نصيف جاسم حسين ينتظر العراق زيارة موفد أميركي رفيع المستوى"من المرجح أن يكون نائب الرئيس بايدن" إلى العراق لمناقشة بعض المواضيع المهمة التي يقع على رأسها الوضع في سوريا، وبرنامج إيران النووي وما يتعلق به مثل إمكانية تشديد الحصارعليها عبر العراق.
rnمن أهم ما يعيق التوصل إلى قناعات مشتركة للطرفين من القضايا مدار البحث هو اختلاف أولويات كل منهما عن الآخر، ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتقويض ومحاصرة النظام السوري، لا يشعر العراق بالطمأنينة إزاء القادم في سوريا وتأثيره على الأمن والوضع في العراق الذي خسر الكثير من الدماء والمال للوصول لهذه المرحلة من تهدئة الاحتراب الطائفي التي مازالت حرجة قد تعود بقوة بتأثيرات المتغير السوري إذا لم يحدث وفق تفاهمات وحوارات جميع الأطراف ذات العلاقة.rnوفي الوقت الذي تريد فيه الولايات المتحدة غلق حدود العراق أمام إيران ومحاصرتها بسبب برنامجها النووي، أو هذا هو السبب المعلن الآن، يرى العراق أن ذلك يعني محاصرته هو أولا قبل إيران، فقد أغلقت الحدود مع سوريا بسبب الاحداث هناك، والعلاقات مع تركيا مهددة بتطورات سلبية لا يمكن معها اعتبارها وضعا مستقرا يمكن التعويل عليه، ومازالت العلاقات شبه مقطوعة مع المملكة العربية السعودية التي يمر عبرها أنبوب نفط عراقي متوقف عن العمل منذ سقوط نظام صدام، ولم يتبق للعراق غيرممرين للبضائع والأشخاص غير آمنين كليا لكثرة احتمالات الحرب والفوضى في المنطقة وأقصد بذلك الخليج، والطريق البري عبر الأردن. rnيحتاج الطرفان إلى أن يفهما هواجس بعضهما، وأن يتوافقا على مشتركات في أولوياتهما وأن يساعد كل منها بإمكاناته الآخر لتجاوز صعوباته، فتستطيع الولايات المتحدة مثلا استخدام نفوذها لإقناع المملكة العربية السعودية بالسماح بفتح تصدير النفط العراقي عبر أنبوب النفط المار عبر أراضيها، وان تكون ممرا آمنا للأشخاص والبضائع من والى العراق وباختصار"لتطبيع علاقاتها مع العراق" مما يشكل بديلا مقنعا للعراق في حالة غلق الحدود مع إيران، ويحتاج العراق أيضا إلى كل مساعدة فنية ممكنة تقدمها الولايات المتحدة له في مجال الأمن كي لا يكون لقرار غلق الحدود مع إيران تداعيات أمنية.rnأما الوضع في سوريا، فرغم اختلاف وجهتي نظر كليهما إزاءه، فهما يشتركان في قلقهما من مجيء إسلاميين متشددين في سوريا ما بعد الأسد، والحقيقة لم يفعل كلاهما ما من شأنه خفض مستوى هذا القلق لكليهما، فما زالا يتعاملان مع أطراف المعارضة السورية الأخرى بنفس القدر من التجاهل، وفي حالة الولايات المتحدة فإن الموضوع لا يعنيها كثيرا، لأن ما يحركها باتجاه إسقاط نظام بشار الأسد هو محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة من اجل عمل لاحق تجاه إيران نفسها، ولا تهتم كثيرا لتطورات الأوضاع بعد الأسد لأنه حتى لو جاء متشددون إسلاميون فسيكونون من طائفة أخرى وهذا كفيل بمحاصرة إيران، وهذا ما يقلق العراق الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لإقناع الولايات المتحدة أن نتائج ذلك ستكون مأساوية بالنسبة له، وفي هذا ثمة ما يمكن الاتفاق عليه بين الطرفين، هو إما أن تؤول الأوضاع بعد الأسد إلى حكومة علمانية يتفق عليها الطرفان، أو أن تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عن حدود العراق وأمنه، وهذا غير ممكن-فنيا- في ظل خسارة العراق هذه الإمكانية عبر إصراره على انسحاب القوات الأمريكية من العراق.rnوقبل كل ذلك على المفاوض العراقي أن يعرف موقعه بالضبط إزاء نظيره القادم من وراء البحار والمحيطات، فهل هو حليف للولايات المتحدة؟ هل هو صديق؟ أم أن عليه القبول بالطرح الأمريكي كمسلمات لا تقبل الجدل؟ ولكل منها رد يناسب الحال.rn
العراق وأمريكا..اختلاف الأولويات
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 07:15 م