TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: هل هذا تلفون النائبة عالية نصيف؟

العمود الثامن: هل هذا تلفون النائبة عالية نصيف؟

نشر في: 3 سبتمبر, 2012: 09:33 م

 علي حسينلا أعرف على وجه الدقة ما هو العمر السياسي للنائبة عالية نصيف؟، ربما عشقت هذه المهنة منذ ريعان الشباب، أو إنها تعلقت بها في السنوات الأخيرة؟ لكن من الواضح أن السيدة النائبة حريصة على ألاّ تضيع دقيقة واحدة من الوقت، بعيدا عن السياسة وأضوائها ودهاليزها،
فهي مصرة على الانتقال من فضائية إلى فضائية، ومن صفحة أولى إلى صفحات داخلية، وفي كل مرة اسمعها اشعر أنني مدين لها بهذه الهمة، فليس مطلوبا منها أن تخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكن هموم الوطن ومصالحه تتطلب منها أن تبذل هذا الجهد الذي يأخذ من وقتها الكثير، السيدة النائبة وفي آخر ظهور إعلامي لها، كشفت لنا عن سر خطير، فقد اتضح ان مشاكلنا مع الكويت يمكن ان تحل، لو أنها وافقت على ان تتحدث هاتفيا مع السفير الكويتي، هذا هو الخبر الذي بشرتنا به السيدة النائبة باعتباره انجازا وخطوة تاريخية غير مسبوقة، ففي تصريح مثير قالت النائبة عالية نصيف أن "السفارة قامت بالاتصال بعدد من النواب ووجهت لهم سؤالاً مفاده (هل هذا تلفون النائبة عالية نصيف؟)" في محاولة منها للإيحاء بأن نصيف لها علاقة صداقة مع السفير الكويتي وهي على اتصال دائم بالسفارة. وتضيف النائبة إن ما جرى "محاولات رخيصة تستخدمها السفارة الكويتية من اجل تسقيطي سياسيا". تصورت ان الخبر مجرد نكتة أطلقها احد الصحفيين، غير ان الدهشة عقدت لساني حين ابلغني أصدقاء في الموقع الذي نشر التصريح، أن النائبة فرحانة وسعيدة للغاية من الطريقة التي نشر بها الخبر. هكذا إذن بهذه الكوميديا الساخرة حولت نصيف الأزمة والخلاف مع الكويت، إلى سيرك فكاهي، الغلبة فيه للذي يستطيع أن يلقي اكثر عدد ممكن من النكات، طبعا مع الاحتفاظ بالسر المدهش الذي كشفته النائبة نصيف والذي يقول إن السبب في عدم الاتفاق مع الكويت على حل المشاكل المتعلقة يتوقف على مكالمة هاتفية تجريها السيدة النائبة مع الكويتيين، وهو بالتأكيد كلام يحمل الكثير من الحقيقة التي تقول إن سياسيين من شاكلة عالية نصيف وزملائها نجحوا وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفي إفسادها وتسميمها، حتى مئة سنة قادمة. لا أعرف لماذا يصر العديد من النواب على أن يحاصرونا في الفضائيات والصحف ويطلقون سيلا من الكلمات التي فقدت صلاحيتها منذ مدة طويلة، طبعا أتمنى ألاّ يتصور البعض إنني أريد أن اسخر من السيدة النائبة ولكنني أؤمن كما يؤمن غيري كثيرون أن أفكار وخطب العديد ممن يعملون في مهنة السياسة لو تم إلقاؤها على شعب آخر لأصيب معظمه بنوبات هسترية من الكآبة والشيزوفرينيا. ولأنني من عشاق تصريحات النائبة عالية نصيف فسأحاول من الغد الاستعانة بعدد من الاصدقاء من اجل الحصول على رقم هاتفها.. عسى أن يسعدني الحظ واسمع صوتها لأسألها سؤالا ظل يحيرني منذ مدة: لماذا لم نسمع صوتا لعالية نصيف تدين به عمليات السرقة والنهب للمال العام التي تمارسها جهات سياسية محسوبة على الحكومة، لماذا ينعقد لسانها وهي ترى مجالس المحافظات تنهب أموال الفقراء على مشاريع وهمية؟أليس ما جرى خلال السنوات الماضية خديعة وإخلالا ببنود العقد بين الشعب ومجلس النواب؟ أليس هذا باطلا يريد البعض ان يقلبه حقاً، لأنه يخدم أحلامه ومصالحه، لعل أبرز تناقضات السيدة نصيف وأفدحها كان موقفها من قضية التظاهرات التي جرت في معظم مدن العراق، فقد أمضت السيدة عالية نصيف تناضل بالصوت والصورة، مطالبة باحترام الحكومة ومنجزاتها، فلا يجوز لأحد ان يتجرأ ويخرج منددا بتضييق الحريات ويطالب بالعدالة الاجتماعية. هكذا عندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية كبرى مثل الحريات والديمقراطية والإصلاح.. فإن الأمر يختلف إلى حد كبير عند السيدة عالية نصيف ومقربي الحكومة.عموما لا نملك إلا أن نهنئ السيدة النائبة بهذه الإضافة النوعية غير المسبوقة في عالم التصريحات الصحفية، ولا أستبعد امتدادا لهذا الخبر اللطيف، أن نجد السيد اوباما يختطف سماعة هاتف البيت الأبيض، ويسأل النواب والسياسيين العراقيين هل هذا تلفون النائبة عالية نصيف؟، وحتما ستخرج علينا النائبة المثابرة في اليوم التالي لتبشرنا بأنها لن تخضع لابتزاز الولايات المتحدة الأميركية، وسيموت اوباما كمداً لأنه لم يسمع صوتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram