اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > في الكتابة النسوية..المرأة الممحوّة..قراءة في شعر نضال القاضي

في الكتابة النسوية..المرأة الممحوّة..قراءة في شعر نضال القاضي

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:07 م

ياسين طه حافظ(1-2)يبدو أن لا حدود أكيدة لمعنى "سياسة" والتي هي في الانجليزية بصيغة الجمع Politics ومثلما في هذا إشارة إلى العلوم السياسية، فيه أيضا إشارة إلى أنماط العمل أو الفكر السياسي.. هذا يساعدنا على القول ان الحدود السياسية تتحرك في مدى فهمنا لكلمة "سياسي".
 وهذا يعني ثمة تحرّك بين مدى "الشخصي" ومدى "العام"، الواحد منهما باتجاه الآخر. وهذا الحراك شغل الفكر والاقتصاد، بل التاريخ كله.في التنظيمات الاجتماعية والأعلام، صارت كلمة "سياسة" تشتمل على بعض النشاطات من تلك التي نسميها "سياسية" والتي تختلف في طبيعتها عن النشاطات الاجتماعية الأخرى. ضبابية حدود المفاهيم جعلت من الصعب ان نجد تعريفا حاسما للـ"سياسي".في الأدب، شهدنا تداخلات واسعة مثل هذه، وعلى مدى التاريخ الأدبي. فقد تشير قصيدة حب إلى أمر سياسي، وقد يكشف تعبير عن الذات عن أزمات اجتماعية وتدهور في الدولة وسياستها.وقصيدة الرثاء، في هذا الموضوع، أكثر تجاوزا لحدودها. فقد تكون ذاتية - سياسية أو تكون سياسية أكثر مما هي ذاتية. قل مثل هذا عن قصائد الانكسار أو الشكوى من حلٍ أو سلوك أو رذائل اجتماعية مما تحفل به المجتمعات المتخلفة..عموماً، في الأدب وفي الدراسات الاجتماعية، ألغت المرأة الحدود القديمة وشرعت بتغيير الباقي منها على وفق منطق العصر ومشاركة المرأة في الكتابة والعمل والنشاط الاجتماعي. الوعي النسوي الجديد، الذي ربط قضية "حرية المرأة" بقضية الحرية لعموم الشعب، أغنى نسيج الأدب النسوي، بالمفهوم الأنثوي اليوم، بمفردات الحياة اليومية والاجتماعية العامة بما فيها من تفاصيل. وهذا هو ما دعاني يوما للكتابة، بان أي فهم نقدي للنص النسوي بعيدا عن أجواء الرفض في الحركة النسوية العالمية Feminism ، هو فهم قاصر، ونقد ودراسة قاصرتان. المرأة لا تتحدث من فراغ. فضاؤها فضاء حياة وتفاصيل ومفردات مجتمع والإشارات في النص الانثوي ذلك هو مصدرها.استطيع القول أن الوشائج الخفية بين النص الأنثوي والأثر السياسي غير متوقعة أحيانا وغير مكتشفة غالبا ولن تُكْتشف كلها! لا بسبب تعقيد النص ولا بسبب كونها تعيش في مجتمع تسلطي تثقله الأمراض والتشوهات، لكن بسبب تكوينها البيولوجي المرتبط بالجنس، الإنجاب، الأولاد والتربية وتداخل كل هؤلاء بالتفاصيل الواسعة والمختلفة للحياة.هذا العالم، هذه الشبكة، من الأنسجة الحية والمشاعر والأفكار كلها قابعة تحت الجلد، كلها قابعة في النص الأنثوي، دراسات جديدة بعقل ثقافي جديد، هي الوحيدة التي تقترب من ذلك "العالم" المتخفي في "عالمها"، من المضُمْرَ في جسد المرأة وروحها والعقل. محاولة الوصول لذلك العالم تستحق الجهد لقيمته العليا، هذه القيمة المهمة والمحترمة. وشكوى المرأة ليست كمثل شكوى الرجل مباشِرَة وبكامل الصوت. هي شكوى تمرٌ بتلافيف لتطل برأسها على العالم.لم تعد تلعن فمي هذا الذي يتسمعإلى زجاجهِ المكسورمنقّباً عن فمه!           (ص91 ودائع المعّول عليه)هذا النص لنضال القاضي، أنا من وضع علامة التعجب في آخره، لأنه أدار راسي فجأة إلى جهة أخرى. مدرسياً، الخطاب يدعو للتوقف عن لعنة فم يستمع إلى تكسّر زجاجهِ، أو أمانيه أو طلباته.. لكن هذا فم ظاهري مقموع يبحث عن فمه الذي اختفى، عن مضمون كلامه الذي لم يُنْطُق.rnوحتى في هذه المدرسية من الكلام، نجد بوحاً صعباً ومرّاً. وهو يكشف عن مفارقه اجتماعية سوداء.. كيف إذن نفهم النص فهماً آخر غير مدرسي، أكثر عمقاً ونجد الصلة بالنسيج الخفي الذي تحدثنا عنه؟ هذه فرصة لنرفع حجاباً قديماً آخر، يمكّننا من قراءة "المرأة" التي وراء المرأة أمامنا:انعطفُ نصف مكمّمة...،وأنا أحصي ازدهاراتي إلى "الرشيد".وأعمّر زهرة آخر السلالات المُعّمرةالتي ستتذكرنيحين يفتح عميان مدحّجون بالظلامدفاتري القديمة ويقرؤن:أين وبأية الثلوجدسستُ عامي العشرين؟ابتعد عن نظام الكتابة الشعرية وجمالية الأدب، لأقول:هي أولا نصف مكممة، ثم، الرجاءات دُفِنَتْ وزهرة آخر السلالات متهالكة، تعمرّها لتتذكرها. ثمة خوف مريع من الضياع والنسيان. لا ننس إن الشاعرة من سلالة نبيلة، والسلالات الوجيهة والتي كانت متألقة ذات حضور، غمرت عالمهم الوحول وأربكت ترَفهم.. ثم إن المستقبل مخيّب والنهاية فاجعة: العميان المدجّجون بالظلام هم الذين سيقرؤن دفاترنا.اسأل: هل هذا نص شعري فقط؟ أم هذا هو التداخل الشائك والملغوم بين الخاص "والعام"، بين الشعر والسياسة بين قضية "المرأة مكّممة" والنزوع إلى الحرية؟هناك شكوى الذات "المكمّمة"؟هناك صوت طبقة اجتماعية تزولهناك ازدهارات توارتوهناك تحديد جغرافي يشير إلى منطقة الوباءأو التراجيديا: "الرشيد" قلب العاصمة بغدادالذي خسر هو أيضا مجده!إلى أي اتجاهات الحركة الأنثوية ينتمي هذا الصوت؟ أرى أننا بين الأنثوية اللبرالية والأنثوية السيكولوجية لان الأنثوية الماركسية حسمت الأمر بان الجنس والطبقة قر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في درجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram