TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :كلجن يمظلومات للكاظم امشن

سلاما ياعراق :كلجن يمظلومات للكاظم امشن

نشر في: 28 أغسطس, 2012: 07:40 م

 هاشم العقابي ذات يوم من ايام الدراسة المتوسطة، وفي الدرس المخصص للأدب حدثنا استاذنا عن الشاعر جميل صدقي الزهاوي. ففهمنا منه ان المعارك الجانبية التي جرها اليه المتخلفون بسبب دعوته لتحرير المرأة من الحجاب قد اثرت على ابداعه الشعري وحتى على صحته. قلت له ببراءة:
 اشك يا أستاذ ان يكون بين العراقيين، اصحاب الحضارة، مثل هؤلاء المتخلفين. وان وجدوا فهم القلة قطعا. اجابني: كلا بل كان الدهماء هم الاكثرية وقد اصطف معهم كثير من المتعلمين والصحفيين وبعض الشعراء ايضا، ولم يكن مع الزهاوي الا القليل القليل. ليش .. وهي شتسوه الدنيا ان غابت عنها الوجوه الجميلة؟ تصير مقبرة يا ولدي.حمدت الله بعد أن تمشيت بحديقة الامة القريبة من مدرستي، عند انتهاء الدوام، وانا ارى وجوه العراقيات المبتسمة بكل وقار وثقة بالنفس، وعبق الرازقي والشبوي يفوح من شعورهن وضفائرهن السومرية. حمدته لأني ولدت بزمن ليس زمن الزهاوي المقبرة. زمن اغني فيه على راحتي وصديقتي تسمعني فرحة بي وبشعرها الذي يلاعب حاجبيها بحنين وصفاء: عالحواجب يلعب الشعر الحريروآنه بين العين والحاجب اسيرحقا ما كنت احسب اني سأبقى الى زمن يريني فيه التلفاز من جديد وجوه هؤلاء الذين حاصروا الزهاوي وغيره من المتنورين.  يكتب الزميل علي حسين، قبل يومين، عن واقعة لم يأت بها من جيبه، تريد تحويل الكاظمية الى قندهار ثانية، فكذبه طالبان دولة القانون فدمدم عليهم مستشهدا بصورة وضعت على الصفحة الاولى لهذه الجريدة يوم امس تثبت صحة ما يقول، فهل سيستحون؟ طبعا لا.الصورة تظهر لافتة تشكر الحكومة على فرضها الحجاب على كل من تدخل مدينة الكاظمية موقعة باسم اهالي المدينة في لعبة مكشوفة من السلطة يرفضها العقل. فالعقل يقول لو كان اهالي الكاظمية فعلا هم من كتبها لجاء فيها مثلا:"سايمين عليكم (ابو الجوادين) ونناشدكم بحق (ابو طلبة) و (باب الحوائج) أن احموا زوار الامام من الذبح والقتل عند كل زيارة. وارحموا مدينة الامام من قلة الكهرباء وشحة الماء واكوام الازبال وانتشار البطالة بين شبابها وجحافل المتسولين والمتسولات التي تجوب شوارعها. وان تكفوا عن سرقة اموال الشعب وتخلصونا من الفساد والمفسدين بحق جدته الزهراء سيدة نساء العالمين".  ولو كان لنا نصيب كباقي عباد الله المرتاحين والآمنين ببلدانهم، لسألنا العراقيات عما كن يحلمن به قبل سقوط صدام. فهل سنحظى بواحدة تقول انها كانت تحلم ان لا تجد سافرة عند باب الدروازة مثلا؟ او تجيبنا واحدة من بنات الديوانية ان حلمها واملها الكبيرين كانا ان تخرج ذات صباح لتجد جداريات تعلمها طريقة ارتداء الحجاب الصحيح؟ يا نساء العراق المظلومات اخرجن على من أحتقر عقولكن واستهتر بحقوقكن مرددات اغنية غنتها جداتكن وامهاتكن الطاهرات المطهرات قبل ان يولد هؤلاء المتحجرون:كلجن يمظلومات     للكاظم امشنيم سيد السادات     حلّن شعرجن وحاشى ان يكون الامام مكبوتا مثلهم او ملوثا برائحة غرائزهم النتنة التي لا ترى العراقية غير سلعة فراش لاشباع وساختهم. اقصدنه ولعمري ستجدنه انبل واشرف واكبر من كل طالبان، شيعيا كان أم سنيا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram