ثائر صالحتطورت الموسيقى الصوفية وبالخصوص مع انتعاش الطرق الصوفية في الدولة العثمانية. وبينما ارتبطت الطريقة البكداشية بالانكشارية ورافق دراويشها السلطان وجيشه في حروبه، تعمقت الطريقة المولوية في التصوف والفنون، كالشعر والموسيقى (وإن كانت هي الأخرى قريبة من السلاطين، كما شغل أتباعها مناصب رفيعة في الدولة).
rnلم تكن للمؤسسة الإسلامية العثمانية اعتراضات على الموسيقى، لا بل استفاد الدين من أصول الموسيقى ومقاماتها في تأدية مراسيمه، إذ تطور تجويد القرآن الكريم كثيراً، وظهرت المدائح التي ترتل في المناسبات. ولم يقف كبار المنشدين والمرتلين عند حدود القرآن الكريم والمناقب، بل كثيراً ما دخل رجال دين عثمانيون في بحار الموسيقى الدنيوية تأليفاً، بينهم من حمل لقب شيخ الإسلام أو حافظ، أو كان حاجاً.rnلكن الموسيقى الدينية حلقت في سماوات الصوفية، على الخصوص التصوف المولوي. والطريقة المولوية تنسب إلى جلال الدين الرومي ، وهو شاعر وفيلسوف ومتصوف فارسي كبير من القرن الثالث عشر الميلادي تتلمذ على يد المتصوف شمس الدين تبريزي وتأثر به لدرجة كبيرة. لقب جلال الدين الرومي بلقب مولانا، ومن هنا جاءت تسمية المولوية. عاش في قونية وتوفي فيها، بذلك أصبحت قونية مقر المولوية.rnمن أشهر مؤلفي الموسيقى المولوية كجك درويش مصطفى دده (في القرن السابع عشر) ومصطفى عطري (1640-1712) أحد أهم المؤلفين العثمانيين الكلاسيكيين، وقد أعلنت اليونسكو سنة 2012 سنة عطري الدولية بمناسبة الذكرى 300 لوفاته. أهم مؤلف مولوي هو دده أفندي (القرن 18-19)، واشتهر مؤخراً رؤوف يكتا (1871-1935) وهو عالم ومنظر موسيقي ومؤلف صوفي.rnالعين هو الشكل الأساس في الموسيقى الصوفية المولوية، يتألف العين بيات مثلاً من القطع الاتية: نعت مولانا (رست، من مؤلفات عطري) تقسيم (بيات) بشرف (بيات)، سلام أول (بيات) سلام ثاني (أصفهان ورست)، سلام ثالث (حسيني، عجم، حجاز) سلام رابع (حجاز) صون بشرف (بشرف ختامي، حجاز)، صون يُرُك سماعي (سماعي سريع ختامي، حجاز).rn