TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : عن حجاب الشَعر والشِعر

سلاما ياعراق : عن حجاب الشَعر والشِعر

نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 07:25 م

 هاشم العقابياستوقفني لقاء على قناة "العراقية" ظهر أمس مع الشاعرة الكركوكلية آمنة محمود. كانت لغة الشاعرة فصيحة سليمة ومهذبة تسير بإيقاعات أنثوية هادئة. شيء يسر النفس حقا. وفي المقابل كان مقدم البرنامج يحاورها بلغة اقل ما أقول فيها أنها لغة "جايجي".
 أعجبني نقدها سلوك "الشعراء" على الفيسبوك في ما بينهم، مع انتقداها عموم الأساليب غير المهذبة التي صار كثير من العراقيين يستخدمونها على النت. سألها عن الحل، فأجابته: عن طريق التربية. ولكي يظهر المقدم الذي يصح فيه فتح الدال المشددة وليس كسرها، بما معناه أيضا "عرفناج" معلمة، أي عرفناكِ. لم أجد غير أن أصم أذني عن أسئلته وأركز على الشاعرة التي أتقنت حجابها على الرأس مثلما كانت تتقن لغتها. كم تمنيت أن اسألها عن علاقة الحجاب بالقصيدة. وهل تسعى لنشر القصيدة "المحجبة" إن جاز استخدام هذا الوصف؟ ثم اسألها عن العلاقة بين الشعر والشعر، بكسر الشين بالأولى وفتحها بالثانية. وهل يجوز "شرعا" الكشف عن الشِعر لينساب علنا عبر شفتين أنيقتين مطليتين بالأحمر، بينما يحجب الشَعر؟ العينان مكحلتان والشفتان ملونتان والحاجبان مزججان بدقة واحتراف، فعلام كشفتهم الشاعرة واكتفت بتغطية شَعرها الذي يبدو طويلا من خلال حجم وطول لفته الواضحين رغم الحجاب؟  أسئلتي لا تعني أنني مع أو ضد حجاب الشاعرة أو غيرها، لأنه اختيار شخصي وكل إنسان حر في ما يختار. وما فكرت أن أسألها إلا لأني بحاجة لكشف شيء أحسسته متناقضا. لذا تمنيت أن اسمع جوابا  يفك شفرة هذا التناقض مباشرة من الشاعرة آمنة محمد التي أكن لها احتراما وتقديرا خاصين.كنت رغم تدخلات المقدم، الذي كان لغة وشكلا ومضمونا بواد والشاعرة بواد آخر، مستمتعا باللقاء إلى أن حلت لحظة الفاصل الإعلاني. الإعلان عن لقاء خاص مع المالكي سيظهر يوم الخميس. سمعت مقتطفات لكلامه وتعليقات مقدم الإعلان، ففركت أذني وعيني لأتأكد. معقولة؟! حكمت على نفسي أن أتريث حتى أتأكد مما سمعت وشاهدت، فقررت أن اسمع الإعلان "البرومو" أكثر من مرة قبل أن اكتب عن سبب الفزع  الذي انتابني.  تركت البرنامج والشاعرة وباشرت كتابة هذا العمود الذي بين أيديكم. وهنا أودعكم أيضا إلى أن أتأكد مما قيل في إعلان برنامج "خارج المعقول" عفوا المألوف.  ولأني أتيت على الشَعر والشفاه والعيون والحواجب، اخترت لكم هذين الموالين عن حواجب الحبيب، علهما يعجبانكم وتستمتعون بهما. قال الحاج زاير الكوفاوي:يا كعبة النور يا عون الذي حاجبكويطوف بركان خدك والبدر حاجبكجامع للوصاف من باسل ظفر حاجبكچتال للناس لحظك بالأصل بابليوالودك اليوم كدّرته وصفه بابليمن باب الإنصاف ظنيتك تفك باب اليمدريت بالباب عني حاجبك حاجبكوقال عبد الله المحمد علي المصلاوي:يا زين كثر التغنج لاح الي حاجبكبسهام يرمي وعن عين الخلك حاجبكوروم وصلك ولكن خوف من حاجبكوصفيت بهواك هايم بالفلا والبرومن العجارب أخاف اسمومها والبرإن جان الإحسان عندك يلتكه والبرآني كصدتك تره لي يا ترف حاجبكأسأل الله أن يحمي العراق والعراقيين من شر رائحة "صناعة الطغاة" التي شممتها من إعلان اللقاء المرتقب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram