إحسان شمران الياسري كلما حاولت أن أكون متحضّراً، فأرتدي حزام الأمان، يصيح من يجلس بجانبي أو من أجلس بجانبه (ماكو داعي.. ما يحاسبون بهذا الوقت).. أو يمنعني بدعوى أن (محافظتنا لا يحاسبون فيها على عدم ارتداء الحزام).. والحاصل أن الناس يرتدون حزام الأمان عندما يقتربون من رجال المرور، خصوصاً في الأماكن التي تُنصب فيها نقاط تفتيش على شروط المتانة والأمان. فيما تشعر بعض المحافظات بنعيم التساهل عن هذا الحزام..
rnإن الدراسات التي أجريت على سلامة راكبي المركبات مرت بمراحل مختلفة، وتطورت معها منظومة تكوين هيكل المركبة والمصدّات التي تحمي الركّاب ونمط تشكيل الوسائد الهوائية التي (تنفجر) بواباتها عند وقوع اصطدام. وفي المركبات الحديثة وضعت عدة وسائد في الأمام والجوانب بحيث تضمن (لفّ) الركاب بعدد من الوسائد لحمايتهم من أثر الاصطدام. وفي ذات الوقت أجريت دراسات على شكل وموقع حزام الأمام في المركبة وترتيب الأماكن التي يشدّها في الوضع الاعتيادي أو عند الاصطدام.. ولا أدري كم هي تقارير شرطة المرور التي أرجعت أسباب الوفيات أو الإصابات الى عدم ارتداء حزام الأمان.rnان نوعية المساءلة عن عدم ارتداء حزام الأمان تختلف من شخص لآخر ومن مفرزة لأخرى. وأنا أتابع بين فترة وأخرى البرنامج المروري الذي تعده مديرية المرور العام ويعجبني أداء مقدم البرنامج وهو ضابط كبير في مديرية المرور.. ففي المرات التي يستوقف سائق مركبة غير ملتزم بارتداء حزام الأمان يتحدث معه بطريقة تشعره بأهمية الحزام ودواعي وضعه في المركبة وخطورة عدم ارتدائه.. بينما أجد مفارز تمارس لعبة القط والفأر أحياناً وتختبئ خلف بعض الموانع والأشجار لتظهر فجأة للسائق فترعبه وتسحب إجازة السوق أو وثيقة تسجيل المركبة (السنوية) ثم تفرض الغرامة بطريقة من يفرح بمغنم..rnإن فكرة تدريبنا على ارتداء حزام الأمان، للسائق وللركاب ليست عملية عصيّة على مؤسسة عريقة مثل مديرية المرور وتشكيلاتها.. فنحن نأنس للتدليل والكلام الطيب والإعفاء من الغرامات لبعض من يثبت لمفرزة المرور أنه يجهل قواعد السلامة. أكثر من هذا، إن بعض الناس (في بغداد) يعرفون الأماكن المحتمل تواجد مفارز مرور متشدّدة فيها، فيتجنبون المرور فيها فيأمنون من المساءلة..rnوأنا أرى أن تباشر دائرة المرور حملة توعية لمدة شهر أو أكثر لتعريف الناس بأهمية ارتداء حزام الأمان، ليكون ذلك إنذاراً للمجتمع تُعذَر بعده دائرة المرور إن هي مارست إجراءات عامة (لا أقول متشدّدة، فنحن في شدة كل يوم من الزحامات والاختناقات)..rn
على هامش الصراحة:حزام الأمان
نشر في: 4 سبتمبر, 2012: 09:29 م