اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الزراعة من أجل الحكم

الزراعة من أجل الحكم

نشر في: 27 أغسطس, 2012: 06:21 م

 علي عبد الحسين الموسوي منذ فجر الخليقة عاش الإنسان خلال معظم فترات التاريخ في تجمعات ذات طابع ريفي تعتمد على الصيد و القنص و الرعي والزراعة المتنقلة وذلك قبل أن يظهر أسلوب الحياة الذي يقوم على ممارسة الزراعة المستقرة التي تتطلب الارتباط بالأرض بصفة دائمة, مع رعايتها والمحافظة على خصوبتها،وهذه الخطوة ، ممهدة لظهور المدن والمجتمعات الحضرية بكل تنظيماتها وعلاقاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المترابطة,
التي بلغت ذروة التماسك والتعقيد بالتحول إلى الصناعة وقيام المجتمع الصناعي في القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف أساليب الحياة الحضرية عن الزحف بسرعة ومثابرة لتدمر الأرض الخضراء والحقول بل حتى النفوس .  هناك دراسة أشارت إلى أن سكان المدن في عام (1800) كانوا لا يزيدون على (%3) من مجموع سكان العالم في ذلك الحين, وأن هذه النسبة ارتفعت بعد قرن في العام (1900)  لتصبح (14%) من السكان و ارتفعت مرة أخرى لتصبح (30%)عام (1950) ،ثم لتصبح (47%)عام (2000) وأن المتوقع أن تصل إلى (60%) عام (2030) ،والمشكلة الأكبر أن الاتجاه نحو التحضر يتم الآن بمعدلات أعلى في المجتمعات الأقل تطورا عنه في الدول الأكثر تقدما ، وهو أمر منطقي نظرا لانعدام الخدمات الإنسانية والاجتماعية والصحية في المناطق الريفية من تلك المجتمعات ،والعراق وحّد من تلك المجتمعات الذي بدأت فيه الهجرة نحو المدن وترك الأراضي الزراعية والزراعة مما سبب مشاكل كثيرة جدا وأكبرها اعتماد العراق على دول الجوار للحصول على غذائه ، فلو لاحظنا الدول الأوروبية و الأمر يكية  أنها بدأت الاهتمام بشكل كبير في الزراعة . فيما الدول النفطية عامة والعراق خاصة بدأ اعتماده على النفط لسد احتياجاته وربما في المستقبل القريب سيكون النفط مقابل القمح , وقد يكون من الممكن التنبؤ بمستقبل المدينة الصناعية, وخصوصاَ أن لدينا معلومات كافية عن تطور ونمو المجتمع الصناعي وظهور مجتمع ما بعد الصناعة الذي تقوم الحياة فيه على ركائز قوية من الخدمات المتنوعة وما ينشأ عنها من تغيرات في سوق العمل  ولكن سوف تظهر في الوقت ذاته وعلى الجانب الآخر مواقف واتجاهات وتيارات جديدة مضادة قد يصعب التنبؤ بها بدقة لأنها تظهر على السطح نتيجة للتغيرات التي سوف نتعرض لها نتيجة سوء التخطيط والإدارة  ،إذ أن في بعض المجتمعات تزحف الصناعة على الأراضي الزراعية أو السياحة ،ففي النتيجة ستكون هناك فرص لزيادة الوارد المحلي من العملة الصعبة أو توفير فرص عمل .وعلى العكس هناك مجتمعات تخسر كل شيء وتتحول إلى دول فقيرة تكثر فيها النزعات والانقسامات نتيجة سوء أحوال مواطنيها .                                                                                                      إن مجتمع المدينة مغرٍ بالنسبة إلى الفلاح الذي يعاني  سوء الأحوال المعيشية والنفسية بل وصعوبة الزراعة ،فالمزارع في اغلب الأحيان يقع فريسة الاستغلال وتقلبات السوق في حال بيع محصوله أو مشاكل المياه والآفات الزراعية والأسمدة  التي تسبب في ضياع محصوله وجهده طوال موسم كامل وتصبح حياته معتمدة على شيء من الحظ والقدر ، إضافة إلى الجهل وانتشار الأمية .إن هذه جملة من الأسباب التي تدفع الفلاح إلى ترك الزراعة والهجرة إلى المدينة ، وماذا حل في تلك الأراضي من سوء في التخطيط ومساكن عشوائية ومشاكل في الخدمات ،كما يشكل ذلك عبئاً آخرعلى الدولة وهدر أموال أخرى دون حل جذري للمشاكل، وبعد أن تظهر مشكلة الاكتظاظ السكاني ومشاكل الحصول على عمل و مشاكل الخدمات وتدهور الوضع الصحي والنفسي تظهر مشكلة الهجرة وخسارة الخبرات والأيدي العاملة . والواقع أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي بدأت بعض المناطق الحضرية في كثير من الدول تهتم بتوفير الطعام لسكانها بجهودها الذاتية بعد أن تباعدت منذ الثورة الصناعية عن الأنشطة الزراعية، وقد امتد هذا الاهتمام    بزراعة الغذاء إلى الهيئات والمنظمات الدولية بحيث عقدت خلال السنوات القليلة الماضية عدة اجتماعات للبحث عن أفضل الطرق والأساليب التي تمكن المدن الصناعية في العالم من توفير كفاي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram