TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث:نجاد وتوسيع الشرخ الفلسطيني

في الحدث:نجاد وتوسيع الشرخ الفلسطيني

نشر في: 27 أغسطس, 2012: 07:15 م

 حازم مبيضين يعرف الرئيس الإيراني أن للقيادة الفلسطينية عنواناً واحداً, هو الرئيس المنتخب محمود عباس, ومع ذلك يصر على توجيه الدعوة لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية, لحضور قمة عدم الانحياز التي ستنعقد في طهران, إضافة للدعوة الموجهة لعباس وكأنه بذلك يريد القول إن هناك فلسطينين, واحدة منهما تضطر إيران للتعامل معها عاصمتها رام الله, والثانية تفضلها وهي إمارة غزة, القائمة بفعل الانقلاب الحمساوي على الشرعية الفلسطينية,
وهو بذلك يسعى لهدف سياسي بعيد عن مصلحة الفلسطينيين يتمثل بتوسيع الشرخ القائم بفعل ذلك الانقلاب, الذي يجب التأكيد أن المستفيد الأول منه هو إسرائيل ومن يقف خلفها.ندرك أن من حق الدول, ومن بينها إيران, السعي بكل الوسائل لتنفيذ سياساتها, على أن ذلك يجب أن يظل ضمن المحور الأخلاقي, خصوصاً حين يتعلق الأمر بقضية وطنية بحجم فلسطين, وحين تكون الدولة المعنية رفعت شعار المقاومة والممانعة, وطرحت نفسها قائدةً لثورة إسلامية معادية لسياسات الاستكبار الغربي, ومناوئة للصهيونية على أسس دينية, أما حين يكون الأمر بهذا الشكل الفج من التدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين فإن أكثر من علامة استفهام وتعجب ترتسم في الأفق, وليس بعيداً عن موقف ولاية الفقيه من الانقسام على الساحة الفلسطينية مواقفها تجاه ما يجري في مملكة البحرين وسعيها لتحويل ما يجري هناك إلى فتنة طائفية بامتياز.هل هي مصادفة أن تتزامن دعوة نجاد لهنية وعباس إلى طهران, مع دعوات وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان للمساواة بينهما, مع معرفة الجانبين بالفروق الأساسية في سياسات الرجلين, والتي أسفرت عن انقلاب الحمساويين في غزة ضد الشرعية, أم أن الأمر يتعلق بالانقسام الحمساوي المسكوت عنه تجاه ما يجري في سوريا, حيث لخالد مشعل موقف غير متوافق مع مواقف هنية, ومن معه من قيادات الداخل في غزة, أو أن المقصود هو تغييب المتحدث الشرعي باسم الفلسطينيين عن مؤتمر طهران, ليكون نجاد ممثلهم الشرعي باسم الدين, وباعتبار أن القضية الفلسطينية مسؤولية يتحملها المسلمون في كل مكان, حتى وإن كان ذلك بالضد من رغبات الشعب الفلسطيني, الذي انتزعت منظمة التحرير شرعية تمثيله بدماء الشهداء وتضحيات المواطنين.وإذا كانت حكومة أحمدي نجاد تتراجع اليوم عن دعوة هنية, فليس لأنها تؤمن بوحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني, وإنما بسبب ردود الفعل على فعلتها, وإصرار الرئيس الفلسطيني على تأكيد ذلك, مع إعلان أن الانقسام الذي قاد طهران إلى تلك اللعبة يعتبر تراجعاً عن كل قيم الوطنية الفلسطينية, وأن معالجة هذا الخلل تتم في إطار البيت الفلسطيني, وبالطرق القانونية التي انقلبت حماس عليها, ومؤكد أن ذلك لايتوافق مع هوى نجاد وحكام إيران, الذين أشبعوا إسرائيل تهديداً وهم يرغبون في محاربتها بجيوش غيرهم, فيما هم يحصدون النتائج أوراقاً متزايدةً للعب بواقع المنطقة ومستقبلها. وبعد, حسناً يفعل الرئيس الفلسطيني إن أحجم عن المشاركة في مؤتمر عدم الانحياز في طهران, وأناب عنه موظفاً صغيراً, ليفهم نجاد أن محمود عباس, الذي كان من أوائل من زاروا طهران بعد إطاحة الشاه, معلناً بذلك وقوفه مع طموحات الشعوب الإيرانية, قادر اليوم على الامتناع عن زيارتها, للتأكيد أنه لايزال واقفاً مع طموحات تلك الشعوب, التي خرجت من تحت دلف الشاه, لتجد نفسها تحت مزراب من أتى بعد الخميني, بنفس فارسي توسعي انتهازي لايفكر بغير مصلحته, حتى وإن كانت على حساب قضية مقدسة كالقضية الفلسطينية.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram