دهوك/المدى تصادف في هذه الأيام الذكرى الرابعة والعشرون لقيام النظام البعثي السابق في العراق بارتكاب جرائم حملات الأنفال الثامنة التي شنت على منطقة بادينان في الفترة مابين (25/8 إلى 6/9) العام 1988 والتي أدت إلى سقوط أكثر من ألفي شخص بحسب إحصائيات مركز الأنفال في دهوك.
علي بندي مدير مركز الأنفال في دهوك أوضح في حديث مع المدى أن هذه الحملات كانت من أشرس حملات الأنفال التي قام بها النظام البعثي " لقد بدا النظام البعثي بهذه الحملة عندما انتهى العراق من حربه مع إيران وسحب معظم قواته وأسلحته الثقيلة ومن ضمنها الأسلحة الكيمياوية وقام بحملته هذه مستهدفا القرى والقصبات الكردية في عموم محافظة دهوك وأدت إلى تشريد (5000) شخص إلى تركيا وإيران إضافة إلى أسر الكثير منهم وزجهم في مخيمات خاصة أقيمت في جشنكان وبحركي بالقرب من أربيل "وبين علي بندي أن هذه الحملات لم تستهدف الإنسان الكردي فحسب وإنما " استهدفت هذه العمليات منطقة بادينان برمتها بحيواناتها وقراها وينابيعها حيث هدمت قرابة (665) قرية في بادينان وتم تجفيف المئات من الينابيع وقتل الآلاف من الطيور والحيوانات البرية التي كانت تعيش في جبال كردستان "وبين علي بندي أنهم في مركز الأنفال في دهوك قد أصدروا بيانا بهذه المناسبة يطالبون بجملة نقاط أبرزها " العمل على إعادة رفات المؤنفلين من محافظة دهوك ودفنهم بشكل لائق مع إنشاء صرح خاص بهم،ضرورة تعويض ذوي المؤنفلين الذين عاشوا هذه المأساة ماديا ومعنويا، الاهتمام بالمناطق التي تعرضت لعمليات الأنفال بشكل خاص، محاولة جعل هذه العمليات من ضمن عمليات الإبادة الجماعية للشعب الكردي على المستوى الدولي"ومن ضحايا الأنفال أيوب رشيد نسري الذي دعا إلى ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع التي مازالت تعاني آثار تلك الحملات وقال " يجب أن تتم محاكمة كل الذين ساهموا في تلك الحملات السيئة الصيت ويأخذوا براءتهم من المحاكم،وعلى حكومة إقليم كردستان أن تلتفت إلى المناطق التي تعرضت إلى هذه الحملات أكثر من غيرها حيث أننا نرى أن هنالك المئات من القرى التي مازالت كما تركتها تلك الحملات "ومن النقاط الأخرى التي دعا إليها نسري هي دعوة ضحايا الأنفال للمشاركة في المؤتمرات الدولية الخاصة بهذا الأمر وقال " الملاحظ أن المشاركين في غالبية المؤتمرات الدولية المعنية بالأنفال هم الوزراء والمسؤولون وأعتقد انه ينبغي أن يتم إرسال ضحايا الأنفال للمشاركة في هذه المؤتمرات باعتبارهم شهود عيان لتلك المأساة كما أنهم سيعبرون بشكل أدق عن تلك الكارثة" وقد أقيمت في دهوك العديد من الأنشطة والفعاليات التي حاولت إبراز هذه الذكرى ومدى تأثيرها على المستوى المحلي والعالمي،ومن أبرزها افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية للفنان شكري برواري الذي تحدث للمدى بقوله " أردت من خلال هذا المعرض أن أجسد هول المأساة التي عاناها الشعب الكردي وخاصة في منطقة بادينان بسبب حملات الأنفال الشرسة التي قام بها البعثيون في العام 1988 كما ركزت على إبراز دور السيدة دانيال ميتيران الفرنسية في إبداء يد العون للكرد الذين تعرضوا لهذه الحملات وزيارتها التفقدية لأحوالهم في المخيمات التي أقيمت في تركيا ومساعدتها للذين تعرضوا للأسلحة الكيمياوية وعلاجهم في أوروبا " يذكر أن النظام العراقي السابق كان قد نظم العديد من حملات الأنفال سيئة الصيت في عموم مدن إقليم كردستان وخلفت (182) ألف ضحية وراءها بحسب إحصائيات مركز الأنفال في دهوك وآخر هذه الحملات كانت حملة بادينان التي عرفت بـ(خاتمة الأنفال) لدى البعثيين واستمرت لمدة عشرة أيام متتالية.
في ذكرى أنفال بادينان دعوة لإعادة رفات ضحايا الأنفال ودفنهم في دهوك
نشر في: 29 أغسطس, 2012: 09:31 م