عامر القيسيكل شيء يثير الرعب والمخاوف في العراق، لو عطس أميركي في كاليفورنيا لقلنا إن الزكام عندنا، ولو انطلقت رصاصة في الصومال رفعنا بنادقنا فورا، واليوم يشيع بين الناس عن نشاطات لتنظيم على اسم الجيش الحر السوري ولكن بنسخته العراقية، وحسب ما تتناقله وسائل الإعلام من خطابات السادة المسؤولين والسياسيين، فان مخاوف وهواجس تتلاعب في عقول القوم عندنا من أن ينهض تنظيم باسم الجيش الحر العراقي ويقلب الطاولة على الجميع إن كان ثمة طاولة للحوار أو التحاصص!
rnهذه المخاوف والهواجس حرّكت سوق السلاح في بعض المحافظات وأطلقت ألسناً طائفية من عقالها بعد أن أسكتت نباحها ممانعات الحس الشعبي لدى الشارع العراقي، وبدا الوضع في ترويجاته كما لو أننا ذاهبون إلى حرب طائفية أو هي قادمة إلينا من وراء الحدود!!rnنقول،هذه المخاوف من احتمالات التفجر في أي عقبة أو مواجهة أو دعاية، هي التعبير الأكثر مصداقية على هشاشة بناء البيت العراقي وإننا نقف جميعا على أرض مخادعة ورمال متحركة تبتلعنا على حين غرّة. هذه هي الحقيقة وهي نتاج مجمل السياسات الرسمية والحزبية والكتلوية التي تركت لدينا بناءً يهتز حتى من الهواء البعيد منه والأعاصير القريبة منه.rnإذاً لدينا كل مستلزمات تقبل الأزمات والتفاعل معها وأن نصبح جزءاً من تفاصيلها الكثيرة مادامت البنية السياسية قائمة على قاعدة مائلة تطيح بالجميع في أي لحظة، باستثناء إقليم كردستان، الذي يتمتع صراحة بحصانة من الهزات بالرغم من وجود المخاوف والهواجس المشابهة.rnنحن جسد قابل للاختراق من كل الجهات على كل المستويات، وأثبتت الوقائع أن هذا الجسد يحتاج إلى إعادة نظر جدّية وجادّة في أساليب وطرائق ومحتويات معالجة الأمراض المستعصية التي يعانيها، وأثبتت المهدئات الإنشائية السطحية عدم صلاحيتها للجسد العراقي الذي يحتاج إلى جرعات مركزة من المضادات الحيوية تشفيه ولا تقتله أو تحوله إلى بلد من بلدان ذوي الحاجات الخاصة. وهي حالة من نتاجات السياسات الخاطئة للحكومة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتصالحية، وعلى سبيل المثال،ورغم أني من مؤيدي اجتثاث البعث من "العرك" إلا أن ماقامت به هيئة المساءلة من فصل موظفين في بيجي وقضاة في نينوى بحجة الاجتثاث، في وقت يناقش فيه البرلمان قانونا للعفو حتى عن القتلة بحجة المقاومة، ويجهد الإعلام الحكومي نفسه بالحديث عن مجاميع مسلحة، مجموعة تتكون من أربعة أشخاص،تلقي بسلاحها،الذي من المؤكد أن عراقيين قد قتلوا به،وتلتحق بالعملية السياسية العرجاء.. rnكيف يتفق هذا مع ذاك خصوصا وأن المنطقتين من المناطق الساخنة التي ينشط فيهما تنظيم القاعدة، فجئنا بكل غباء لنرمي لهم صيدا سهلا ودسما وقوة إعلامية لتحرض الشارع على العنف تحت يافطة التهميش والإقصاء؟! وهل الذي استوعب تلك المجاميع وصالح المطلك وظافر العاني غير قادر على أن يستوعب مجموعة موظفين ولو إلى فترة أخرى، والسؤال هو أين كانت هيئة المساءلة منهم منذ سنوات؟ هذه الفقرة من صلب موضوعنا لأن مثل هذه الحالات والاعتقال الكيفي والأبرياء في السجون والتسقيطات السياسية الناشطة هذه الأيام كلها وغيرها حاضنات طبيعية ونموذجية لتحوّل الدعاية والشائعة إلى واحدة من حقائق الوضع السياسي،والجيش الحر مثال صارخ على ذلك!rnإنه تحذير من أن الانفلات إمكانية قائمة والفرق الذهبية غير قادرة وحدها أن تحسم الانفلاتات لأنها لا تستطيع أن تقتل الجميع حتى لو رغبت بذلك، ما نخشاه حقيقة هو أن نرى دفعة واحدة وفي ساحة واحدة وزمن واحد،الجيش الحر والقاعدة والميليشيات وهم يتقاتلون وسط ذهول البعض وندم البعض الآخر والثمن يدفعه عمال المساطر العاطلون عن العمل!!rnrn
كتابة على الحيطان :لا الحر ولا القاعدة ولا الميليشيات
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:35 م