بغداد / المدىبرس يمتنع عدد كبير من الصناعيين ورجال الأعمال عن الاقتراض من المصارف الصناعية لإنشاء معامل الذهب، رغم الطلب الكبير من قبل الصاغة لشراء هذا المعدن دون غيره، إلى جانب قلة الفوائد المقدمة من قبل المصارف، فضلاً عن الإقبال الكبير من النساء على شرائه على مدار العام.
رجل الاعمال شوكت إسحاق من منطقة زيونة قال لـ"المدى برس": "ما فائدة القروض الميسّرة بفوائدها ونحن نعيش في ظل تذبذب مستمر لأسعار الذهب؟". واضاف ان "الحرب النفسية التي تلوّح بها الوسائل الإعلامية الأمريكية والعربية عن وجود حرب محتملة على ايران أثرت على سوق الذهب، ما يجعلنا نحن رجال الاعمال نمتنع عن التفكير في أن نقترض ونضع أموالا ضخمة في إنشاء معمل للذهب". وتابع "هذا العزوف يعود إلى جملة من الاسباب من أهمها بعد الاقتراض عندما نحاول تسديد القرض، حيث يجب ان نسوّق المعدن المنتج في وقت تكون فيه الأسعار في الاسواق ضعيفة عموماً، إلى جانب ضعف الطاقة الكهربائية ما يعني انه يجب الاعتماد على المولدة ومعامل الذهب بحاجة إلى كهرباء عالية ومستقرة، فضلاً عن الوضع الأمني غير المستقر للبلاد". صائغ الذهب محمد الحسيني من منطقة الكاظمية يبين "في كل يوم أسعار الذهب تتغير وتعلو وتنخفض حسب تغيير الظروف السياسية والأمنية في البلد، كما ان ارتفاع سعر الدولار أو هبوطه له الأثر البالغ على أسعار المعادن النفيسة". مدير المصرف الصناعي في بغداد محمد عبد الوهاب أشار إلى انّ "هنالك عزوفا كبيرا من الصناعيين عن الاقتراض لإنشاء معامل الذهب رغم انّ المصرف يعطي الرقم للقرض الذي يطلبه الصناعي فإذا طلب اربعة مليارات مثلاً أو أكثر نعطيه ما يريد، وتكون الفوائد من 8% إلى 10%. وأضاف "المصرف يمنح القروض ليس لإنشاء معامل الذهب فحسب، بل وحتى معامل الطابوق ولشراء المكائن والمواد الأولية، ولكن بضمانات صناعية أو زراعية أو سكنية". وعن الشروط المطلوبة مقابل الاقتراض أوضح "يجب أن تكون لدى المقترض اجازة تنمية صناعية أو إجازة من إتحاد الصناعات العراقية ولديه هوية سكن، كما تشكل لجنة لمراقبة العمل على مشروع المقترض، بحيث يتطابق مع ما طلب من مبلغ الاقتراض لمشروعه". وبين عبد الوهاب "نسعى الى مساعدة الصناعيين والتجّار بتقليل الفوائد عليهم في المستقبل، والتي تتم بمساعدة وزارة المالية التي ننتظر موافقتها".
عزوف المستثمرين عن الاقتراض من المصارف لإنشاء معامل الذهب
نشر في: 26 أغسطس, 2012: 08:21 م