باسم عبد الهادي حسنالتنمية كلمة ذائعة الصيت ولطالما تناقلتها السن السياسيين والاقتصاديين وحتى عامة الناس ولطالما تغنت بها الشعوب النامية تحديدا في إطار سعيها لتطوير بلدانها والنهوض بها إلى مصاف الدول المتقدمة ومع ذلك ظلت هذه الكلمة غامضة حتى على مريديها وتثير الجدل عندما تذكر أكثر مما تعطي الحلول حتى وصل الجدل إلى طرفي نقيض فالبعض من الاقتصاديين وصفها بأنها خرافة او وهم فيما لا يزال البعض الآخر يراهن على كونها هدفا قابل للتحقق اذا ما توافرت أركانها.
rnإن ما أثارني لكتابة هذا الموضوع هو خبر أوردته إحدى الفضائيات مفاده أن البنك الدولي قدر نمو الاقتصاد العراقي في العام القادم بنسبة تزيد على 11% وهذا الخبر عندما يسمعه غير المتخصص ربما يشعر بالنشوة والزهو ولكن بالنسبة للمتخصص نجده لا يثير الدهشة أبداً.rnنسبة النمو تعد احد المؤشرات الاقتصادية المهمة، بالإضافة إلى متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إطار تحقيق التنمية إلا أنها ستبقى عقيمة ما لم تتكامل مع الأبعاد الأخرى (غير المادية) للتنمية لا سيما المؤشرات الاجتماعية والبيئية حيث أن تقديرات النمو المذكورة قد بنيت على مجمل مكونات الناتج المحلي الإجمالي، والتي يشكل النفط الركن الأكبر فيها وعليه فإن نمو قطاع النفط يعني نمو الاقتصاد العراقي والعكس صحيح.هكذا هو الاقتصاد الريعي مثله مثل من يضع بيضه في سلة واحدة ويترك سلاله الأخرى فارغة وعليه يمكننا القول وببساطة أن التنمية هي أن تجعل جميع السلال مليئة بالبيض، وهذا يعني أن النمو وحده لا يكفي لتحقيق التنمية قبل أن يكون النمو متناسقا ليشمل جميع القطاعات، فضلا عن ترابط الاقتصاد مع الواقع الاجتماعي والصحي والثقافي والبيئي، وهذه هي التنمية المستدامة وبالتالي لن نحقق التنمية ما دام التلوث يحيط بنا من كل حدب وصوب وما دام الفقر يبتلع أكثر من 30% من السكان وما دام اقتصادنا يتعكز على النفط وحده وما دامت عقولنا تهاجر دون أن نوفر لها بيئية ملائمة للعمل والإبداع، ولن نحقق التنمية ما دام الاقتصاد بدون أهداف واضحة، متخبطا بحلقات من الروتين والفساد والتي تكبر يوما بعد آخر لتقضم اي نمو او تنمية ، والسؤال هنا إلى متى سنضع بيضنا في سلة واحدة وتبقى سلالنا الأخرى فارغة؟!rn
اوراق اقتصادية..ســلال الاقتصــاد
نشر في: 5 سبتمبر, 2012: 06:39 م