اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وسط طوفان البضائع الصينية ..المستهلك العراقي يشجع الصناعة الأوروبية

وسط طوفان البضائع الصينية ..المستهلك العراقي يشجع الصناعة الأوروبية

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:03 م

 بغداد /احمد محمد وائل يتمايل طربا وهو يستمع إلى أغنية حديثة بواسطة جهاز مذياع قديم، يشبه صندوقا خشبيا كبيرا بالمقارنة مع الأجهزة الحديثة، يحمل علامة فليبس الهولندية، معروضاً للبيع في احد محلات  الانتيكات وسط العاصمة بغداد.وصنع هذا المذياع قبل ما يقارب 60 عاما، ويباع في الأسواق بسعر يصل الى 300 دولار للجهاز الواحد في محلات متخصصة بتجارة أنواع التحفيات والسجاد القديم والتماثيل
 التي تروي قصة تاريخ وتراث العراق الممتد لسبعة آلاف عام. علي فنجان صاحب محل لبيع الانتيكات يقول لـ (المدى ) وعلى وجهه ابتسامه واثقة "تحول هذا المذياع إلى تحفة فنية"، معللا ذلك بارتباطه بـ"ذاكرة وتاريخ العراق الحديث في نهاية الحقبة الملكية وقيام الجمهورية"، خلال الفترة الممتدة من عقد الأربعينات الى الستينات في القرن الماضي، حيث كان "الناس يتجمعون حول مثل هذا المذياع في منازلهم او المقاهي الشعبية لسماع الأخبار والبيانات التي كان تصدر عن الانقلابات العسكرية والأزمات السياسية في ذلك الوقت."وأشار إلى أن كثيرا من دور إنتاج الدراما العراقية تحرص على انتقاء مثل هذه الأجهزة، للإيحاء للمشاهد بأجواء المسلسلات التاريخية التي تدور قصتها في حقبة منتصف القرن العشرين مثل مسلسل "ملك غازي" ثاني ملوك العراق ومسلسل "مناوي باشا".ويحتاج المذياع لعدة دقائق لكي يعمل، بسبب صناعته بنظام الصمامات المفرغة من الهواء والتي تسمى محليا بـ(لمبات)، والذي صنع قبل اختراع الترانستور. الثقة بالبضاعة العالمية ويفضل يعرب قحطان (36 عاما) البضاعة الأوروبية عامة عن سواها بحثا عن "المتانة والجودة بغض النظر عن أسعارها المرتفعة"، مؤكدا أن مثل هذه "المنتجات تمتلك ثقة كبيرة في المجتمع كونها مجربة سابقا."ويتبضع قحطان من الوكلاء المعتمدين للشركات العالمية ليتجنب عمليات الغش وتزوير البضاعة الجيدة على حد وصفه.بضاعة متشابهة ولكن العلامات التجارية مختلفةوتتعرض منتجات الشركات العالمية لعمليات تزوير وتقليد لبضاعتها، حيث يشتكي سمير من بعض التجار الذين يضعون لاصقات تحمل علامات جارية معروفة مثل فليبس ووضعها على بضاعة مقلدة رديئة المنشأ، مستغلين بذلك "السمعة الطيبة لهذه الشركة لدى المواطن العراقي"، مطالبا الحكومة العراقية بالحد من تهريب وتزوير مثل هذه البضاعة.ويقول عبد الله مهند احد تجار مواد الإنارة الكهربائية بسوق الشورجة التجارية ان  "كمية البضاعة العالمية الأصلية قليلة في الأسواق المحلية، ويضيف غالبا ما تطرح وجبات من الأجهزة الكهربائية الى الاسواق "متشابهة في طريقة صناعتها وشكلها ولكنها تختلف في علاماتها التجارية فقط" مما يدعوه الى الشك ان "الجهة التي صنعتها جميعا واحدة ".ويتابع مهند ان اغلب مناشئ هذه المنتجات من الصين، وغالبا ما يصعب على غير المختص التمييز مابين الأصلي والمقلد، إلا انه يمكن تمييزها بسهولة بواسطة تجربة المنتج وكذلك من خلال اسعارها المنخفضة.إقبال متزايد على البضائع الصينية على الرغم من الرداءة الموجودة في البضائع الصينية الا ان اسعارها زهيدة مقارنة بالماركات الاجنبية الاخرى. ويقول صاحب محل المواد الكهربائية في شارع فلسطين علي كاظم ان الاسعار التنافسية التي تتمتع بها البضائع الصينية جعل منها اكثر رواجاً في الاسواق المحلية . ويضيف :هنالك سلع صينية تمتاز بالجودة لكن التجار الذين يذهبون للصين لا يجلبون سوى البضائع الرديئة كونها قليلة الكلفة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram