أحمد عبد الحسين نوّاب من قوائم معينة يسعون بجهد ملحوظ إلى إيقاف العمل بمشروع الكيبل الضوئيّ، وأوردوا لذلك أسباباً متباينة لا يجمع بينها جامع، قالوا أولاً أنّ فيه فساداً مالياً، ثم قال قائلهم إن هذا الكيبل ما هو إلا جاسوس عالمي ستستخدمه أمريكا وإسرائيل حصراً للتجسس على مكالمات حكومتنا السريّة، بعدها أشير إلى أنّ دولاً إقليمية اعترضت على هذا المشروع وضغطت على الحكومة التي حركت نواباً مقربين لها لإيقافه، وقال بعض آخر إن الشركة التي رسا عليها التعاقد لها ارتباط بشخصيات مناوئة لرئيس الحكومة ،وهذا وحده سبب كافٍ لنسيان الكيبل، حتى أن نائباً أسرّنا أمس أن المشروع برمته له عرّاب هو السيد طارق الهاشمي المطلوب للقضاء العراقيّ.
rnمؤكد أن المشروع مفيد للعراق، يكفي أن النائبة فيان دخيل وهي رئيس لجنة الخدمات والإعمار في مجلس النواب قالت قبل فترة ما نصه "إن الكيبل الضوئي الذي أوقفته الحكومة العراقية لصالح بعض الجهات الإقليمية ودول الجوار، فيه أرباح تقدر بملايين الدولارات شهرياً للعراق". عدا عن فوائده المتمثلة بربط العراق العراق بدول العالم كلها، وتخفيض أسعار الاتصالات.rnويكاد يكون مؤكداً أيضاً أن للأمر علاقة باستقالة "أو إقالة" وزير الاتصالات السابق محمد علاوي الذي بدا كأن في فمه ماء، فلا هو يستطيع البوح بأسباب إقالته الحقيقية ولا هو قادر على أن يصمت.rnيشاع في أروقة مجلس النواب أن الأعضاء الذين هبّوا بشراسة لإيقاف المشروه يريدونه أن يكون من حصة شركة عراقية لهم معها علاقات خاصة جداً.rnالأمر ملتبس للغاية، النائب جواد كاظم الحسناوي قال بيقين العارف "إن في الأمر فساداً"، لكن زميله إحسان العوادي قال بثقة أكبر ” إن لجنة الخدمات النيابية أوصت بعدم طرح مشروع الكيبل الضوئي للاستثمار بسبب الخطورة الأمنية وإن شركة النوروزتل إذا استمرت بتنفيذ المشروع سيعرض المعلومات التي ستمر من خلال هذا الكيبل إلى الخرق من خلال ورود معلومات أكيدة لخرق أمني كبير متوقع "، أما المفتش العام عبد الحسين عايش فقال إن المالكي هو من أوصى بإنهاء عقد الشركة "لأسباب أمنية ولحماية معلومات الاتصالات العراقية" ،وأضاف مؤكداً باعتباره مفتشاً عاماً "هذا العقد ليس فيه فساد وإنما هناك مخاوف من تسرب المعلومات والاعتراضات أمنية بالدرجة الأساس".rnهل في الأمر سرقة ما دام فيه مال طائل، لكن من المستفيد؟ أم ان قلوب النواب توجعهم فعلاً على أن يكشف العدوّ اتصالاتنا؟ أم أن تصريحاً للنائب محمد رضا الخفاجي يمكن أن يكون جواباً كافياً شافياً يقطع الحيرة ويهدينا سواء السبيل، قال الخفاجي "هذا العقد وقعته وزارة الاتصالات مع شركة نوروز تل، بناء على موافقة شركة الإنترنت الوطنية، ليكون العراق دولة مرور للكابل الضوئي للإنترنت القادم من تركيا وأوروبا، بدلا من إيران التي كانت تريد أن يكون الكيبل فيها لكن أمريكا اعترضت على مرور هذا الكابل عبر أراضي إيران".rnإيران في الموضوع؟ أطفئ السراج فقد طلع الصبح!rn
قرطاس:الكيبل الضوئي
نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 07:17 م