TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : أحذروا كارثة الدوري!

مصارحة حرة : أحذروا كارثة الدوري!

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:45 م

 إياد الصالحيما أن توقفت كرة النخبة عن دورانها الماراثوني في العشرين من آب الماضي بعد رحلة مضنية – كالعادة- أسهمت في قتل متعة المشاهدة لدى المتابع العراقي الشغوف بمنافسات الأندية الكبيرة ونجومها ودهشة تقلبات النتائج بين دور وآخر ، حتى بدأت المقترحات تنهال بإفراط على لجنة المسابقات في اتحاد الكرة بشأن كيفية الخلاص من تبعات الفترة الطويلة التي يستنزفها موسم الصراع على اللقب وآلية استقرار المسابقة بأقل عدد من الفرق المتبارية.
بلا شك ان التوسع المُبالغ به للأندية المتبارية في النخبة وارتباطها بالمؤهلين من دوري الممتاز وقبله الدرجة الأولى منذ عام 2004 حتى الآن لم يخدم مصلحة الكرة العراقية بعد ان تم ارتكاب خطأ شنيع حينما خضعت المسابقة للمحاصصة المناطقية لضمان الأصوات الكافية في الانتخابات ، وتم شمول أندية لم تقو على الاستمرار لأكثر من مرحلة واحدة وبالتالي انسحبت بهدوء تاركة وراءها مشكلة عدم انسيابية جدول الدوري وكأنها تعلن الندم على المشاركة بإمكانيات هزيلة برسم التورط!مشكلة اتحاد الكرة انه لا يسمع صوت المحايدين في قضية الدوري وتأخذه العزة في الخطأ بعد أن أبدى تمسكاً غريباً في توليفة لجنة المسابقات من أعضاء مؤثرين في مجلس إدارته ويدافعون بقوة عن مصالح أنديتهم ، وهذا يعرفه القاصي والداني ، بينما هناك عشرات الخبراء من إداريين ومدربين وحكام بإمكانهم ان يؤلفوا لجنة فاعلة ومقبولة في الوسط الكروي ولديها القدرة على الإقناع ورد اعتراض أي مسؤول نادٍ أم مدرب منتخب بخصوص عدم تعارض استحقاق الدوري مع أجندة المنتخبات الخارجية وديمومة عجلة النخبة.اتحاد الكرة اليوم بحاجة إلى قرار شجاع وجريء قبل بداية الموسم ، يتضمن أولاً حلّ لجنة المسابقات وعدم السماح لأي عضو في الاتحاد الانضمام إلى اللجنة الجديدة التي لابد أن تشكل من أعضاء مستقلين لا تربطهم بالدوري سوى مصلحة إنجاحه ضمن الوقت المحدد له ، وتنسيق الجهود مع مدربي المنتخبات الوطنية لئلا تعرقل بعض مباريات الأندية مسعاهم في تجميع اللاعبين ودخولهم محطات حاسمة من الاستحقاقات الخارجية، وثانياً تقليص عدد فرق الدوري إلى 16 فريقاً بدءاً من الموسم الجديد آخذين بنظر الحسبان المصلحة العامة لكرة البلاد وما يعكسه القرار من فوائد جمة على مستوى التقييم الفني للفرق واللاعبين واستقرار إدارات الأندية مادياً وعدم إغراقها في مشكلات كثيرة كالتي استغاثت منها في الموسم الماضي.أما صدور القرار بشكل متأخر أو خشية الاتحاد من ردود أفعال الفرق التي ستهبط الى الدوري الممتاز فالترتيب النهائي لموسم 2011-2012 هو من يحسم الأمر حيث لم تكن للفرق المشمولة بالهبوط الجديد أية فرصة بتعديل مراكزها مع انتهاء المسابقة ، ثم ان اعتماد 16 فريقاً يعني استثمار الزمن قبل حلول الكارثة الحقيقية في موسم 2013-2014 الذي عدّه الاتحاد الآسيوي إنذاراً نهائياً لإطلاق الاحتراف الحقيقي للاتحادات المتأخرة عن تطبيقه حتى الآن ومنها اتحادنا الذي يعي أبعاد هذا القرار وما يتبعه من ضرر بليغ على سمعة اللعبة في بلدنا إذا ما استبعدت فرقنا عن المشاركة في بطولة كأس اتحاد الآسيوي التي تعد البطولة الثانية بعد دوري أبطال آسيا ، فأين سنلعب بعد ذلك مع النيبال او المالديف او بروناي؟كما لابد من الاستماع الى مقترحات اللجنة التأسيسية لرابطة المدربين المحترفين العراقيين التي عقدت اجتماعاً مهماً أمس تناولت فيه ابرز الحلول للخروج من الأجواء والآليات الرتيبة التي درج عليها اتحاد الكرة في نسخ الدوري السابقة ، حيث أشار رئيس الرابطة الخبير انور جسام الى ان واحدة من اسباب تخلف الكرة على صعيد التخطيط والنظم هي " غياب البنى التحتية والعقول المتخصصة واستشراء ظاهرة المدربين الأميين الذين عاثوا فساداً في اساليب التدريب مع الموهوبين "، ما يؤكد ان الرابطة وغيرها من التجمعات الرياضية جادة في اغناء اللعبة بالافكار الصالحة لإحداث ثورة كبرى في الاتحاد شريطة ان يصغي رئيسه واعضاؤه لهم ولا يتحسسوا او ينفروا منهم مثلما غابوا عن اجتماع أمس ، ويكفي ان العمر الذي قضاه الخبير جسام او زميلاه عبد الإله وعلوان في التدريب يساوي اعمار الأعضاء الجدد في اتحاد حمود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram