TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة:شمعة في مهب الريح

السطور الأخيرة:شمعة في مهب الريح

نشر في: 31 أغسطس, 2012: 08:31 م

rn سلام خياط كيف لا يولد الناس في الرافدين سكارى                                                                      rnوكل الذي في العراق يقطر منه العرق!rnمظفر النوابrnكان يا ما كان، مدينة بهية، نيرة كشمس،مجبولة من ضوء وضوع، رحبة كفضاء..rn
rn  فضاء من استبرق وزهر؟؟ أرأيتم شجرا عثوقه  علوم  وفنون وفلسفة وسيل معارف؟ فضاء أرضي يشطره النهران شطرين، فلا تنأى ضفة عن ضفة إلا من فرط العناق؟ سلال أطايبه ملأى بخيراته مدافة  بما عند الرومان واليونان، والهند والصين وبلاد فارس من جني القطاف؟rnأعلمتم عن السحابة التي تموج في سماوات الصين والهند تزخ نثارها مطرا على بساتين بغداد؟ ألهذا  غرق الخاصة في وهدة النعيم، فجاروا، وأمعنوا، وتنابزوا طمعا وملذات، وصكوا أسماعهم عن صوت هادر: يا قوم، اخشوشنوا، فإن الترف يزيل النعم، يا قوم أفيقوا من السكرة  قبل فوات الأوان،، فما أصاخ السمع أحد، والذي سمع ولى الأدبار، خشية   واتقاء وتقية.rnودارت ببغداد الدوائر... rnساعة سقوط بغداد – يذكر المؤرخون – كسفت الشمس.. أحداداً على سقوط المدن البهية تنكسف الشمس؟؟ وذرفت النخل دموعها عسلا أسود، سخم وجه الحضارة. وحين ترجل هولاكو عن بغلته، لف المنطقة غبش، لا يبين في حلكته الأسود من الأبيض ,حينها، نهبت الأسواق والخانات، واستبيحت بيوت، هدمت كنائس وجوامع، حورت المدارس لتغدو إصطبلات لخيول وبغال جيش هولاكو، وزينت نعال الجياد بالياقوت والزمرد مما نهب من بيوت الخلافة والموسرين،واسودّ ماء النهرين لفرط ما ألقي فيهما  من حبر ودم. rnمر عام حالك،، عشرة أعوام مرت، مئة عام، وضاعت أرقام العد، وكان لا بد أن يعقب ذاك الليل صبح، تلك هي حتمية التاريخ،  وقدر للمدينة المكبلة أن تخلع عنها قيودها، وتنبعث من رماد الفجيعة  نورسا، ووعد بخبز وأمان وحرية،، ومستقبل،rnانمحت الأمية أو كادت، اكتظت الجامعات بطلاب العلم، وتبرعمت المدارس ورياض الأطفال بالمتطلعين للحياة، عبدت طرق وشيدت مدارس ومساجد وكنائس، وطرحت أشجار المعرفة شعراء نوابغ وأهل فن، أطباء مهرة ومحامين ومهندسين ذوي بصيرة، وأوشكت الخيرات تفيض من ضروع الأرض والأمهات.rnوخيف من شعاع بغداد يمتد، يغدو بؤرة لشمس المنطقة، والمنطق السائد  لا يسمح بسطوع شمسين من نفس المدار..... وحسم الأمر...rnقبل  البارحة، سقطت بغداد ثانية، فلم تنكسف الشمس ولا انخسف القمر، ولا لف المنطقة غبش، فالمنطقة مغبشة أصلا، والظلمة  سائدة، لا تكفي لتبديدها شمعة، يلزمها وقدة شمس، rnأبحث عن قبس من ضوء أهديه إليك في ذكرى مولدك يا مرضعتي ومولاتي، وأستحلفك –وخيرة أبنائك – أن توفي بعهدك: عدي أهليك ألا يجوع فرد على أرضك، ولا يخاف، ولا يعرى.. لا ينام على ذل ويصحو على مذلة، ألا يهدده أو يروعه أحد،  لا يجور ولا يجار عليه، يتنكب كتابا لا بندقية،  يعفو عن اقتدار،  لا يغلو بانتقام، يأخذ ويعطي، فلا يمن ولا يمن عليه...ألا وحقك بغداد فنشيد الإنشاد طويل،، ومفزع :: أكاد أسمع العراق يدخر الرعود... ويخزن البروق في السهول والجبال..حتى إذا ما فض ختمها الرجال....لم تترك الرياح من ثمود... في الوادي من أثر............. السيابrnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram