TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطتين شارحة: نساء حول "الحجي"

نقطتين شارحة: نساء حول "الحجي"

نشر في: 29 أغسطس, 2012: 09:29 م

 مازن الزيديلم يدر في خلد الكثير منا ان "العراق الجديد" سيتحول الى سينما عملاقة تعرض فيها انواع الافلام الاميركية والمصرية والهندية. قد يتساءل البعض لماذا هذا النوع من الافلام بالذات، لكن القاريء العراقي لن يتعجب اذا ما ذكرته بافلام الاكشن التي شاهدناها على مدى تسعة اعوام من الوجود الاميركي،
كما ان القاريء ذاته سيوافقني الرأي لو ذكرته بافلام النصب والاحتيال والعلاقة الحميمة بين السياسي والفساد على الطريقة المصرية وبابشع صورها.ولن يعترض احد اذا ما اشرت الى ركام من الافلام الهندية "البايخة" التي اخرجتها نخبنا السياسية، لا سيما حكومة "الشرايك" الوطنية، المتخمة بالضحك على الذقون على طريقة الطفل الذي يعثر عليه بطل الفيلم ليكتشف انه والده، هل هناك حاجة لذكر مئات بل آلاف المصاديق لهذا النوع من الافلام التي ادمن العراقيون على مشاهدتها رغما عنهم حتى حفظوها عن ظهر قلب؟وانا أقرأ رسالة استقالة وزير الاتصالات محمد علاوي لفت انتباهي نبرة "الانكسار" والغضب التي يتحدث بها الوزير المستقيل عن "المرأة المتوجة" في وزارته والتي تأمر وتطاع دونه وتتعاقد بالملايين رغما عن انفه. يقول الرجل ان بعضهم اخبره ان "الحجي" قال له انه لن يضحي (بها) من اجله!ذكرتني هذه القصة برائعة احسان عبدالقدوس "الراقصة والسياسي" التي تحولت الى فيلم من بطولة صلاح قابيل ونبيلة عبيد وهذا قياس مع الفارق طبعا. وبرغم ان العلاقة بين السياسي والنساء ليست بالعلاقة الجديدة التي يتبادل الطرفان فيها المنافع والنفوذ، الا ان ما يلفت النظر لهذه الظاهرة هو اتساعها وترسخها بين ساسة العراق بعد 2003، لا سيما بالنسبة لرئيس حكومتنا الحالي، يكفي ان تزور اي دائرة او مؤسسة حكومية بشكل عشوائي لتقف على الحقيقة.السيد المالكي ضرب رقما قياسيا بين نظرائه من حكام العراق في عدد النساء اللائي احطن به واستعرن "جلباب السلطة" من "الحجي" بل استخدمنها بافراط لتصفية الخصوم ولتسلق سلم هرم المناصب رغم "الكوتة الدستورية" التي فتحت الباب واسعا امام مشاركة المرأة في دوائر صناعة القرار في البلاد.فليست هيام الياسري، المستشارة التي اطاحت بوزير الاتصالات، اول امرأة تستمد قوتها ونفوذها من "الحجي"، بل هي احد فريق النساء الصقور المقربات من دولة رئيس الوزراء، فهناك مريم الريس وحمدية الحسيني وبتول الموسوي وحنان الفتلاوي واخريات في الظل يلعب دورا مهما في اروقة الدولة العراقية.بالطبع فان هذا العدد اللافت للنظر من النساء اللائي يحطن بـ "الحجي"، لا يعكس ابدا ايمان الرجل بالمكانة التي يجب ان تكون عليها المرأة العراقية، بعكس سلفه وزميله في الحزب والحكومة ابراهيم الجعفري، اذ لا تضم الكابينة الوزارية الحالية سوى وزيرة بلا حقيبة تعنى بشؤون المرأة و "تحديد ازيائها" تماشيا منها مع عقيدة المالكي بصفته "حجي" وليس رجل دولة.للاسف لم ينعكس حضور ونفوذ هذه "الفرقة النسوية" من مستشاري دولته بشكل ايجابي على قضايا المرأة والطفولة في بلد يمتلك ما لا يقل عن 3 مليون ارملة وضعفهن من الايتام. ومما يدعو للاسف ايضا فان هؤلاء النسوة غير معنيات باثبات كفاءة المرأة وجدارتها في تسلم المناصب على خطى رائدات الحركة النسوية في العراق، بل تستعين "مستشارات الحجي" بصلة القربى هذه للحصول على امتيازات لهن ولمن يمت لهن بصلة قربى. هؤلاء النسوة قبلن لعب دور "البيدق" بيد دولة الرئيس للاطاحة بالخصوم وشن حملات لاذعة على من لايروقون له او ممن يعارضون سياساته حد ان احداهن شهرت سكينا بوجه زميلة لها انتقدت الاخير.يبدو ان "الحجي" لم يكتف بصقور كتلته وحزبه من الذكور للدفاع عنه فقرر ذات "خصومة" ان يستخدم "الجنس الناعم" في اشد معاركه ضراوة لبسط النفوذ وتكسير الخصوم، فكانت نساء "دولة القانون" يقاتلن بـ "نعومة" للذود عن زعيمهن في معاركه المتواصلة التي لا انقضاء لها كما يبدو."نساء الحجي" يبدو انه عنوان يصلح لانتاج مسلسل مصري سيحقق نسبة مشاهدة عالية لدينا في العراق، خصوصا وان حلقاته بلا نهاية فايام البلاد الكالحة حبلى بمستشارين ومستشارات سيتحلقون وسيتحلقن حول "الحجي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram