TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > شاكر خصباك وتشيخوف  *  

شاكر خصباك وتشيخوف  *  

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 07:50 م

أ.د.ضياء نافعولد أ.د. شاكر خصباك في الحلة عام 1930، ويعد واحداً من إعلام العراق المعاصر، فهو قاص وروائي وكاتب مسرحي ومترجم وكاتب مذكرات ومقالات إضافة إلى انه أكاديمي كبير ومعروف في علم الجغرافيا، وقد حصل على درجة الأستاذية (بروفيسور) عام 1974. 
rnاصدر د.خصباك أكثر من ثلاثين كتاباً بين تأليف وترجمة في كل تلك الأجناس الأدبية وفي مجال اختصاصه (الجغرافيا) بالطبع. تتناول مقالتنا هذه كتابا واحدا من إصداراته تلك وهو بعنوان / تشيخوف/ والذي يندرج ضمن موضوعة الأدب الروسي في العراق.                                                     rnصدر هذا الكتاب عام 1954 في بغداد ضمن منشورات مجلة /الثقافة الجديدة/ المعروفة، والتي ما زالت تصدر في العراق لحد الآن، وهي مجلة مهمة جدا في تاريخ العراق الفكري بشكل عام والسياسي بشكل خاص، وتعكس آراء الحزب الشيوعي العراقي وتعبر عن نظرته الفلسفية وسياسته.rnأشار د. خصباك في رسالة له الى أ.د. عبد العزيز المقالح (رئيس جامعة صنعاء ومستشار الرئيس اليمني في شؤون الثقافة آنذاك) إلى هذا الكتاب وسبب إصداره قائلا- ( طلب مجلس السلم العالمي من محبي الكاتب الروسي انطون تشيخوف الاحتفال بمرور خمسين عاما على وفاته، فاقترحت عليهم أن أتولى إخراج كتاب عن  تشيخوف، عوضا عن المجلة (يقصد مجلة الثقافة الجديدة التي أوقفت الحكومة آنذاك إصدارها) فرحبوا بذلك، فانهمكت ليلا ونهارا في عملي، واستطعت انجاز الكتاب في موعده. وقد اشتمل على مختارات من قصصه ومسرحياته القصيرة مع دراسة عن أدبه وملخص عن أهم المحطات والأحداث عن حياته، وصدر الكتاب في مطلع الشهر، أي في موعد صدور المجلة تحت عنوان (منشورات الثقافة الجديدة) وكان أول منشور تصدره مجلة الثقافة الجديدة عام 1954....... وبهذه المناسبة، إن كتاب انطون تشيخوف كان يومذاك من أوائل الكتب التي تصدر باللغة العربية عن تشيخوف...) ، / من رسالة د.خصباك إلى د.المقالح عنوانها- علاقتي بالأدب والمجلات الأدبية/ موقع الحوار المتمدن. وكما هو واضح في الرسالة، فان إصدار هذا الكتاب لم يكن بمبادرة من هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة وإنما بطلب من مجلس السلم العالمي، والمجلس هذا- منظمة سياسية ، أي أن هدف إصدار الكتاب كان سياسيا، ويتلاءم هذا الهدف مع طبيعة المرحلة آنذاك عندما امتزجت السياسة بالأدب كليا لدرجة يتعذر الفصل بينهما، وقد كان كل كلام عن الأدب الروسي حينها يعني موقفا يساريا بالضرورة. ويشير د. خصباك في رسالته تلك أيضا، إلى أن الكتاب كان (من أوائل الكتب..عن تشيخوف) أي انه ليس أول كتاب عن تشيخوف بالعربية كما صرح د. خصباك نفسه في كلمته باتحاد الأدباء في صنعاء بجلسة مكرسة لتكريمه عام 2001، والتي حضرتها عندما كنت أستاذا زائرا في جامعة صنعاء، واذكر أني همست في إذن صديقي أ.د. علي يحيى منصور رئيس قسم اللغة الألمانية في كلية اللغات بجامعة صنعاء آنذاك، والذي كان يجلس جنبي، إن جملة د. خصباك ليست دقيقة، اذ ان أول كتاب عربي عن تشيخوف كتبه نجاتي صدقي وصدر عام 1947، وان كتاب د. خصباك هو اول كتاب في العراق وثاني كتاب باللغة العربية عن تشيخوف. ولم أشأ (وكذلك صديقي د . علي منصور) ان نشير الى ذلك في تلك الجلسة التكريمية الجميلة للاديب والعالم العراقي الجليل في صنعاء. بعد انتهاء الجلسة اقتربت مني فتاتان منقبتان وقالت لي إحداهما، إنهما سمعا ما همست به وسألتني لماذا لم تتحدث بذلك علنا؟ فوجئت بهذا السؤال واكتفيت بالابتسامة متملصا من هذا الموقف المحرج. هذا وقد التقيت به في بيت أ. د. عبد العزيز المقالح، رئيس جامعة صنعاء آنذاك، والذي ذهبت إليه بصحبة أ.د.حاتم الصكر وأ.د.عبد الرضا علي وأ.د. علي يحيى منصور، وكانت جلسة مفتوحة رائعة حضرها كثير من أساتذة جامعة صنعاء ومثقفي اليمن، وقد كان د.خصباك في صدارة الحاضرين، وقد اقتربت منه بعد انتهاء الجلسة وقلت له، باني تشرفت بالكتابة له عندما كنت طالب دكتوراه في جامعة باريس عام 1967، عندما كان يعمل في جامعة الرياض، وطلبت منه نسخة من كتابه عن تشيخوف، فرد د. خصباك رأسا بأنه يعتذر لأنه لم يكتب لي ردا على رسالتي تلك، فقلت له باني تسلمت جوابا جميلا منه ، وانه يعتذر عن ذلك لعدم وجود الكتاب لديه في الرياض، وإنني لا ازال احتفظ برسالته وطلبت منه السماح لي بنشرها، فابتسم د. خصباك عندها ووافق بكل سرور على طلبي. وقد تشرفت في ما بعد بأن أزوره في شقته مع قريبه د.عائد خصباك ،التدريسي في احدى الجامعات اليمنية، وتحدثنا كثيرا عن ترجمات الأدب الروسي الى العربية ودور غائب طعمة فرمان المتميز في ذلك، ولا تسمح لي طبيعة هذه المقالة الاسترسال اكثر، ولكن يجب علي حتما ان أشير الى ان الانطباع عن د.خصباك  كان رائعا، واني لمست فيه تواضع العلماء وسعة الثقافة وعمق المعرفة. واعود الى صلب الموضوع ،اي الى كتاب د.خصب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram