علاء حسن في قرية تابعة لقضاء الدجيل المعروف محلياً باسم "سميجة " ولد" شويمر" فحمل خلال السنوات الاولى من طفولته أعباء اسمه المثير للتساؤل والاستغراب والاستهجان ، فليس بين العراقيين من يحمل اسم الشمر حتى وإن كان بصيغة التصغير .
rnقصة الرجل وضع فصلها الأول الأب فنتيجة موت ثلاثة من أبنائه بعد سنة من ولادتهم ، وكانوا يحملون خير الأسماء، قرر أن يحمل الرابع اسما يجعل من يسمعه يقول العياذ بالله ، فعاش شويمر الابن الوحيد بين خمس شقيقات، لكنه ظل يعاني الانطواء والعزلة ،فليس هناك من يقترب منه حتى من أبناء العمومة ، فهو بنظرهم يذكرهم بفاجعة كربلاء حتى في أيام الأعياد والأفراح .rnالفصل الآخر من القصة بدأ عندما هرب شويمر من المدرسة لأنه ما عاد يطيق ويتحمل سخرية الآخرين من اسمه ، فقرر الأب الانتقال إلى مدينة الكاظمية ليسكن في احد أحيائها ، وراجع دائرة النفوس لتغيير اسم ابنه من شويمر إلى شاكر ، وبهذا التحول واصل الدراسة حتى المرحلة الإعدادية ودخل كلية الشرطة وتخرج فيها برتبة ملازم .rnأبو شاكر شويمر سابقا ترك قريته وافتتح محلا لبيع التتن ، وخاض غمار العمل التجاري ، فتحسن وضعه المالي بشكل واضح ، فتمكن من شراء بيت في حي العدل ، ولإنهاء القطيعة مع أبناء العمومة توجه مع الملازم شاكر إلى قريته ليختار لابنه الزوجة المناسبة ، ولكنه عاد خائبا بعد سماعه قول أحدهم:" ما عدنا لشويمر مرة".rnتخلص شاكر من نحس اسمه القديم فتزوج ورزق بأبناء وبنات ، وتدرج بالرتب حتى وصل إلى رتبة عقيد ، وظل متمسكا بوصية أبيه المرحوم بمقاطعة أبناء العمومة ، والوصول إلى القرية مهما كانت الأسباب . rnبعد فشل محاولة اغتيال صدام صدرت الأوامر باعتقال المزيد من أبناء قرى الدجيل وكلف العقيد شاكر بتنفيذ الواجب وتحت إشراف ومراقبة رجال المخابرات ، وتم اعتقال العشرات من أبناء قرية العقيد ، وتم إيداعهم في مركز شرطة الدجيل لجمع المزيد ثم نقلهم إلى بغداد.rnتوجهت نساء القرية من كبار السن إلى المركز للقاء المسؤول لإثبات براءة الأبناء ، إحدى النساء تعرفت على العقيد فقالت " هذا ابن عمي شويمر "، وإثر ذلك تعكرت الأجواء واضطربت النفوس وتصاعد الغضب لدى رجال المخابرات فانتابهم الشك، ولكن باستخدام كلمات الرجاء والتوسل تمكن العقيد أن يدفع عنه الشبهات ، وبترديد النسوة عبارة "شويمر هجم بيوت عمامه " تخلص من مأزق الوقوع في دائرة المساءلة على الرغم من حمله رتبة عقيد . rnبعد مرور مدة زمنية قليلة على تلك الحادثة ،أحيل العقيد للتقاعد لأن أحد أقاربه من الدرجة الرابعة متهم بالمشاركة في محاولة اغتيال الرئيس ، وعاد الرجل إلى مهنة أبيه تجارة التتن والسجائر.rn ابن العقيد المتقاعد ضابط برتبة ملازم في الجيش العراقي ، طالما سمع من أبيه قصة "شويمر" من دون معرفة تفاصيلها ، وهو يجهل أن أباه كان يحمل هذا الاسم في طفولته ، ولكنه يضع دائما في اعتباره الامتناع عن اعتقال شخص بدوافع انتقامية ، أو طبقا للمادة أربعة إرهاب الشهيرة من دون صدور مذكرات اعتقال أصولية .rn
نص ردن:"شويمر " ينتقم
نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 08:59 م