TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل: هل تصلح بغداد عاصمة للثقافة العربية؟

قناديل: هل تصلح بغداد عاصمة للثقافة العربية؟

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:12 م

 لطفية الدليميلعلها من المفارقات  المثيرة للحزن  والتفجع  أن تكون  وزارة الثقافة رهينة في جيب وزير الدفاع  وان يقسم العقل المدبر للشأن الثقافي  بين الانتباه للصاروخ  والاهتمام بالإبداع الفكري  ،شتان مابين الأمرين  فحتى في الأنظمة العسكرية  الديكتاتورية  لم يجرؤ حاكم  سوى هتلر على إبقاء  وزارة الثقافة تحت أمرة مسدسات عساكره ورقابتهم ،
وفي وضعنا المضطرب  ظلت  وزارة الثقافة مؤسسة  خدمات  (موسمية  )  تقدم فعاليات احتفالية  في المناسبات  الرسمية والدينية ، فكيف يمكن لوزارة  لا تحمل لها السلطة قدرا من الاحترام    ( بوصفها وزارة دنكبجية وراقصات ) ان تستقبل وزراء الثقافة العرب ومثقفي بلدانهم  وفنانيهم وهي تعاني  القصور الاعتباري إزاء نظرة المؤسسة السياسية لها  وانعدام الرؤية الجادة  لديها  للمشروع الثقافي العراقي  وإهمال الوزارة  لحاضر الثقافة ومستقبلها ،  والسؤال الأهم هنا :كيف تصلح بغداد عاصمة للثقافة وهناك من يحاصر الحريات العامة    ؟؟ كيف تصلح بغداد  عاصمة للثقافة  مقارنة مع الرباط والدوحة والمنامة ومسقط   وهي  عواصم  منظمة ونظيفة  بشوارعها التراثية  المحمية وجماليات العمارة والفن  وبروز  السمات المدنية والحضارية فيها  فلا  تعلق في ميادينها  صور رجال الدين على هذا النحو العشوائي الذي يرسخ  عبادة الأشخاص واستيلاد ديكتاتوريين جدد  بدل ديكتاتور زائل ، مدن  تحترم الفن والموسيقى وتزود مواطنيها  بالكهرباء ومياه الشرب النظيفة وتمتلك بنى تحتية وخدمات بلدية  متقدمة ومستشفيات مجهزة  بأحدث التقنيات وقاعات مسارح فضلا عن وزارات ثقافة يديرها أناس لهم ادوار ثقافية مشهودة في الأقل ضمن المشهد الثقافي لبلدانهم.   ترى عن أية ثقافة يتحدث الموهومون، عن أية ثقافة والمثقفون العراقيون  يتساقطون بفعل المرض والعوز دون إقرار قانون رعاية  وحماية   لكبار السن  منهم  في دولة  تملك أعلى ميزانية في تاريخ  العراق  لإضافة لمئات المثقفين المهجرّين  يعيشون اضطرارا في المنافي والمهاجر؟  أية عاصمة للثقافة طاردة  لأبنائها  وعاجزة عن حماية كُتابها من  إرهاب  وقتلة  ومافيات خطف وتهديد  ؟ ما الذي سيقوله وزير الثقافة  عن مشاريع وزارته في التنمية الثقافية ورعاية مثقفي العراق  ونشر أعمالهم وتقديم عروضهم وإنتاج أفلامهم المعطلة ؟؟هل تصلح مسارح بغداد الخربة وبقية مدن العراق لاستقبال فرق مسرحية وموسيقية من بلاد عربية وكل مدننا  امثلة صارخة  للفوضى والبشاعة والقذارة  والتخلف العمراني والاجتماعي  والثقافي  والفساد السياسي ؟  هل تصلح  قاعة الرباط  لاستقبال  فرق موسيقية عربية متعددة  ؟؟ أم ان بغداد ستحظر الانشطة الموسيقية والرقص كما حصل في مهرجان بابل  الذي تحول بفضل الخراب  الضارب  في مفاصل السياسة والثقافة  إلى  مهرجان شعري بائس  وذريعة  لنهب الاموال؟؟ألا تكفينا فضيحة إلغاء  مشروع  ( النجف عاصمة للثقافة الإسلامية)  لتؤكد لنا أن المسؤولين في المؤسسات الثقافية الرسمية والإدارات المحلية  عجزوا عن استكمال مشروع  مدينة ثقافية عريقة فأفشلوه بفسادهم المالي والإداري  دون اعتبار لقداسة المدينة التاريخية  فألغت  الحكومة  المشروع  دون ملاحقة  المتسببين في خرابه ؟؟هل تصلح بغداد اليوم لتكون عاصمة لثقافة العرب، وأبناؤها يقتلون بالمفخخات والعبوات الناسفة  وكواتم المافيات في مدينة غادرها السلام ولم يتبق  لها من اسمها  إلا ما يصلح للتندر والإشفاق ؟ كيف تصلح بغداد الآن  عاصمة للثقافة العربية وبين  العرب من يخشى المجيء بمعارض كتبه  وأدبائه  وفنانيه  وفرقه المسرحية  وفرقه السيمفونية  وفرق الرقص الشعبي والكلاسيكي ( الباليه)   لبلاد   تحظر فيها الفنون وتقمع النساء  ومن يضمن لهؤلاء أن لا يـُقدم  دعاة الفضيلة  المتكاثرون على إيقاف العروض  وطرد  الحضور  والفنانين  من القاعات ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram