 بغداد/ متابعة المدى كشفت وزارة السياحة والآثار العراقية أن إيران تعهدت بتسديد 20 مليون دولار من أصل 40 مليون دولار كديون مترتبة عليها لشركات السياحة والسفر العراقية، في وقت فيه هددت الولايات المتحدة الأميركية العراق بإعادة النظر بالاتفاقية الأمنية بين البلدين في حال مساعدة إيران اقتصادياً.
وقال مدير المكتب الإعلامي لوزير السياحة والآثار حاكم الشمري لـ"السومرية نيوز": إن "وفدا إيرانيا يضم عدة شخصيات متخصصة في مجال السياحة والآثار يرأسه مستشار الرئيس الإيراني لشؤون السياحة والآثار أحمد الموسوي أجرى، تعهد خلال لقائه وزير السياحة والآثار العراقي لواء سميسم، بتسديد 20 مليون دولار لشركات السياحة والسفر العراقية من أصل 40 مليون دولار كديون مترتبة على إيران".وأضاف الشمري إن "الوفد اتفق مع وزير السياحة على مد خط سكة حديد بطول 17 كم من منفذ الشلامجة الحدودي إلى محافظة البصرة لغرض تسهيل الخدمات للزوار، والاتفاق على تشكيل عدد من اللجان المشتركة لعقد اجتماعات دورية لحل المشاكل الطارئة وتقديم أفضل الخدمات لزائري البلدين"، لافتا إلى أن "الوفد الإيراني سيجري زيارة لرئيس الحكومة نوري المالكي في وقت لاحق لبحث إلغاء تأشيرة دخول الزائرين بين البلدين".وأكدت وزارة السياحة والآثار أن وفدا إيرانيا يرأسه مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الحج والسياحة أحمد الموسوي وصل إلى بغداد، مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في إطار تفعيل مذكرات التفاهم في مجال السياحة بين البلدين.وكانت وزارة السياحة والآثار العراقية أعلنت، في الرابع من أب الحالي، عن توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع إيران، لافتة إلى أن المذكرات تضمنت منح سمات الدخول للزوار الإيرانيين وتعديل مدة الإقامة لمدة عشرة أيام والتأشيرة لمدة شهر.  وأعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية، في الـ28 تموز 2012، أن وفداً رفيع المستوى برئاسة وزيرها لواء سميسم توجه إلى العاصمة الإيرانية طهران لتفعيل مذكرة تفاهم خاصة بتطوير قطاعي السياحة والآثار بين البلدين، مؤكدة أنه ستتم مناقشة ملف الآثار العراقية وتوقيع اتفاقية تخص صيانة المواقع الأثرية. ويشار إلى أن العراق كان لديه اتفاق مع إيران منذ تسعينيات القرن الماضي، يقضي بالسماح لأعداد معينة وبأوقات محددة من المواطنين الإيرانيين بزيارة الأئمة في العراق، إلا أن الفترة التي تلت أحداث 2003 جعلت الجانبين في خيار تبادل الزيارات حيث تشهد زيارات الأئمة في العراق، لاسيما في مواسم الزيارة تواجد أعداد غفيرة من الإيرانيين، فيما يتوافد العراقيون في فترات غير محددة إلى إيران لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد.في غضون ذلك هددت الولايات المتحدة الأميركية العراق بإعادة النظر بالاتفاقية الأمنية بين البلدين في حال مساعدة إيران اقتصادياً.وأعربت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي ايليانا روس ليتينن عن قلقها من التفاف إيران على العقوبات الدولية عبر اللجوء إلى خدمات مالية في العراق وأفغانستان ، مشيرة إلى أن طهران تسعى للوصول الى قطاعي المالي والطاقة العراقي.واستنادا إلى معلومات كشفتها صحيفة نيويورك تايمز ، كتبت النائبة الجمهورية الى وزيري الدفاع ليون بانيتا والخزانة تيموثي غايتنر سائلة إياهما عن الإجراءات التي تنوي الإدارة اتخاذها لمنع هذا الأمر.وقالت روس ليتينن في هذه الرسالة التي اطلعت عليها فرانس برس إن "النظام الايراني يسعى للوصول الى القطاع المالي العراقي ، وكذلك إلى قطاع الطاقة العراقي ليؤمن لطهران احتياطيا نقديا أساسيا في وقت تؤثر (عليها) العقوبات".وتتعرض ايران لعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.وكانت نيويورك تايمز قد اكدت ان العراق يقوم بتهريب النفط ويسمح لايران بالمشاركة في عمليات تبادل أموال تباع بالمزاد العلني بغطاء من مصارف عراقية، الأمر الذي نفته بغداد.وأضافت النائبة الأميركية انه في أفغانستان، "تستخدم كابول وقندهار، بحسب بعض المعلومات، كمركزين ماليين يستخدمهما النظام الإيراني للالتفاف على العقوبات".