TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل :لا عزاء لضحايا الإرهاب

شناشيل :لا عزاء لضحايا الإرهاب

نشر في: 1 سبتمبر, 2012: 09:46 م

 عدنان حسينتصدّرت صورها خلال الأيام الماضية الصفحات الأولى للصحف البريطانية الصباحية والمسائية، الشعبية (تابلويد) والرصينة على السواء، وكرّست لها القنوات التلفزيونية أوقاتاً أطول مما منحته لأخبار السياسيين ونجوم الفن والرياضة والثقافة والمجتمع اللامعين، بمن فيهم الملكة اليزابيث الثانية ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
 rnاسمها مارتين رايت (40 سنة) الرياضية المعاقة التي تشارك الآن في rnأولمبياد المعاقين (باراليمبكس) المتواصل في الأماكن والمنشآت التي جرت فيها فعاليات الأولمبياد العادي الأخير الذي شهدت لندن وقائعه خلال الشهرين الماضيين.rnالسيدة رايت لم تحصد الذهب في المنافسات الرياضية هذه، فهي مجرد عضو في الفريق البريطاني النسوي لكرة الطائرة للمقعدين، ومع هذا احتفل بها الإعلام على نحو مميز للغاية، ووراء ذلك قصة غير عادية، وكذلك هدف كبير تحرص عليه المجتمعات المتحضرة ودولها وحكوماتها.rnالسيدة رايت هي من ضحايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت وسائل ومحطات النقل العام في العاصمة البريطانية في صباح 7/7/2005 .. كانت تستقل أحد قطارات الأنفاق (أندرغراوند) على الخط الدائري (سيركل لاين) في محطة "ألدغيت" عندما قرر أحد متعصبي تنظيم القاعدة الإرهابي أن  "يرفع" راية الإسلام بتفجير نفسه وسط المئات من الناس المدنيين الذاهبين الى مكاتب أعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم أو للقاء أحبتهم. rnتلك التفجيرات خلّفت 52 قتيلاً ونحو 700 مصاب كانت بينهم السيدة رايت التي أُنقذت بأعجوبة بعدما فقدت 80 بالمئة من دمها قبل أن يُدركها المسعفون. كما تضرّرت ساقاها على نحو خطير ما اضطر الأطباء الى بترهما من فوق الركبة للحفاظ على حياتها، فيما هي كانت في إغماءة استمرت عدة أيام.rnلم تستسلم رايت، حاملة الشهادة الجامعية العليا في دراسات علم النفس والاتصال، لإرادة الإرهابيين .. رأت أن تنصرف الى الرياضة، فلعبت في فريق لكرة التنس للمعاقين قبل أن يتحول اهتمامها الى الكرة الطائرة. وكما غيرها من ضحايا تلك العمليات الإرهابية، وجدت السيدة رايت اهتماماً كبيراً من الدولة والمجتمع اللذين كانا يتصرفان على أساس ان رعاية ضحايا الإرهاب ليس فقط واجباً اجتماعياً وانسانياً، وانما هي في المقام الأول أفضل رد على الإرهاب والإرهابيين.rnنحن من أكثر البلدان التي أُضير شعبها بأعمال الإرهاب المتواصلة منذ عشر سنوات، والتي تقوم بها قوى قادمة من الخارج كالقاعدة أو قوى داخلية (ميليشيات وتنظيمات طائفية متعصبة)، لكن لا المجتمع ولا الدولة يتصرفان مع ضحايا هذه الأعمال وعوائلهم من منطلق وطني أو في الأقل اجتماعي أو إنساني أو حتى شرعي، باعتبار ان حكومتنا وبرلماننا مؤلفان في غالبيتهما ممن يحرصون على إطلاق لحاهم بنسبة ما والزعم بتمثيلهم الدين وتمسكهم بالشريعة.rnضحايا الإرهاب في بلدنا يُعدون بمئات الآلاف، ومع هذا لا نجد من الدولة والمجتمع أو من إعلام الدولة والإعلام الخاص ما يعادل عشر معشار هذا الاهتمام الطاغي الذي تحظى به السيدة البريطانية مارتين رايت. rnلا عزاء لضحايانا المتروكين لمصيرهم كرمى لعيون الفاسدين والمفسدين في دولتنا. rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram