TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: ماذا تبقى من حركة عدم الانحياز؟

في الحدث: ماذا تبقى من حركة عدم الانحياز؟

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 07:55 م

 حازم مبيضينبمناسبة انعقاد قمة لدول عدم الانحياز, أو الحياد الإيجابي في طهران, يبدو منطقياً التذكير بالمبادئ التي قامت على أساسها هذه الحركة وأقرت في مؤتمر باندونج, ومن أبرزها: احترام حقوق الإنسان الأساسية وميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول، والامتناع عن التهديد باستعمال القوة ضد أي بلد، والتزام الحل السلمي لفض الصراع وفق ميثاق الأمم المتحدة،
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، عدم استعمال الأحلاف الجماعية لتحقيق مصالح للدول الكبرى  .وأخيراً احترام العدالة والالتزامات الدولية, وإقرار مبدأ المساواة بين الأجناس وبين الدول.نذكر بهذه المبادئ ونحن نراجع مواقف وسياسات الدول التي تنتمي اليوم لهذه الحركة, وتجتمع في طهران, لنكتشف أن معظمها على غير دراية بها, فمن منها يحترم حقوق الإنسان ولايتدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى, ومن فيها من يأخذ بجدية مبدأ احترام العدالة والالتزامات الدولية ويقر مبدأ المساواة بين الأجناس وبين الدول. وليس سراً أنه حتى الدول المؤسسة لهذا التجمع الدولي, لم تكن جادة في الالتزام بكل هذه المبادئ, فلا عبد الناصر توقف عن التدخل في شؤون الدول العربية, ولا كاسترو احترم حق شعبه حين ألزمه بالخضوع لدكتاتورية ما زالت فاعلة حتى يومنا, ولا هو التزم الحياد وعدم الانحياز بين المعسكرين الشيوعي من جهة والرأسمالي من الجهة الأخرى, ولا تيتو كان ديمقراطياً حين فرض على خمسة شعوب وحدةً يقودها متفرداً إلى أن وافاه أجله المحتوم, فعادت تلك الشعوب إلى حريتها وبنت أنظمتها الخاصة.اليوم في طهران تلتقي على مائدة عدم الانحياز دولتان على الأقل تتدخلان بشكل متضاد في الأزمة السورية, فإيران تدعم النظام بكل الوسائل المتاحة, وقطر تسلح معارضيه, والدولتان منحازتان إلى قطبي العالم اليوم, واشنطن من جهة وموسكو وبكين من الجهة الثانية, والقواعد العسكرية الأجنبية, من العيديد القطرية إلى طرطوس السورية مروراً بالعراق وأفغانستان وغيرها من الدول غير المنحازة لاتخفي نفسها وهي متوفرة بكثرة في العديد من الدول التي استظلت براية عدم الانحياز في جمهورية ولاية الفقيه التي تعتبر تدخلها في شؤون الدول الأخرى واجباً إلهياً مستحق التنفيذ.أية نتائج إيجابية يمكن انتظارها من تجمع يلم  شمل القائد السوداني الفذ عمر البشير, الذي أنجز بنجاح تقسيم بلاده إلى دولتين متنافرتين وما زالت البقية القابعة تحت حكمه تنتظر الانفصال, مع الزعيم الكوري الشمالي المنحاز رسمياً وفعلياً إلى الصين وقد ورث البلاد كابراً عن كابر, دون النظر إلى مؤهلاته التي تجتهد أجهزة إعلامه اليوم في إبرازها حتى تكاد ترفعه إلى مرتبة ألوهية, ومع هؤلاء قادة لم يعرفوا من الحكم غير وراثته, دون أي جهد في الاطلاع على واقع شعوبهم, وكل ذلك في بلد يستمد قائده صلاحياته من السماء,وقراراته غير قابلة للنقد أو حتى للمناقشة أو الاعتراض.كان الأمل كبيراً حين ولادة هذا التكتل الدولي, ليكون بيضة القبان التي تمنع تغول قوة عظمى على مقدرات العالم, غير أن الأهواء الشخصية للزعماء, معطوفة على نجاح واحدة من القوتين العظميين في تحجيم غريمتها, سحبت من هذه المجموعة القدرة على تنفيذ مبادئها, فتحولت إلى فولكلور لمجموعة من المهرجين يتحدثون عن غير ما يؤمنون به, ويتلهون بالضحك على ذقن شعوبهم ونحن منها, والراهن أن كل دولة تعلن اليوم انتماءها إلى هذه المجموعة, إنما هي منحازة بشكل أو بآخر إلى قوة عظمى تحتمي بها وتستظل بدعمها في مواجهة شعبها.هل نحتاج إلى أمثله؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram