اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > النهوة على الرجال ابتكار عشائري لإنقاذ بناتهم من العنوسة

النهوة على الرجال ابتكار عشائري لإنقاذ بناتهم من العنوسة

نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 07:26 م

 تحقيق/ إنعام عطيوي باتت النهوة ظاهرة جديدة تغزو المجتمع العراقي شأنها شأن الظواهر التي انتشرت بعد عام 2003، وترسخت في المجتمع العراقي لتصبح عنواناً لملامح المجتمع البدائي الذي اعتاد أن يتصير وفق قرارات ومعالم قبليّة، تحكمه العشيرة ويخضع لحكمها القانون بل لربما يكون القانون 
 rnعاجزاً عن التصرف أمامها، ولنخوض أكثر في غمار هذه الظاهرة والتعرف على إيجابياتها وسلبياتها وأسبابها ونتائجها كانت لنا جولة بين شباب عانوا هذه الظاهرة لكنهم رفضوا الإعراب عن أسمائهم الصريحة، ولم يكن السبب واضحاً، أهو خوف من العشيرة أم خجل من المجتمع المتحضر، فلم يكن شباب الأمس يعانون هذه الأحكام ولم يعيشوها ولكن في السابق كانت تعاني منها النساء فحسب، فكانت النهوة على النساء وكنَّ فريسة الزواج القسري من ابن العم، لكن الآن فقد اختلف الوضع فبات الشاب مجبراً على الزواج القسري من بنتِ عمه، لهذا يرفض أغلب الشباب الإفصاح عنها خجلاً من المجتمع وسخريته . rnحكم القوي على الضعيفrnلكن للسكوت ثمناً فباتت تستشري بين المجتمع حتى أخذت حيز الاهتمام لدراسة هذه الحالة والكتابة عنها وطرحها للإعلام لإيجاد حلول وعدم الانزلاق في مستنقع قبلي بحت يتحول شيئاً فشيئاً إلى مجتمع لا قانون فيه ويحكم القوي الضعيف.rn(ب- ش) البالغة من العمر ثلاثين عاماً من بغداد خطبت لشاب من منطقة الصويرة وعقد قرانها وقبل إتمام الزفاف جاء أعمام الشاب وطلبوا تطليق العروس، أما إذا تم هذا الزواج فسيُقتل العريس أو أب العروس وتروي العروس (ب-ش) تم فعلاً تطليقي منه وتزويج العريس من بنت عمه عنوة وبالمقابل وافقت على إتمام الطلاق اختياراً مني أن أكون مطلقة أفضل من أن يتعرض أي شخص من أفراد عائلتي للقتل، بعدها تزوجت من ابن عمي المتزوج فقط من أجل أن يحل المشكلة ويحافظ على سمعتي أمام العشيرة والناس فوالدي لا يهضم فكرة أن تكون ابنته مطلقة.rnزوج تحت تهديد السلاحrn(حسن ماضي) وهو اسم وهمي استعاره شاب يبلغ من العمر 27 عاماً في مدينة الموصل قال للمدى :- أجبرت على الزواج من بنت عمي تحت تأثير تهديدات عمي في حال إذا لم أتزوج من ابنته، فاني سأتعرض للقتل أو يتعرض والدي للأحكام العشائرية من فدية (فصل عشائري) وغيرها، بالمقابل فالنتيجة واحدة فلا يستطيع أبي أن يتعرض للخطر ولا أستطيع أن اُعرض أبي لموقف محرج مع العشيرة خوفا على أبي  وخوف والدي عليَّ، فوافقت على ضغط عمي وتزوجت من بنته وبالمقابل والد العروس تكفل بكل مستلزمات الزواج حتى البيت والأثاث، فأنا لم أدفع مهراً ولم أتحمل تكاليف الزواج، لكن حياتي مع ابنة عمي الآن وبعد الزواج عبارة عن جحيم فأنا لا أطيقها لأنها زوجة تحت تهديد السلاح ولا أعتبر هذا زواجا وإنما اعتقال، فنحن نعيش في بيت واحد ولا نتحدث مع بعضنا البعض أي كلمة وفي تنافر وشجار مستمر لأتفه الأسباب وأكيدُ لها المكائد لإيذائها وهي كذلك ولا توجد أي مودة بيننا أو رحمة من التي شار إليها القرآن التي يجب ان تتواجد بين الأزواج.rn(عادل نوري) من النجف الأشرف: يقول تزوجت من ابنة عمي وهي تكبرني بثلاثة أعوام فقط لإرضاء أمي وأبي لأنها ابنة عمي  وابنة خالتي في نفس الوقت، وهي لم تتزوج بعد وأنا قررت الزواج من فتاة غريبة كانت متفاهمة معي على كل شيء وزميلتي في الدراسة وفقط لأنها ليست من أقاربي، فتعتبر غريبة عني فرفضتها عائلتي ولا أنكر أن زوجتي امرأة طيبة ، لكن ليس بقدرتي تحمل فراق المرأة التي أحببتها لذا تزوجتها دون علم أهلي وهي تسكن في حي ثانٍ مع أختها فأكون مطمأنا عليها بغيابي كما إن هذا الوضع يساعدني من الناحية المادية فليس بمقدوري توفير سكن مستقل لها ، برأيي أكون قد أرضيت أهلي وأرضيت نفسي. والزمن كفيل أن يرتب الأمور فلا حاجة لي بمعرفة أهلي بزواجي الثاني فهذا الموضوع يجلب مشاكل لا تحمد عقباها .rnرأي شيخ العشيرةrnالسيد (طه) من كركوك يتحدث عن رأي العشيرة بهذا الموضوع وعن أبنائها قائلا:- إن الشباب اليوم لا يعون مصلحتهم بالشكل الكافي وإذا لم تفرض العشيرة كلمتها على أبنائها ضاع صيتها وذهبت ريحها وتشتت وانفرط عقدها وتناثرت، وإذا لم تجُبر أبناؤها على الزواج من بناتها فمن سيتزوجهن؟ كيف نرضى أن تتزوج نساء الأغراب من أبنائنا ونساء العشيرة جالسات يترقبن ، نحن كلنا هكذا ، صحيح أنا لو فكرت بالموضوع من ناحية العقل والدين لأجده خاطئاً لكن إذا لم أكن هكذا فسأكون ضعيفاً، حينها لن يحسب لي حساب في عشيرتي ولضاعت نساؤنا وعنسن. زمننا اليوم هكذا الرجل هو من يجد زوجاً لابنته لأن الرجال أصبحوا قلة والنساء كُثر هذا هو واقع الحال وعلى المرء أن يتكيف للزمن الذي يعيش فيه ، سابقا لم نكن ننهي على الرجل ، بل كان الرجل هو من ينهي على ابنة عمه ، أما اليوم فإذا لم اجبر ابن أخي على الزواج من ابنتي فهو لن يتقدم لخطبتها ولن تجد هي من يخطبها، وأشار طه إلى ان هذا الموضوع أصبح واجباً، فاليوم العشيرة هي من تحكم ، نحن لسنا في دولة قانون متكامل ، إنما دائما يخضع القانون للحكم العشائري والعرف وإذا لم أكن صارماً فلن تكون لعشيرتي شوكة يخشاها الآخر ويتجنب مساسها بسوء ونحن اليوم لسنا كالأمس فأعداد الرجال ت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram