علي حسينالسيدان قتيبة الجبوري وعباس البياتي والذين معهم من مفكري البرلمان، اثبتوا لنا بالدليل القاطع أنهم أعلم من كل علماء الكون المتخصصين في المناخ وأفهم من كل خبراء الدنيا في شؤون الأمن، هم أكثر ذكاء ومعرفة حتى من صاحب جائزة نوبل" جرفت ودرسكول" مؤلف الكتاب الشهير "علم المناخ"، فيما النائب عباس البياتي اثبت انه أكثر إلماماً في رؤيته للأمن من صاحب رقعة الشطرنج الكبرى زيجينيو بريجنسكي، ولأنهم كذلك، ولأننا في نظرهم مجموعة من "الحمير"
rnفالمطلوب أن نقتنع بما تفتقت عنه عبقريتهم الفذة، فنوابنا الأفاضل وبعد إجازة سعيدة قضوها في لندن وبيروت ودبي رجعوا إلينا فوق صهوة جياد غبر، ومعهم ألف ألف من النوق العصافير تيمننا بعمنا العبسي عنترة بن شداد، واول هذه "النوق" كانت من النائب قتيبة الجبوري الذي كشق لنا سرا طالما حاولت الولايات المتحدة الأميركية ان تتستر عليه ولم يستطع حتى صاحب موقع ويكليكس من الحصول على معلومات مؤكدة عنه، فقد اكتشف السيد النائب "إن درجة الحرارة في عموم العراق ارتفعت الى معدلات غير مسبوقة ولا يصدقها العقل، إذ من غير المعقول ان الحرارة تنخفض فورا عند تجاوز أية نقطة حدودية من جميع الجهات، ولابد من أسباب منطقية لهذه الظاهرة، ونرى احتمال تورط وزارة الدفاع الأميركية في العبث بمناخ العراق بطرق لا تزال غير معلومة".rn النائب وعالم المناخ كان قبل أيام قد جرب حظه في السياسة فخرج علينا بنظرية تقول "إن بشار الأسد سيبقى لأنه أصبح تحديدا بين الدول العظمى" طبعا لا ادري من أين استلهم عالمنا الجليل نظريته السياسية هذه وكيف تسنى للحكومة السورية ان تدخل نادي الدول العظمى وهي عاجزة عن حماية منشآتها الحيوية، وإذا علمنا ان السيد النائب قبل ان يتحدث عن مؤامرة البنتاغون كان قد فرغ توا من القاء بيانه الثوري الذي حذرنا فيه من التمادي في الحديث عن أخطاء الحكومة فالواقع يقول حسب نظريته ان "السيد المالكي سيكتسح الانتخابات القادمة بسبب الانجازات التي قدمها خلال الاعوام الماضية سواء في المحافظات ام بغداد.rnغير أن فتوى السيد قتيبة الجنابي حول "الاكتساحات" التي أطلقها محاط باعضاء قائمته – العراقية الحرة- تكشف مجددا أن السياسة ليست مهمتها خدمة الناس، وبناء مؤسسات للدولة، بل هي مسألة نفعية ومصلحية بالأساس، وأكرر أن هؤلاء النواب مخلصون تماما لأفكارهم التي لا تحيد عن المصلحة الشخصية، وأوفياء لكرههم الاستراتيجي لقيمة العلم والمعرفة، هم أبناء بررة لمنظومة سياسية تعتاش على المحاصصة وتكره الكفاءات والخبرات، وأزعم أن المناوئين للتجربة السياسية الجديدة في العراق، لو سهروا الليالي بحثا عن وسائل للشماتة من تضحيات العراقيين وصبرهم لما وجدوا أنجع وأفضل من تصريحات قتيبة الجنابي الذي كان سخيا ومعطاء للغاية في تقديم دليل إضافي على أن ما يطرحه العديد من السياسيين لا يصلح لدولة بحجم ومكانة العراق. rnوالحاصل أن السيد النائب اراد اصطياد عدة عصافير بحجر واحد وخلال أيام معدودة فقط، فقد سخر من الأمريكان وكشف أساليبهم الخبيثة، وايضا اظهر رجاحة سياسية، وهو يحذر، كل من يريد أن يقف في وجه المشاريع والانجازات العملاقة التي حققتها حكومة المالكي خلال السنتين الماضيتين.rnعموما لا نملك إلا أن نهنئ السيد النائب على هذه الإضافة النوعية المسبوقة في تاريخ العراق. rnولأننا في شهر الانجازات الكبيرة فقد جاءتنا الكوميديا من مصدر آخر، هذه المرة من النائب عباس البياتي الذي اكتشف إن سوء الوضع الأمني سببه المواطن لأنه ضعيف ولا يعمل على ايصال المعلومة الصحيحة والسريعة للأجهزة الامنية " وان أداء المواطنين هذا هو ما يؤدي إلى حدوث اختراقات أهمها الاغتيال بالكواتم". rnولن أسمي هذا التصريح "اكتشافا سياسيا مثيرا" بل سأعتبره فقرة لطيفة في برنامج مجلس النواب الترفيهي لشهر أيلول. rn
العمود الثامن :اضحك .. انت في مجلس النواب
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 06:48 م