TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نقطتين شارحة: هل أتاكم حديث مشعان؟

نقطتين شارحة: هل أتاكم حديث مشعان؟

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 08:19 م

 مازن الزيدياتابع مؤخرا اطلالات النائب السابق مشعان الجبوري، المطلوب سابقا والمحبوب لاحقا، من على شاشته الشعب حاليا، هل تذكرون هاونات قناة الزوراء؟، وهو يقوم بنشر غسيل طوائف من الطبقة السياسية وصراع البقاء الذي تخوضه على مدار الساعة لقضم اكبر قطعة من كعكة اعمارنا.
الجبوري، صاحب التاريخ والمواقف المثيرة للجدل، يشن حملة كبيرة للدفاع عن وزير المالية بوجه ما يصفه "ابتزاز" اسرة الكربولي المكونة من جمال، زعيم كتلة الحل المنضوية ضمن العراقية، واحمد، وزير الصناعة، ومحمد، عضو مجلس النواب، الذين يتهمهم بشن حملة استهداف رافع العيساوي بدعم قناة فضائية مشهورة.مشعان، الذي تنقل بقدرة قادر طيلة العقدين الماضيين بين حسين كامل وحارث الضاري ومعمر القذافي وحط رحاله مؤخرا في رحاب المالكي، تحدث عن دور "اسرة الكابوني" كما يحلو له تسمية الاخوان كربولي في دعم الجماعات المسلحة ودورهم في عمليات الاستحواذ على الاملاك العامة من خلال شبكة النفوذ التي نجحوا في بنائها بعد دخولهم في ائتلاف العراقية خلال انتخابات 2010.الكثير من التهم التي وجهها "زعيم كتلة المصالحة والتحرير" لحلفاء الامس ليست خافية على الاوساط الصحفية والسياسية، ومنها ان جمال الكربولي مطلوب بتهمة دعم جماعات ارهابية عندما سخر امكانات الهلال الاحمر العراقي، عندما كان رئيسا له، لتكديس السلاح واخفاء مسلحين ينتمون لمجموعة اشرف على تأسيسها هو بنفسه ومن ثم وشى بقادتها للاميركان وتم القاء القبض عليهم. كما انه مطلوب بتهم اختلاس اموال وتبرعات اجنبية استولى عليها ولا يعلم اين ذهبت. تصوروا زعيم كتلة نيابية مطلوبا بتهم ارهاب وفساد مالي؟ وليس خافيا ايضا بان وزير صناعتنا اليوم كان يشغل صفة سائق في جمعية الهلال الاحمر في ظل رئاسة شقيقه الزعيم، وانه قفز الى كرسي الوزارة بلا مؤهل وها هو مشعان يتهمه بالحصول على عقود لاستثمار الفوسفات في المنطقة الغربية وبيع مصانع ومعامل بسعر التراب، كما يتهمه بتسريب محاضر اجتماعات الحكومة الى دولة جارة لدى العراق معها تاريخ من المشاكل العالقة.اذن ما الذي يمنع محاسبة هؤلاء برلمانيا وقضائيا يا ترى؟ يجيب الجبوري بان "اسرة الكابوني"، كما يقول هو من على شاشته، وقفت ضد مشروع استجواب رئيس الوزراء وهي من خرقت النصاب عندما بعث جمال الكربولي رسالة الى الرئيس طالباني يدعوه لسحب تواقيع نواب كتلته الـ 12، وبذا نجا المالكي من استجواب بارزاني والصدر وعلاوي والنجيفي.بل يذهب الجبوري ابعد من ذلك عندما يؤكد بان المالكي على علم بحجم الفساد الذي تورطت به هذه الاسرة، بما في ذلك التجسس على حكومته، لكنه يفضل غض البصر عنها نظرا لاستمرار الازمة مع العراقية من جهة ومع اقليم كردستان من جهة اخرى.وبعيدا عن الانطباع السائد حول مشعان الجبوري ومواقفه المتقلبة ذات اليمين وذات الشمال، الا ان ما كشفه من معلومات خطيرة تهدد امن البلاد وتستحق اعلان حالة طوارئ في اي دولة تحترم نفسها ولديها ادنى شعور بـ "الكرامة الوطنية".لم يسأل البرلمان ولا الحكومة ولا الصحافة كيف تسنى لشخص مطلوب قضائيا تشكيل كيان سياسي والدخول في انتخابات؟ وكيف تم إعطاؤه اهم وزارتين وهما الكهرباء والصناعة والمعادن، ولماذا تتصدر هاتان الوزارتان قائمة الوزارات الفاشلة منذ 2003. فما هو مصير 30 مليار دولار وهل تبخرت في أروقة وزارة تعاقب عليها 3 وزراء في اقل من سنتين؟ وما مصير المصانع العملاقة التي صرف عليها العراق "دم قلبه" خلال عقدي السبعينات والثمانيات، ولماذا حولت منشآت التصنيع العسكري من مصانع ناجحة الى اخرى منخورة فاشلة وهي الان تعرض بالمزاد العام للاستثمار الاجنبي (اقرؤها البيع).المصانع والمعامل التي كانت تعج بخيرة عقول وخبرات العراق الذين أعادوا الكهرباء في ظرف 3 اشهر بعد الدمار الكبير الذي طالها اثناء حرب 1991، اصبح كوادرها "يعددون اياما ويقبضون راتبا"، اما الوزارة فتحولت الى وكالة لاستيراد سيارة الـ "سايبا" الايرانية وباقي الماركات السيئة، ولا تشغل دوائرها الا بالاقتراض من "كيس" العيساوي وزير المالية. حقا انها دولة "سايبة"!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram