TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > البطل الأولمبي: الحُلم الذي ظل غائباً

البطل الأولمبي: الحُلم الذي ظل غائباً

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:40 م

 سعد المشعلقبل انطلاق اولمبياد لندن بشهرين تقريباً زرت لندن مدينة الضباب وتمنيت أولاً أن تكون مدينة الضباب خير فأل لرياضتنا وإعادة رونقها في هذا المحفل العالمي الكبير وأن يحققوا ولو ميدالية واحدة تزيـّن صدور احد اللاعبين او اللاعبات في هذا الاولمبياد.
والأمنية الثانية كانت تصب في أن أكون قريبا من تواجد بعثتنا وأحضر هذه المنافسات ولكن القدر أن ارحل من هذه المدينة الجميلة حقاً في اليوم التالي من وصولي الى بلـد أخر كما إنني كنت أنوي كتابة المقال تحت عنوان الحضور العراقي في الدورات الاولمبية ولكن ما هي إلا لحظة حتى استدركت بان العنوان الأفضل والأكثر واقعية هو ابتعاد رياضتنا عن الميداليات وبعد متابعتي اليومية لمنافسات الاولمبياد أنهت بعثتنا المشاركة في بلاد الضباب منافساتها لتقلب صفحة من صفحات أولمبياد لندن 2012 من دون أية نتيجة تذكر باستثناء تأهل صفاء ودانة الى الدور الثاني وكانت هذه المشاركة الواقعية لم تلبِ الطموحات على مستوى النتائج والأرقام لكنها مفيدة من الناحية الاحتكاكية واكتساب الخبرة التي تنقص لاعبينا.ومع ان بعض رياضيينا المشاركين في الدورة كان قد نجح في تحسين رقمه الشخصي كما فعلت دانة حسين في سباق 100م وصفاء راشد في الاثقال ومهند احمد في السباحة 100م فراشة إلا ان النتائج في شكلها العام ما زالت بعيدة عن المطلوب في مثل هكذا منافسات وهذا ما يجب التوقف عنده من قبل مسؤولي رياضتنا لأنه في الواقع يثير الكثير من القلق والتساؤلات ومن خلال متابعتي لقنواتنا الرياضية العزيزة وصحفنا الرياضية الجميلة بحسرة تطلق كلمات من صميم زملائي الإعلاميين متى يكون للعراق حضور اولمبي دائم والابتعاد عن البطاقات المجانية؟ ومن هذا السؤال تخرج عادة أسئلة أخرى ، هل هنالك ندرة في المواهب في هذا البلد الذي كان وما زال هو المنجم الحقيقي للمواهب أم الخلل والضعف في اكتشافها أم المشكلة في التنظيم والإدارة والتخطيط والإعداد؟ والأسئلة نفسها تتوالى وتتكرر منذ المشاركة الأولى فالبداية التي كانت مبشرة وتتسم بالحماسة تحولت فيما بعد الى مترددة وخجولة ثم الى متذبذبة وفقيرة لدرجة أننا قد وصلنا الى الدورة الثلاثين في لندن وليس في جعبة العراق سوى ميدالية واحدة فقط هي برونزية المرحوم عبدالواحد عزيز.. ترى هل نخدع أنفسنا عندما نركن الى تلك الذريعة التي تقول أن المشاركة هي الأهم في الدورات الاولمبية بغض النظرعن النتيجة؟ ألا نرى أنه وهم كبير في المشاركة نفسها وهم اكبر في كل ما يسبقها من تحضيرات ومعسكرات ، وتشترك في صناعة هذا الوهم الاولمبي المؤسسات واتحاداتنا الرياضية.سوف نخدع أنفسنا كثيرا إذا اعتقدنا أن المشكلة مرهونة بنقص الاعتمادات المالية وقلة المعسكرات اوغياب العقول المفكرة او ندرة المواهب او نقص المنشآت والأدوات.. وابلغ ردعلى ذلك كله هما النتيجتان اللتان شهدتهما الدورات الاولمبية السابقة حينما حقق عبدالواحد الميدالية البرونزية وحصل عدنان حمد وأبناؤه على المركز الرابع بكرة القدم في اولمبياد أثينا وهو المستوى الرائع الذي وصلت له رياضتنا حتى الآن. نعم أقول رائعا لأنها لعبة جماعية عجزت منتخباتنا التي تلته من تحقيق اية نتيجة مرضية ولم تستطع ألعابنا الفردية هي الاخرى من تحقيق اية ميدالية تذكر ، والآن في كل الدول العربية من دون استثناء ما زلنا الى اليوم نسمع حكاية البطل الاولمبي التي تسبقها دوما كلمة مشروع او صناعة اوإعداد ومر زمن ولم يصبح ذلك المشروع مركزا او مصنعا اواي كيان منتج للأبطال بشكل دوري ومنتظم ولم يتغير شيء ما لم تتغير الرؤى والأفكار والقناعات وأملنا في أبناء مدرسة بنانة الاولمبية في الدورة الاولمبية البرازيلية 2016.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram