TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر :أمن المالكي نصف ميزانية المغرب

عالم آخر :أمن المالكي نصف ميزانية المغرب

نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 09:26 م

 سرمد الطائيكان هناك اليوم اعلان مهم لحكومتنا يتعلق بـ"فلوس" التسليح، والخبر بمجمله يعني ان العراق صار ينفق على ملف الامن نحو نصف ميزانية بلد كبير مثل المغرب! كما ان العراق مستعجل جدا للحصول على قذائف دبابات، حتى ان امريكا اضطرت الى التبرع ببعض ذخيرتها ارضاء لاستعجال السلطان.
rnمبدئيا فإن موازنة البلاد للعام الحالي خصصت نحو 14 مليار دولار أمريكي لموازنة الداخلية والدفاع، ونحو مليار آخر نفقات الامن الوطني والمخابرات ومكتب القائد العام ومكافحة الارهاب..الخ. اي اننا خصصنا 15 مليار دولار لشؤون الأمن. اما السيد باراك اوباما فقام بإهداء ملياري دولار كمساعدات عسكرية، فصار مجموع ما حظي به امننا من مال، 17 مليار دولار.rnلكن كل هذه المبالغ الكبيرة لم تجعل حكومتنا تشعر بالأمان الكافي والاستقرار فقررت تخصيص فلوس اضافية وكثيرة، اذ ان السيد علي الدباغ عرض لنا بيانه الاسبوعي عن قرارات مجلس الوزراء الذي يجتمع كل ثلاثاء، معلنا ان الحكومة قررت ان لا تقل مشتريات الأسلحة سنويا عن نسبة 3 في المائة من الموازنة، وهذا يعني نحو 5 مليارات دولار سنويا، "نظرا للحاجة المتزايدة الى الشعور بالأمان".rnوهكذا فان مجموع ما خصص لشعور حكومتنا بالأمان سيصبح نحو 22 مليار دولار ومليون جندي وشرطي و14 جهاز مخابرات ومعلومات. 14 مليارا للداخلية والدفاع، ومليار للباقين من مخابرات وامن وطني..الخ. و2 مليار من الرئيس اوباما، و5 مليارات على الاقل للتسلح سنويا.rnولعبة الارقام التي تفزعني في بلد عجز عن رفع القمامة من شوارعه، جعلتني اقوم بـ"غوغلة" ميزانية بلد كبير مثل المغرب، وعدد سكانه اكثر من العراق. وتأتيك وكالة رويترز بالنبأ اليقين مؤكدة ان موازنة المغرب المالية لهذا العام لم تتجاوز 40 مليار دولار امريكي. وهذا يعني ان الدولة العراقية ولكي تشعر بالأمان، عليها ان تنفق أكثر من نصف ميزانية المغرب، اي 22 مليار دولار على شؤونها العسكرية.اي ان رجلا يحكم 28 مليون عراقي، عليه لكي يشعر بالامان، ان ينفق على سلاحه ورجاله ما يعادل نصف الميزانية التي يعيش بها 35 مليون مغربي مدنيين وعسكريين، نساء ورجالا، شيبا وشبانا.rnاما اصدقاؤنا الامريكان فهم متحمسون لقصة الانفاق العسكري المتزايد كما يبدو. وحسب بعض الاخبار التي قرأناها فإن العراق تسلم دبابات امريكية ولم يتسلم ذخيرتها. اي انها دبابات بلا صواريخ، او ان العتاد نفد خلال التدريب والمناورات. المصنع الامريكي يقول لحكومتنا: خلال شهرين ستكون طلبيتكم من قذائف الدبابات جاهزة. وحكومتنا ترد: لكننا مستعجلون ونريد تذخير الدبابات بالقذائف فورا. يستمع مسؤول امريكي كبير الى هذا الحوار ويسارع الى حل الاشكال. لقد تبرعت واشنطن بجزء من ذخيرتها في افغانستان، كي تملأ دبابات رئيس حكومتنا بالقذائف، الى ان ينتهي المصنع الامريكي من صناعة قذائفنا. والمهم ان لا يظل ساستنا يحدقون في دبابات عاجزة عن قصف احد، وأن لا يؤثر ذلك على شعورهم العميق بالامن.rnان امتلاكنا لاسلحة امريكية هو نموذج نادر للاخبار المفرحة بالتأكيد. وهذا يجعلنا اقرب الى الدول الكبرى منا الى محور كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا (حتى لا نذكر دولا اخرى ويزعل بعض القراء). لكن ان نحتاج الى نصف ميزانية المغرب كي يشعر سلطاننا بالامان، فهذا امر يخيفنا جميعا.rnخلال الاعوام الماضية انشغلت حكومتنا ببناء ارصفة كثيرة كثيرة وهدمتها واعادت رصفها. ثم انشغلت ببناء ملاعب كثيرة كثيرة. واليوم هي مشغولة ببناء مجسرات كثيرة كثيرة ايضا. احد الاصدقاء يستغرب من عدد المجسرات من بغداد الى البصرة في بلد بلا كهرباء، ويسأل: حين يقيمون مجسرا فوق كل تقاطع بماذا سينشغلون هذه المرة، بعد ان اتخمنا بالارصفة والملاعب؟ ويبدو ان ارقام الميزانية ستجيب بسرعة على وقع اموال النفط المتزايدة، بأن حكامنا سينهمكون في شراء الاسلحة هذه المرة. ترقبوا اذن ولادة طبقة جديدة من التجار، اخطر من سابقيهم، وهل هناك اسهل وأربح من "تسوق البارود"؟rnوترقبوا ايضا ولادة جديدة لساستنا. فقد امضوا 10 اعوام وهم غير قادرين على قصف احد، اي انهم جربوا ان ينقصفوا، ولم يجربوا ان يقصفوا. اما اليوم فإن المزيد من المال سيعني ان ساستنا سيجربون لاول مرة الشعور بأنهم قادرون على اطلاق النار، برا وبحرا وجوا. والسياسي الذي يقصف غير السياسي الذي لا يقصف. انها ولادة جديدة للسلطان تعادل نصف ميزانية المغرب.rnrn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الصدر يغلق مرقد والده الى إشعارٍ آخر

فخري كريم: نتنياهو يتوهم بأن تغييب السيد نصر الله سيحمي "إسرائيل"

العراق يعلن الحداد العام 3 أيام تأبيناً لاستشهاد نصر الله

خامنئي: مصير المنطقة ستحدده قوى المقاومة

حزب الله يعلن استشهاد حسن نصر الله

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram