اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > السينما الغربية وأساطير الشرق ... "بياض الثلج والصياد" أنموذجا

السينما الغربية وأساطير الشرق ... "بياض الثلج والصياد" أنموذجا

نشر في: 5 سبتمبر, 2012: 06:38 م

(1-2)يوسف أبو الفوزفي قاعات العرض الأوربية ، من أسابيع بدأ عرض فيلم "بياض الثلج والصياد" (127 دقيقة ) وهو فيلم مغامرات وخيال علمي، إنتاج هوليوودي لشركة يونيفيرسال لعام 2012 ، وبميزانية تقدر بحوالي  170 مليون دولار وصمد طويلا في قائمة الأفلام التي نالت إقبالا وحققت أرباحا غطت التكاليف بنسب مضاعفة، وهو من إخراج الانكليزي روبرت ساندرز (مواليد 1971) المقيم في لوس انجلس ، المعروف سابقا كمخرج تلفزيوني في عالم الإعلانات التجارية
rn  والعاب الفيديو والحاصل على جوائز عالمية عن ذلك ، الأمر الذي أهله للانتقال الى أمريكا للعمل في السينما واخراج اول فيلم .  بعد مشاهدة الفيلم ، وما ان صرنا خارج صالة العرض، حتى قالت لي زوجتي شادمان ، ابنة كردستان : " إنهم يقتبسون من أسطورة كاوة الحداد والضحاك ! "، ولم تكن مخطأة ، فالسينما الغربية ، من عقود طويلة وهي تقتبس من أساطير الشرق دون ان تتوقف عند حقوق أو إشارة الى المصادر أو التأثير والاقتباس !rnمنذ سنوات طويلة توجهت أشهر شركات الغرب السينمائية الى إنتاج افلام مقتبسة عن مختلف الأساطير والحكايات، والكثير يعرفون أفلام مثل "سنووايت ـ بياض الثلج" ، "سندريلا"، "أليس في بلاد العجائب" وغيرها من الأفلام التي قدمتها شركة "والت ديزني" ( تأسست 1923) والمقتبسة عن قصص الألمانيين الأخوين جريم ، ويلهلم (1786 ـ 1859) ويعقوب (1785ـ 1863) !  في افلام الغرب ، عموما ، نجد مساحة واسعة لأساطير الشرق ، سواء تم تناولها بشكل جمالي موضوعي او تم اقتباسها بشكل خاطئ وهزيل، عن جهل وعدم دراية أو عن قصد ، ليساهم بعضها في الإساءة للشرق وحضارته الموغلة في القدم وأخلاقياته وعاداته وتقاليده ، ولابد من القول أن بعضا من هذا يأتي تحت تأثير من عوامل سياسية واجتماعية وفكرية . مع تطور انتاج رسوم الأفلام المتحركة وافلام الحكايات بدأت الحاجة للعديد من المؤلفات والقصص الجديدة ، فراحت شركات السينما تتوجه لكتب حكايات الخيال العلمي ، فنجحت الكاتبة البريطانية ج. ك. رولنغ (مواليد 1965) لتكون من أغنى نساء العالم بسبب سلسلة قصصها عن مغامرات بطلها الصبي الساحر "هاري بوتر" وفي هذه السلسلة يجد المتابع هنا وهناك تأثيرات وإسقاطات عديدة متناثرة من أجواء اساطير وحكايا الشرق ، سواء كانت بالاقتباس أو بالتلاقح ، هذا الأمر الذي نراه ونلمسه أيضا في افلام عديدة ، لكن المشكلة أن شركات الإنتاج لا تشير الى هذه الحقيقة .rn عن قصة الأميرة "سنو وايت ـ بياض الثلج " ، للأخوين جريم يعرض هذا العام فيلمان مقتبسان عنها ، ويشار الى ذلك في اعلانات الفيلم ، الاول هو " مرآة ... مرآة " ، (106 دقائق ) ، انتاج امريكي من ستديوهات ريلاتيفتي ميديا مع بيرني غولدمان ، وهو فيلم لكل الأعمار وحتى الاطفال من سن سبع سنوات ، وجاء بإيقاع كوميدي ، حاول ان يلتزم بالخط الأساسي لحكاية الأخوين جريم فنجد هناك مساحة واسعة للأميرة "سنو وايت ـ بياض الثلج "، التي لعبت دورها الممثلة ليلي كولينز (مواليد 1989) ، والملكة الساحرة الشريرة، لعبت دورها الممثلة جوليا روبرتس (مواليد 1967)، والأقزام السبعة الذين يساعدون الأميرة الحسناء بياض الثلج في صراعها مع الساحرة الشريرة لاستعادة حكمها ولفك السحر عن حبيبها وعن أبيها ، ولكون مخرج الفيلم ترسيم سنغ (مواليد 1961) الهندي الأصل بقي أمينا لتقاليد الافلام الهندية فأنه انهى لنا الفيلم بأغنية استعراضية رقص فيها الجميع واستعرضوا أزيائهم الفاخرة التي استهلكت جزءا كبيرا من ميزانية الفيلم ، التي بلغت حوالي مئة مليون دولار، حيث عمل فريق من اكثر من مصمم معروف عالميا للأزياء ، منهم المصممة الحاصلة على العديد من الجوائز ومنها الاوسكار لأعمالها ، اليابانية ايكو ايشيوكا (1938 ـ 2012) الذي كان هذا فيلمها الأخير!rnأما فيلم "بياض الثلج والصياد" ، فرغم الإشارة الى انه يعتمد على حكاية الاخوين جريم ، الا انه يحوي الكثير من الاقتباسات الاضافية ، وهناك العديد من الشخصيات التي ظهرت في الفيلم ولا جود لها في حكاية الأخوين جريم ، وذلك لتدعم قصة الفيلم التي اشترك في كتابتها اربعة من كتاب السيناريو ، لحد ان بعض النقاد اعتبروه مملا لاكتظاظه بالشخصيات والاحداث التي لا لزوم لها (مايكل أوسوليفان في الوشنطن بوست 4 حزيران 2012) ، فالملكة الشريرة ، التي ادت دورها الممثلة من جنوب إفريقيا شارلس ثيرون (مواليد 1975 ) ظهر لها اخ اسمه فين ، ادى دوره الممثل  الانكليزي سام سبريول (مواليد 1968) ، وظهرت شخصية الصياد ، التي ادى دورها الممثل الاسترالي الاصل كريس هيمسورث ( مواليد 1983 )، الذي اجبر على المساهمة في تعقب الاميرة الهاربة بياض الثلج ، ادت دورها الممثلة كريستين ستيوارت (مواليد 1990) وتقديم خدماته مقابل وعد من الملكة الشريرة بأن تعيد له حياة زوجته المتوفاة . الفيلم وبإيقاع متسارع ، خلال أكثر من ساعتين يحكي لنا قصة الملكة الشريرة "رافينا" ، بأداء الممثلة الفاتنة تشارلس ثيرون ، التي تضعنا أمام معادلة الشرير الجميل ولتواصل التقليد الحديث في السينما الغربية ، في كسر نمطية صورة قباحة الشخصيات الشريرة، فالفيلم يقدمها هنا مثيرة ، شهوانية ، إلا انه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طقس العراق.. أجواء صحوة وانخفاض في دراجات الحرارة

أسعار صرف الدولار تستقر في بغداد

تنفيذ أوامر قبض بحق موظفين في كهرباء واسط لاختلاسهما مبالغ مالية

إطلاق تطبيق إلكتروني لمتقاعدي العراق

"في 24 ساعة".. حملة كامالا هاريس تجمع 81 مليون دولار

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram