اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > صـــالـــونــات حـلاقـة نســـائية تتـحول إلى عيــادات سـرية للتــجميل

صـــالـــونــات حـلاقـة نســـائية تتـحول إلى عيــادات سـرية للتــجميل

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 07:51 م

 بغداد/ إيناس طارقكثيرة هي الحالات الغريبة وغير المألوفة التي شاعت في المجتمع العراقي ما بعد التغيير، ويرافق  تلك الحالات الكثير من عمليات النصب والاحتيال على مرأى ومسمع الجميع من غير رادع حكومي او أخلاقي ،المدى اليوم فتحت ملف امرأة وجدت في استغلال النساء ضالتها،
فادعت مهنة هي بعيدة عن عملها لتجني ما لا يجنيه كبار الأطباء في العراق.الشارع الرئيسي الذي يسمى شارع المطاعم الواقع في منطقة حي أور بالعاصمة بغداد، بالاستدارة جانبا من الجهة اليمنى لأول شارع فرعي ، وبعد الدخول فيه تأخذ  طريق الاتجاه الى شارع فرعي آخر على جهة اليسار، وضعت في مقدمته اثنان من الحواجز الكونكريتية لا تسمح الا لسيارة واحدة بالدخول ،تتعدى أربعة منازل والخامس مساحته تقريبا 200 متر مربع  ،قسّم الى قسمين احدهم كتب على حائطه  مركز الفريد للتجميل بالليزر.الزيارة الأولىدخلنا الى المركز في الساعة الرابعة عصراً، وكان مزدحما ولا يمكن ان نرى الدكتورة  التقنية التجميلية كما تدعي هي ! لكثرة المراجعات المتهافتات على إجراء عمليات تغيير او تجميل لكل شيء في أجسامهن ،المنظر كان مخيفا ويصيب بالنفور، إذ ترى أعدادا هائلة من الشابات والنساء الكبيرات في السن، وان مرضى الطبيبة - من مختلف الأعمار والثقافات - يقفن في طابور طويل بانتظار دورهن في إجراء عملية تجميل لا تستغرق خمس او عشر دقائق .منظري وطريقة ارتداء ملابسي كانا يجذبان الأنظار، لان وبكل صراحة غالبية النساء هن من أهالي المنطقة وبالكاد يعرفن القراءة والكتابة، وهذا الاستنتاج كشفته عندما سالت احدهن عن اختصاص الطبية معظمهن علقن قائلات "دكتورة لكل شيء"، اتصلت من داخل المركز ! ،بالطبيبة لأخبرها برغبتي في مراجعتها بأسرع وقت ومستعدة أن ادفع المبلغ الذي تريده وأنا  الآن موجودة داخل العيادة، وافقت على الفور وخرجت امرأة ترتدي بنطال عريضاً وتي شيرت يشابهه! فقد كانت ممتلئة الجسد سمراء اللون عصبية المزاج قالت التي اتصلت بالدكتورة "وينها" رفعت يدي مستسلمة لأمري ولا أخفيكم كنت قلقة بعض الشيء.صالون حلاقة للتمويهدخلت إلى الغرفة الثانية بعد اجتياز غرفة كانت مصممة على أنها صالون حلاقة، وهذه الغرفة  كان  يوجد بها جهاز كبير لا اعلم ما هو "سرير" سدية عمليات سوداء اللون ! ذكرتني  بعدة عمليات أجريتها  في مستشفياتنا الحكومية كنت مضطرة لإجرائها لأسباب متعددة. المهم ، دخلت الى الغرفة الثالثة التي كانت فيها  الدكتورة خبيرة التجميل  لا تختلف عن رفيقتها فهي أيضا ممتلئة الجسد، وتجلس على مقعد جلد متحرك وبالكاد تستطيع الحركة لثقل جسمها ولا نعلم لماذا لم تجرِ لنفسها عملية شفط الشحوم !! بجانبها الأيمن ثلاثة اجهزة يختلف الواحد عن الاخر  كتب عليها بأوراق صغيرة أجهزة أشعة الليزر. وعلى الجهة الأخرى دولاب حديدي  يتوزع بصورة مبعثرة عليه عدد من الحقن وعلب مختلفة الأشكال والألوان صغيرة وكبيرة ويتوسط الغرفة سرير لونه ازرق  والجدران علقت عليها شهادات عدد 2 مكتوبة باللغة الانكليزية، مستنسخة ملونة وصورة لشخصيتها تمثل إطارها  بأعلام دول أجنبية بعضها اعرف أسماءها، وكتب تحت صورتها الدكتورة التقنية ... البيروتي "وتوقيع المعهد الأمريكي التقني لتعليم فن التجميل " وبعض صور نساء أجنبيات نراهن دائما بإعلانات الفضائيات المختلفة ، كانت تمسك بيدها حقنة وتستعد لحقن شفة فتاة لا يتجاوز عمرها الـ 20 عاما وتتكلم معي ،سألتني ماذا تريدين كان جسدي يرتعش من هول ما شاهدت، لقد كانت شفة الفتاة تنتفخ خلال دقائق وامرأة أخرى كانت واقفة تحقن من إحدى مساعداتها - ومن دون أن ترتدي قفازات طبية بمنطقة الصدر - عدة حقن ، الوضع كان مرعبا ومقززا، الإجابة كانت أسرع مني قلت نفخ وجهي! قالت انه يكلفني 100 ألف دينار فقط وبواقع أربع جلسات، وإذا لم استطيع المجيء فممكن جلسة واحدة كما تقول .العودة الميمونةأخذت موعد منها على أمل العودة إليها من اجل غايتي في إكمال التحقيق وفعلا ذهبت إليها مرة ثانية لكن من حسن حظي أن  أشاهد فتاة قبل الدخول وكانت بانتظار زوجها في باب الصالون أو المركز ، حيث أجرت سابقا جراحة لتجميل الشفاه ولعشر مرات، وفي كل مرة، بدأت تصاب  بتشوه مختلف، الدكتورة التقنية تقول لها إن هذا أمرا طبيعيا، مشيرة الفتاة  (ح ) الى انه كانت تدفع  ما بين 15 و20 ألف دينار في كل جراحة تزرق بها الحقن ، وفي إحدى تلك الجراحات، تضيف (ح) لقد تضخمت شفتاي، بمقدار 10 أضعاف حجمها الطبيعي، وأصيبتا بالتهاب شديد، زوجي بدأ يتذمر مني وهددني بالطلاق إذا لم أعالج نفسي فقدت أصبحت لا أطيق النظر في المرآة خوفا من رؤية وجهي !.الموعد الثاني كان في الساعة العاشرة صباح يوم السبت .... وكانت بصحبتي إحدى الزميلات، الباب الرئيسي كان مفتوحا والصالون المزعوم يخلو من العاملات والنساء  ، وطفل صغير لا يتجاوز عمره أسبوعين وما زال في "القماط" ممد في الغرفة الوسطية على "سر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. فدى

    بسم الله الرحمن الرحيم .....من خلال متابعتي لمراكز التجميل عن طريق الانترنيت وبحثي عن مخاطر إجراء العمليات فيها حيث قد سمعت كثيراً عنها من زميلاتي في العمل وذهابهن اليها أشارت صديقتي الى مركز الغدير للتجميل في حي أور وبما انني من سكنة حي أور لذا بدأت البح

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram