TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :صاحبي رضيَ المالكي عنه

سلاما ياعراق :صاحبي رضيَ المالكي عنه

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 05:20 م

 هاشم العقابي أول ما سمعت صوت صاحبي عبر الهاتف بادرته: الحمد لله على السلامة. قال: يعني تدري توني رجعت من بغداد إلى لندن. لست أدري، لكن الرقم الذي تحدثني منه الآن رقم مصري، فتوقعتك في زيارة للقاهرة. شرح لي أن السبب يكمن في استعماله الـ"انترناشنال كارد" الذي يرخص ثمن المكالمات الدولية كثيرا، وهذا هو سبب ظهوره برقم مصري على هاتفي. كانت نبرة صاحبي متغيرة هذه المرة حتى بدا لي وكأنه يتغزل بالحكومة. عادة كان يتصل ويشتم و "يربرب". ومرة بكى على حال العراقيين والعراق المزرية وسمى الحكومة من رئيس وزرائها إلى آخر معجب بها  بأسماء يصعب علي كتابتها حياء.
زين انت مو حلفت آخر مرة، وره ما سبيت وبجيت وشعلت أبو الأول والتالي، بأنك لن تزور العراق مادام هؤلاء "الكذا" على رأس السلطة؟ صح لكني اكتشفت حقائق كنت لا أعرفها أبدا. أولا دعني أختصر لك لأبشرك بأن الحجّي راضٍ عني. قلت له: الحمد الله إذ ما دام والدك راضيا عنك، فستكسب رضا الله. هاي وين رحت انسيت أن والدي مات قبل عام، يمعود آني أقصد دولة رئيس الوزراء. احترت بالرد، لكنه أنقذني بأن سرد القصة متطوعا. مختصرها انه قبل أكثر من شهر زار لندن أعضاء في "دولة القانون" بينهم "عضو" و "عضوة" من المقربين فالتقى بهما صاحبي. ذكر اسم "العضوة" ووصفها  بأنها "خوش مرة" وذكر الآخر دون أن يصفه بشيء. زين شو ما كلت عليه "خوش زلمة" كعادتك عندما تصف البعض؟ لا تره هوه هم زين بس لو ما كم شغلة. دكمل عاد قلتها بقلبي. المهم الذي أتاني به هو أنهما أخبراه بان المالكي راض عنه فطار من الفرح ثم بسط جناحيه فطار صوب بغداد بأول  طائرة. اخبرني كيف أن معاملة الفصل السياسي جرت بانسيابية وبروح "حضارية" بعدما كان يطارد بها أكثر من سنتين. وان قطعة الأرض "الصحفية" قد تتبع أختها السياسية. عالبركة. سمعها مني فرد: الله يبارك بيك ويوم الألك إن شاء الله. شتقصد؟ أن يرضى عنك المالكي مثلي وترتاح لأنك تعبت كثيرا. وماذا تعني أن يرضى عني؟ ومن يجب أن يرضى عن من يا أبو فلان الورد؟ شتقصد؟ هو سألني هذه المرة. قلت له سل أي بريطاني، من جارك الايرلندي إلى صاحب البار الانكليزي الذي جلسنا به آخر مرة، هل يهمه أن يرضى عنه رئيس الوزراء؟ أقسم  لك انه سيسخر منك ويقول لك: انه هو من يبحث عن رضاي لعلي أنتخبه مرة أخرى! لم يتوقف عند كل ما قلته إلا عند ذكر اسم "البار" وطلب مني أن لا أكرر عليه ذلك لأنه بعد أن التقى بالـ "عضوين" ترك الشرب وصار يصلي فحمد الله مرة أخرى. هل تقصد انك ما كنت تعرف بان الله الذي حمدته أوصى بالصلاة  وبتجنب شرب الخمر إلا بعد أن التقيت "العضو" و"العضوة" القانونيين وبعد أن أخبراك أن الحجّي راض عنك؟  ها .. الو .. الو .. الو .. وانقطع الخط. بصراحة كان انقطاعه نعمة في ذلك اليوم الكابوسي المرير. لطشت الهاتف بالأرض لاعنا اللحظة التي غيرتها به من "الصامتية" إلى "الناطقية". يبدو أن الشاعر عباس جيجان كان محقا عندما قال في قصيدته الاعتذارية للمالكي:وإذا يرضه عليّه المالكي ويكول ماكو شي ..من باجر اجيك الفرح متأبطه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram