموقف المحرج لرئيس الاتحاد نأمل منه طي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة من العمل المنظم لاستثمار الوقت المتبقي، لأن الوعاء الزمني للمباراة لم يتبق منه شيء وأكل من جرف الإعداد الكثير بما يتطلب منه التعامل بجدية وحزم مع زيكو لإيقافه عند حده من خلال عدم الاذعان لشروطه للتخلص من مأزق الضياع في طوكيو وانهاء حلم الوصول الى شواطىء بلاد السامبا ذلك الحلم الوردي الذي دغدغ العراقيين قبل التصفيات المونديالية واتضح بعدها ان زيكو باع لنا الوهم بمليوني دولار وتقبلها ناجح برحابة صدر ومررها بأغلفة ملونة يخشى الجميع ان تكون مخادعة عند كشفها وتقيـّد ضد مجهول بعد تشكيل لجان الفشل! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram