اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها امس بالشأن السوري، وقالت تحت عنوان "أوقفوا انتشار الحرب في سوريا أولا" إنه من الصعب أن نرى بوضوح فائزا من الحرب الأهلية الدموية بشكل غير مسبوق في سوريا. فالرئيس بشار الأسد اعترف أمس الاول الأربعاء أن حكومته في حاجة إلى مزيد من الوقت لتفوز بالمعركة ضد الميليشيات المتمردة.
وربما لم يحقق الأسد فوزا، تتابع الصحيفة، إلا أنه لا يوجد مؤشر على أن نظامه ينهار، على الرغم من انشقاق رئيس الحكومة واغتيال كبار القادة الأمنيين البارزين. والموقف مختلف تماما عما كان في ليبيا، حيث انهار تأييد معمر القذافي فجأة قبل عام في ظل ثقل هجمات الناتو وعزلته وليس بسبب الضغوط من قبل الثوار.وتعتقد الافتتاحية أن المعارضة السورية قد أظهرت أنها تستطيع أن تسيطر على كافة أنحاء دمشق وحلب، إلا أنها غير قادرة على الاحتفاظ بسيطرتها. وربما يفوزون على المدى البعيد، لكن هذا لن يحدث قريبا وبعد أن يموت عشرات الآلاف الآخرين من المدنيين.وتشير الصحيفة إلى أن أحد الأسباب وراء الدموية الشديدة للحرب السورية واحتمال استمرارها لوقت طويل هو أن هناك ثلاثة صراعات تدور في هذه الحرب، الصراع بين الشعب السوري ضد الحكومة، لكن هناك أيضا المواجهة في المنطقة بين الشيعة والسنة، وبين حلفاء إيران ومعارضيها، فالسعودية ودول الخليج لا تساعد المعارضة السورية بسبب رغبتها في إرساء الديمقراطية للشعب السوري.وخلصت الصحيفة في الختام إلى القول بأنه في هذه المرحلة، يعتقد كل من الحكومة والمعارضة أن لديهم الفرصة لتحقيق نصر حاسم، على الرغم من صعوبة ذلك، وباقي العالم لا يمكن أن يوقف هذه الحرب، إلا أنه يجب أن يفعل أقصى ما بوسعه لمنعها من الانتشار إلى لبنان وتقويض استقرار باقي المنطقة.
الإندبندنت: لا يوجد طرف يمكنه تحقيق فوز واضح في الحرب السورية
نشر في: 30 أغسطس, 2012: 06:45 م