 نيويورك ـ القاهرة/ وكالات قال نشطاء في المعارضة السورية، إن المعارك المستعرة في حلب، استمرت يوم الأربعاء، وأخذت طابعا دمويا مع سقوط 54 قتيلا في المدينة وحدها قبل الظهر. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا، إن ما لا يقل عن 75 شخصا لقوا مصرعهم، على أيدي قوات الأمن الحكومية في أنحاء البلاد، معظمهم في حلب.
وبينما تدور المعارك الضارية في عدة مناطق من سوريا، أعطى مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، نظرة واقعية للفوضى في سوريا، في وقت يحاول فيه التوسط لإحلال السلام في البلاد.وقال الإبراهيمي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء "إن عدد القتلى صادم، وحجم الدمار وصل إلى أبعاد كارثية، ومعاناة الشعب كبيرة."ويخطط المبعوث الدولي المخضرم للذهاب إلى دمشق قريبا، بعد توقف في القاهرة للتشاور مع جامعة الدول العربية. من جانب آخر طالب الرئيس المصري محمد مرسي القيادة السورية يوم الأربعاء باتخاذ قرار يحقن دماء السوريين وقال "الآن هو وقت التغيير".وقال مرسي في كلمة افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة "لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلا... إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية."وأضاف "أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء." ورجح أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة الرئيس بشار الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم.وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخا محددا لاجتماعها.وقال "الرباعية التي دعت إليها مصر الآن ستجتمع والكل مدعو للمشاركة. والجهود الحقيقية المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة."  وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي.وقال إن المجتمع الدولي لن يتحرك جادا لحل الأزمة السورية إذا لم يتحرك العرب. وقال "ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار."وتابع "لابد أن نتحرك صوب الحل النهائي بكل قدرة وسرعة.من جهته وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الوضع الإنساني في سوريا بأنه "خطر ومتدهور"، وقال: "القوات الحكومية تواصل القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان بالأسلحة الثقيلة والدبابات والسلاح الجوي."وفي سياق متصل قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لشبكة CNN إن الولايات المتحدة تمتنع عن اتخاذ إجراءات أقوى ضد سوريا بسبب الانتخابات الرئاسية لهذا العام.وأضاف: "ربما بسبب الانتخابات.. ربما لأن الوضع قبل الانتخابات في الولايات قد يكون السبب الجذري للافتقار إلى المبادرة.. لا أحد تحدث لنا عن أسباب ذلك، وليسوا مضطرين لإعلان أسبابهم.. نحن ممتنون جدا، لأنهم صرحوا بأنهم ضد هذا النظام (السوري )."ودعا أردوغان في مجلس الأمن الدولي لإعلان منطقة حظر جوي على طول الحدود بين تركيا وسوريا، ولكن في كثير من الأحيان ينقسم المجلس بين مصالح الدول الغربية وروسيا والصين.