عباس المفرجي في فيلم سارا بولي الجديد، سطح المركب مكتظ. في أول البداية، يلتقي رجل وامرأة ( لوك كيربي وميشيل وليامز )؛ رقيقان، ماكران، وتأمليان، يبدوان وكأن أحدهما خُلِق للآخر. التجاذب بينهما بديهي منذ البدء، والصدفة ( يظهر إنهما يسكنان نفس الشارع، الواحد مقابل الآخر )
هي التي تجمعهما. لكن المشكلة إنها متزوجة – لعب دور الزوج سيث روغن. الفيلم صغير، لكنه مضايقة رومانسية مطوّلة، تقود الى خاتمة حتمية، تصبح اكثر وضوحا بسلاسل من حبكة تبرز الاعتيادية المبتذلة للزوج. يتناغم السيناريو مع الأداءات، ويترنح التصوير بين الأبيض والبنفسجي، مع لا شيء تقريبا بينهما.مع ذلك، الفيلم مقنع، وتماما بسبب عناصره المبدأية والحتمية. لو كان هذا فيلما سياسيا، لكان مثار ضحك في دور السينما لكون بروباغنده لبست رداء التسلية، ونسخة مطابقة من فيلم العام الماضي " اتلاس شراغيد " [ خيالي من إخراج بول جونسن ]. وذلك بالضبط هو سبب فتنته. اكثر من الإشادة بعقيدة جون غالت عن غرور القوة، يموج " خذ هذا الفالس " – بطريقة مكبوتة على نحو إستثنائي، وتقريبا مخدِّرة – بايدولوجية، من تلك التي تتجه عكس الإتجاه السائد للكوميديا الرومانسية. مثل " اتلاس شراغيد "، هو فيلم نيتشوي زائف على نحو متحمس، موضوعه لا يدور حول قوة الرغبة بل على قوة الناس الجميلين؛ إنه الفيلم الذي يمكن ربما لممثلة واحدة أن تصنعه.من ضمن النقد القاسي الذي وُجّه للفيلم كان شكوى النقاد من عدم صدقية الثنائي المؤلف من ملكة الحفلة الراقصة كاثرين هايغل (تلعب دور شخصية تلفزيونية طموحة) والقذر الجسم والملبس سيث روغن (يلعب دور عاطل مضحك). يجتمعان، أولا وهما ثملان لليلة عشق عابرة، ومن ثم بعد الحمل، لكنه في هذه الأثناء يتخذ شكلا آخر ويصبح إنسانا، مبرهنا، في الحقيقة، أن في خمرها كان هناك مقدار مفاجئ من الحقائق – مهما كان الشيء الذي جذبها اليه في النادي، فهو كان في الواقع العامل لرابطة دائمة. إنه كوميديا جنسية تجعل الرغبة أخلاقية حتى لو كنت تصوّر غرابة الأطوار والشك المتأصلان في كل علاقة، التي تنمو في النهاية لتتحول الى شبكة معقدة من روابط عائلية.جواب بولي، في الواقع، هو: الشخص غير الجذاب سيخرج، والناس الجميلين، المثيرين سينجذب أحدهم للآخر بقوة لا تقاوَم. لكنها تدخل في وسط الفيلم مشهدا جديرا بالإنتباه، يلعب دورا حاسما في تحديد موقع الفيلم كنوع من شمولية جنسية تحررية : يدور المشهد في قاعة تبديل الملابس للنساء في مسبح عام. بعد درس التنفس في الماء، ويليامز؛ شخصية أخت زوجها ( لعبت دورها سارا سيلفرمان )؛ وشخصية امرأة أخرى ضيفة، أكبر عمرا، واكثر بدانة، يأخذن دُشّا ويتبادلن الحديث. تظهِر المخرجة، بصراحة منعشة، التنوع الكبير لأجساد النساء، من المثالي العصري لجمال نحيل الى المثالي الكلاسيكي لبدانة قصيرة. بالطبع، كلهنّ جميلات؛ هناك حقا جمال متأصل في الجسد، وتبدو بولي كأنها توحي بأن صاعقة البرق للشهوة المتعذر كبحها التي تجمع بين شخصية ويليامز وشخصية كيربي – التي تجمع بين جمالين من أكثر الأنواع تقليدية – يمكن أن تصيب بسهولة أي واحدة من هاته النساء. لكن الثيمة المبطنة هي التي، رغم أن الجميع جميلون، والبعض أكثر جمالا من الآخرين – تلصق مع النوع الخاص بك، لأن الطبيعة ( الطبيعة الجسدية ) سيكون لها النصر، وستكونين دائما في سباق مع الناس الذين يشبهون ويليامز، الذي سيكون لهم حق الاختيار. السياسة الواقعية الجنسية شديدة الوضوح في الفيلم هي في صورة حساب التفاضل والتكامل لرهان الحياة نفسها.ولأولئك اللاتي لا يشبهن ميشيل وليامز لكنهن يحلمن برجل يشبه ويتصرف مثل لوك كيربي - هناك دائما " ماجيك مايك " [ فيلم ميوزيكال إخراج ستيفن سودربرغ].عن مجلة النيويوركر
"خذ هذا الفالس" فيلم نيتشوي زائف على نحو متحمس
نشر في: 29 أغسطس, 2012: 08:46 م