TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:ما بعد غزوة فاروق الأعرجي لبلاد الكفار

العمود الثامن:ما بعد غزوة فاروق الأعرجي لبلاد الكفار

نشر في: 7 سبتمبر, 2012: 09:51 م

 علي حسينمضحكٌ ومثير للسخرية، إصرار مكتب القائد العام للقوات المسلحة في الدفاع عن فضيحة اقتحام النوادي الثقافية والاجتماعية في صولة "ثلاثاء فاروق الأعرجي الدامي".في بداية الأمر اخرج مكتب القائد العام قواته، رافعا رايات الانتصار مدعيا انه حامي حمى الفضيلة والأخلاق، حتى بدا الأمر وكأننا جميعا نعيش في بغداد التابعة لمكتب رئيس الوزراء، وليست بغداد التي عاش ومات فيها الكرملي والشبيبي ومصطفى جواد وسليمة مراد، وجواد سليم والرصافي وعلي الوردي.وحين نشرنا مع غيرنا من وسائل الإعلام ما جرى من انتهاكات بحق المواطنين ومصادرة حرياتهم، استجمع العاملون في مكتب القائد العام قدراتهم على التمثيل، فحاولوا أن يلعبوا دور "الضحية"
rn بدلا من دور "الجلاد" وملأوا الدنيا بيانات صبيانية في مناورة مكشوفة للإيحاء، بأنهم يواجهون انتقادات مغرضة الهدف منها الإساءة لسمعة المؤسسة العسكرية، ولم يتورعوا من أن يختطفوا القضية إلى دهاليز التقاليد والأخلاق والقيم الاجتماعية التي كانوا هم أول من عبث بها وأساء إليها.rnبيان القائد العام اعتبر انتقاد صولته الأمنية، ليس إلا نوعا من الغيرة والحقد المهني على نبوغ وتفرد هذه القوات في التصدي لفلول الإرهاب وعتاة مجرمي القاعدة الذين كانوا يتخذون من اتحاد الأدباء ونوادي الصيادلة والمشرق والسينمائيين، وكرا لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، إلى آخر هذا الطنين الذي لا يهدف إلا إلى صرف الناس عن القضية الحقيقية، وهي فشل هذه الحكومة في تنفيذ واجباتها تجاه العراقيين جميعا.rnفالسادة في مكتب القائد العام للقوات المسلحة يعتقدون أن المدى ومعها قناة الحرة والسومرية ووسائل إعلام أخرى كانت وراء اختراع قصة تعرض المواطنين إلى الضرب والاهانة، والى تدمير النوادي وسرقة محتواياتها حيث يقول البيان"، المراجع العسكرية العليا تتابع باهتمام وتتقصى الحقيقة حول ما أثير في الإعلام عن حدوث تجاوزات خلال عملية الغلق وتؤكد أن ما روّج من صور وأفلام وتقارير مضللة عن الموضوع هي جزء من حملة مغرضة ومريبة تستهدف سمعة المؤسسة الأمنية " وتناسى أصحاب البيان إن كل ما جرى من وقائع وخروقات وانتهاكات، وما نشرته وسائل الإعلام كان على لسان أصحاب الشأن من المتضررين، فضلا عن كونه موثقاً بالصوت والصورة.rnإنها محاولة يائسة للاستخفاف بعقول الناس، حين يصبح الدفاع عن الحريات وكرامة البشر في العراق تهمة تورد أصحابها التهلكة، وتضعهم في مصاف مثيري الفتن ومنفذي أجندات اجنبية للإساءة الى الانجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة.rnوالحاصل أن جنرالات السيد المالكي يريدون الاختباء داخل غابة الأخلاق والقيم الاجتماعية، هربا من فتح ملفات كبيرة تلاحقهم بالتقصير والفساد المالي والإداري، بما يجعل المراقب للوضع يشعر أن ما جرى كان الهدف منه إشغال الناس ووسائل الإعلام للتغطية على ملفات خطيرة ومهمة، يريد لها البعض أن تدفن في دهاليز الحكومة. rnمحاولة جنرالات مكتب المالكي، تقمص دور شهداء الوطنية والواجب، أو ضحية الإعلام المتآمر، لن تنطلي على الناس وطالما بقي هؤلاء هاربين عن مواجهة الحقيقة، مكتفين في الرد على اتهامات الناس لهم بالتقصير والفشل، ببيانات مضحكة، ومنتهية الصلاحية. rn اليوم الناس تطالب بمشروع كامل لتطوير الأجهزة الأمنية وتغيير مفاهيمها وادائها، فيما مكتب القائد العام مصر على تدعيم التخلف والوحشية وترسيخ أدواتها المستوحاة من عصور القرون الوسطى.rnما جرى في ليلة الثلاثاء، وما يجري من انتهاكات بحق الناس الأبرياء يثبت اننا نعيش مع أجهزة أمنية فشلت في التحول من القمع والدكتاتورية، الى الحرية واحترام الإنسان.. فهي أجهزة لم تتعود الى على قهر المواطن الأعزل البسيط، فيما نجدها مثل النعامة أمام إرهاب القاعدة وعصابات الجريمة المنظمة، بعد عشر سنوات من التغيير لم يجد المواطن أمامه -إلا الفساد والإرهاب- فيما الحكومة توظف كل إمكانياتها لترويض الناس وقهرهم، وسرقة أحلامهم واموالهم ومستقبلهم.rnأينما تولي الناس وجوهها تجد ظلما فاحشا، تجد من يأخذ شيئا لا يستحقه، فيما الأكثرية محرومة من أبسط حقوقهم.rnإرهاب الناس الآمنين وقمعهم شكل جديد من أشكال الفساد المالي والإداري والذي سيضاف إلى قائمة الأفعال التي تتفرج عليها الحكومة مكتفية ببيانات مضحكة وساذجة في محاولة لتبييض جزء من ثوبها الملطخ بالكثير من البقع والأوساخ. rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram