TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > القشطيني : الفكاهة والسخرية تسريان في دمي منذ الطفولة

القشطيني : الفكاهة والسخرية تسريان في دمي منذ الطفولة

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 07:26 م

لندن / عدنان حسين أحمدنظّم المركز الثقافي العرقي بلندن أمسية ثقافية للكاتب والصحفي العراقي المخضرم خالد القشطيني تحدث فيها عن أبرز المراحل في تجربته الصحفية التي بدأت منذ أواسط الستينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا. وقبل الشروع بمحاضرته أشار القشطيني إلى أنه كان مضطرباً بعض الشيء حينما اتصل هاتفياً قبل بضعة أيام بالدكتور عبد الرحمن ذياب وسأله إن كان سيتحدث بالإنكليزية أم بالعربية،
ذلك لأنه يعتقد أنّ مهمة المركز الثقافي العراقي ورسالته الأساسية هي نقل الثقافة العراقية إلى الجمهور البريطاني أولاً والأوروبي ثانياً، ويجب أن لا نتحدث لأنفسنا باللغة العربية فقط، وإنما نخاطب جمهور المركز باللغة الإنكليزية لأننا جزء من بيئة هذا المجتمع البريطاني. إن مبعث ارتباك القشطيني هو أن غالبية جمهور المركز عراقي، وبعضه عربي، وعدد محدود جداً من البريطانيين. لذلك قرّر أن يتحدث باقتضاب بالإنكليزية ليسلّط الضوء على طبيعة محاضرته قبل أن ينتقل للحديث باللغة العربية.اعترف القشطيني بأنّ برنارد شو هو معلِّمه الأول ومرجعيته الأساسية وهو الذي قال ذات مرّة: "لابد أنني وُلدتُ متعلِّماً، لأنني لم أتذكّر أي شخص علّمني كيف أقرأ أو أكتب. وُلدتُ وأنا أمتلك قابلية القراءة والكتابة"! وذكر القشطيني بأنّ هذا الأمر ينطبق على نفسه. وذهب أبعد من ذلك فقال: "أعتقد أن أمي حينما أنجبتني كنت أحمل جريدة تحت إبطي"!. لا يتذكر القشطيني على وجه التحديد متى بدأ العمل الصحفي، لأنه شرع في كتابة المقالات وهو في سن الثامنة تقريباً. ثم أصبح في المرحلة الثانوية يحرِّر مجلة المدرسة التي كانت تحمل اسم "صوت الأعظمية"، وحينما بلغ المرحلة الجامعية بدأ بكتابة المقالات لـ "الآداب" و "الفنون"، و "لبلاد" و "الدستور" وغيرها من الصحف. وحينما انتقل إلى لندن التحق بإذاعة الـ "بي بي سي"، وكان يكتب في الوقت نفسه لـ "الدستور" و "الشرق الأوسط" وفي بعض المنابر الأخرى هنا وهناك.قسّم القشطيني محاضرته إلى ثلاث محطات رئيسية وكانت الفكاهة والسخرية هي محطته الأولى حينما ملأ الصحيفة المدرسية بالمواد الفكاهية، تماماً كما يفعل الآن، فالفكاهة والسخرية تسري في دمه منذ الطفولة. وانطوت المحطة الثانية على أكثر من عنوان أولها إدراكه لأهمية اللغات الأجنبية، فقد كان القشطيني يذهب للمعهد البريطاني في بغداد لدراسة اللغة الإنكليزية لأنه كان يعتقد أن المثقف لا تكتمل ثقافته ما لم يتعلّم لغة أجنبية. وقد شاءت الأقدار أن تتضمن دراسته مسرحية "بجماليون" لبرنارد شو التي تعالج مشاكل اجتماعية بطريقة كوميدية.توقف القشطيني عند لقب "برنارد شو العرب" الذي أغدقه عليه هشام الحافظ، وقد ظلّ هذا اللقب ملتصقاً به حتى الآن، إذ راح القشطيني يمزج بين الجد والهزل حتى باتوا يصفونه بـ "الضاحك الباكي". اعترض القشطيني على مضمون الدعوة التي نعتته بـ"الصحفي الكبير"، لأنه يعتقد بأنه ليس صحفياً، وإنما كاتب. ومن شروط الصحفي أن تكون لديه ذاكرة قوية تسترجع الأسماء والشخصيات والمواقف بسرعة خاطفة، بينما ينسى القشطيني العديد من الأشخاص الذين التقاهم قبل مدة، وحينما يسلِّمون عليه لا يتذكر أسماءهم أو أشكالهم، ويظل غالباً يحّك في رأسه مستغرقاً في شريط الذاكرة المضبّب الذي لا تنجلي عتَمَته، ثم توقف عند الحادثة الطريفة لاتصاله بمدير المركز الدكتور والإعلامي عبد الرحمن ذياب، لكنه بعد لحظة خاطفة نسي الاسم فسارع إلى إغلاق الهاتف النقّال تفادياً للإحراج. وأكثر من ذلك فقد ذكر واقعة نسي فيها اسمه بينما كان يقدّم "فاتورة" لمحاسب الجريدة وأراد أن يذيّلها باسمه فلم يتذكر إلى أن جاء الشاعر فاضل السلطاني مصادفة وسأله: "ها خالد شبيك"؟ فرّد مسرعاً: "إيه خالد، خالد" ويقصد أنه ظفر باسمه الذي تلاشى من مستودع الذاكرة!أعادنا القشطيني إلى المرحلة الثالثة التي بدأ فيها بكتابة مقالاته لمجلة "الآداب"، وصادف أن يكتب محمد مندور، شيخ النقاد العرب، مراجعة نقدية لأحد أعداد المجلة التي تضمنت مقالاً للقشطيني فقال عنها: " إن مقالة القشطيني يجب أن تكون مثالاً يحتذى به الكتاب والنقاد العرب الآخرون". وما إن قال مندور هذه الجملة حتى انهمرت عليه طلبات الكتابة من الصحف والمجلات فأخذ ينشر في مجلة "فنون" وصحيفة "البلاد" وغيرها من المنابر الصحفية المهمة. لفت القشطيني انتباه الحاضرين إلى ملاحظة نقدية دقيقة جداً مفادها أن العراقيين تنقصهم روح النكتة، ولا يضحكون كثيراً، ربما لأنهم يأخذون كل شيء مأخذ الجد. وذكر حادثة رواها الكاتب المصري الساخر محمود السعدني حين قال: "ذات مرة جاءني أحد الشعراء التافهين، فقلت: "ده واحد ابن شرموطة" فتقدّم إليّ أحد أفراد الوفد العراقي وهمس في أذني، أستاذ تعرف عنوانه"؟انتقل القشطيني إلى الحديث عن وقائع أخرى تنتمي إلى مرحلة الزعيم عبد الكريم قاسم حيث بدأ يكتب عموداً ساخراً في صحيفة "البلاد" بعنوان "فلافل الأربعاء"، وقد استمر في الكتابة لبضعة أسابيع إلى أن جاءه كم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram