المدى الثقافيصدر حديثاً عن دار المدى للثقافة والنشر كتاب (الظُرف في بلد عَبوس)، من تأليف خالد القشطيني، يقع الكتاب في 261 صفحة من القطع المتوسط، فيما قامت ريم الجندي بتصميم الغلاف.جاءت في مقدمة الكتاب صورة للقشطيني جالساً فيها على عرش صدام حسين، وقد علّق عليها غازي بن عبد الرحمن القصيبي بقصيدة جملية جاء في مقدمتها: رأيتك يا أبا نائل مزهواً على العرش
صاحب (السخرية السياسية العربية) كتابه الجديد إلى ثلاثين فصلاً، تطرق فيها إلى العراقيين والفكاهة، وأول مَن وضع سنن الفكاهة العراقية، والى ظرفاء بغداد وسخريتهم من علم النحو، وأيضاً إلى سخرية ابن الرومي، وتناول في الفصلين الثالث عشر والرابع عشر جحا العربي وجحا الرومي، فيما جاء في الفصل السادس عشر عبود الكرخي أمير الشعر الشعبي الساخر، وفي الفصول الأخرى نجد الفكاهة في الطرب العراقي، وسخرية نوري السعيد، والنكات الصدامية والخ...يقول المؤلف في احد فصوله: كثيرا ما يسألني القوم ممن أخذتَ روح الفكاهة والسخرية يا أبا نائل؟ وكان جوابي دوماً: أولها طويل نحيف ، برنارد شو، وثانيهما سمين وقصير، أبو عثمان الجاحظ. وفي هذين البحرين، بحر الفكاهة الانغلوساكسونية وبحر الفكاهة العربية تعلمتُ السباحة وركبت أمواجها.رأى شيخنا الجاحظ أن الفكاهة تفترض الشجاعة والتحدي. فكان أنْ قال: إذا وردتني النكتة فأرويها ولو أورت بيّ في النار، وهو ما أوقعت نفسي به مراراً فاصطليت بالنار، ولكنها كانت نار هذه الدنيا، دنيا العالم العربي وحسّاده ومنافقيه من الكتّاب والصحافيين والفنانين. أما نار الآخرة فسيكون لي يوم حسابها عالماً بأن الله عزّ وجلّ أرحم من عباده بيننا. يقولون إنّ نصف الفكاهة يتناول المرأة والجنس، والآخر يمس الدين. ويا ويل الكاتب العربي الساخر من موقعه بين النارين، وهو ما تعرّضت له مراراً وتكراراً.