TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :خرزة جعفاص

نص ردن :خرزة جعفاص

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:26 م

 علاء حسن قبل وفاته بأيام مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي جمع "جعفاص" الأبناء والأحفاد والزوجات الثلاث ليوصي الجميع بالحفاظ على ارث الأسرة، وهي "خرزة" كانت موضوعة في "صرة" مودعة في صندوق الزوجة الكبرى، مبعث اعتزاز الراحل بخرزته يعود لقدرتها على كشف الاصدقاء والاعداء، وانها مجربة، تمنح لحاملها الأمان والشعور بالطمأنينة وتمنع اللصوص من الاقتراب من بيته وحلاله.
rn "خرزة جعفاص" لم تكن معروفة الا بنطاق ضيق جدا لا يتعدى زوجته الكبيرة، لانه كان يخشى وقتذاك التعرض لضغوط من قبل المتنفذين للاستحواذ عليها، سر الخرزة شاع بين الناس بعد وفاة صاحبها لان الابناء والاحفاد لم يلتزموا بالوصية، وكانت رغبتهم في بيعها لتقاسم ثمنها بين الورثة، ولاسيما انهم عرفوا من ابيهم ان ثمنها لا يقدر بثمن، ويطلبها الملوك والامراء والزعماء والرؤساء، فسال اللعاب، وسرعان ما صاحبه الندم بعد ان تحرك الرفاق الحزبيون نحو عائلة جعفاص لحثها على التبرع بالخرزة حفاظا على الأمن القومي. rnهدف الرفاق معروف فهم يرغبون في أن تكون "الخرزة" بحوزة من يقود البلاد من نصر إلى آخر ويحبط المخططات الامبريالية والصهيونية ويحقق المشروع العروبي النهضوي من المحيط إلى الخليج، وأهداف الامة بفضل "خرزة جعفاص". rnالزوجة الكبيرة المكلفة بحفظ الامانة لقنت الابناء والاحفاد الابناء والاحفاد درسا قاسيا في حماقة افشاء الشر والانجرار وراء الطمع والتنصل عن التمسك بوصية الأب، ولفقدان ثقتها بهم قررت الرحيل الى قرية اخرى، بحثا عن ملاذ آمن من استيلاء رجال السلطة على ارث زوجها، وباختفائها عن الأنظار وانقطاع الحديث عن سر الخرزة وقدراتها العجيبة، طواها النسيان.rnبعد مرور عدة سنوات وبعد وفاة الزوجة الكبرى، تجدد الحديث عن الخرزة، لان احد المطلعين على قصتها، أبدى رغبته في تقديم مبلغ ضخم بالعملة الصعبة مقابل الحصول عليها، وأمام هذه الرغبة، بدأ فصل دراماتيكي جديد أبطاله الابناء والاحفاد، لمعرفة مصير الخرزة وأين انتهى بها المطاف.rnعقدت الاسرة بجميع افرادها من البنين والبنات اجتماعا طارئا وضعت فيه خطة عمل للعثور على الخرزة، وبجهد مكثف وتفتيش دقيق، شمل عدة أماكن عثر على الخرزة موضوعة في فطر حائط غرفة الزوجة الكبرى، وتم الاتفاق على بيعها بأسرع وقت ممكن وتقاسم ثمنها بحسب القسام الشرعي مع إصرار على منح الجميع حقوقهم. لكن احدهم اقترح عرضها على أصحاب الخبرة لتثمينها قبل الوقوع بيد قفاص لا يرحم.rnبين مؤيد ومعارض للمقترح تم الاتفاق على إيداع الخرزة لدى كبيرهم لحين حسم الخلاف، على ان تفرض عليه الإقامة الجبرية خشية بيعها من دون علمهم، ويتوجه وفد منهم إلى إحدى المدن لاصطحاب خبير، يتحملون نفقات سفره ليتعرف على الخرزة ويحدد ثمنها، وبعد ذلك يقررون البيع.rn بعدسة مكبرة فحص الخبير الخرزة وسط ترقب وانتظار القول الفصل، وقال لمن حوله "عمي هاي حصوة" واخرج من جيبه أخرى شبيهة لها بالحجم واللون وخاطبهم "اقروا الفاتحة على روح جعفاص" ورباط السالفة يا محفوظ السلامة، الإعلان عن تنفيذ خطة أمنية جديدة وهذه المرة لمواجهة تداعيات الأزمة السورية.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram