TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : الرياضة وطن الغربة

مصارحة حرة : الرياضة وطن الغربة

نشر في: 8 سبتمبر, 2012: 07:35 م

 إياد الصالحي بالرغم من الحيف والتجاهل والتهميش الذي تعانيه الرياضة في أحوال مختلفة من أزمان التناقض لحكومات البلاد على مرّ مسميات الأنظمة الملكية والجمهورية وما رافقها من تحقيق لمعجزات كثيرة لأبطال أفذاذ وسط الحصار المادي المقيت ، إلا ان الرياضة العراقية كانت الأم والبيت والوطن للعراقيين جميعاً بعيداً عن اطيافهم وتنوعهم الطبقي والديني لاسيما عندما تناثرت الاشلاء في شوارع الدم كانت الرياضة تنثر ماء الورد تبلسم الجراح وتطفىء نار الحقد وتجمع الاحباب في يوم مشهود.
rnوسِعت قلب الرياضة شرايين ودّها خارج حدود الارض لتصبح وطناً للمغتربين وواحة اللقاء في ليالي التواصل مع الجاليات على مساحات كبيرة من عالم الانسانية ، يلوذون تحت خيمتها الكبيرة ويتهامسون بأوجاعهم ويبحون بأسرار الماضي المرير على أمل مستقبل أنقى مما مضى بعد ان جمعت الرياضة شملهم في مناسبات خالدة اعتادوا ان يحتفوا بنجومها وأبطال حقبها الذهبية وفرسان بطولاتها لاسيما المنسيين منهم .rnنبض الرياضة دق في ديترويت على انغام ليلة عراقية للنادي الكلداني العراقي الامريكي احتفاء بثلاثي الكرة العراقية الاصلاء من رواد حقبة التخطيط الناجح والتنظيم العلمي والادارة المحترفة بأسس الخبرة وهم الدكتور عبد القادر زينل والاعلامي مؤيد البدري وهشام عطا عجاج ، احاطتهم الجالية العراقية باهتمام قلّ نظيره مثلما نقل زينل في حلقاته (ايام في ديترويت) ، متفاخراً باصالة منظمي الحفل ورواد النادي الذين وجدوا في الاحتفالية فرصة لشم نسيم الوفاء لمواطنين لم تنجب الكرة العراقية اشباههم بعد ان اخلصوا وابدعوا وانجزوا الكثير من مستحقات اللعبة واوصلوا نجومها الى منصات الشهرة تتغنى بهم الاجيال منذ ثلاثين عاماً ولم تزل.rnرام زينل من (ايام في ديترويت) أن تكون شاهدة على دور الرياضة في المهجر ، وتوجه مسؤولي الاندية في امريكا وغيرها من بلدان العالم الى احتضان الكفاءات بشوق وتكريمها بحرارة عرفاناً لجميلهم ، فما اغرب ان يحتفى بك في المهجر بينما تعاني الاهمال في وطنك، انها حقيقة موجعة بكل تفاصيلها المعلنة والمخفية ، لرجال خدموا الرياضة وحملوا اعنائها فوق الرؤوس وواجهوا تحديات خطيرة في زمن لم تسلم عفوية الكلمة من رقابة الحاكم فما بالك وبعضهم وقفا نداً لتصحيح اخطاء تاريخية فادحة!rnاننا في المدى نثني كثيراً على مساهمة رئيس النادي الكلداني العراقي الامريكي غسان كريم في لمّ شمل الرياضيين الرواد والشباب تحت جناح وطن الرياضة ، فما قيمة المواطنة عندما تنعدم احاسيس الاخاء والتعاطف والتشارك في الألم والفرح ؟ لهذا يمكن عدّ المبادرات الناديوية في المهجر من اهم دعائم البلد في الداخل لما للصوت العراقي المغترب من صدقية وحماسة في ارساء صيغ ومفاهيم ترتقي بالرياضة وتنوّر مسؤوليها عن مساحات من عتمة التفكير للانفتاح على العالم الاحترافي المتطور.rnنطمح ان تلتفت وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية والمؤسسات الرياضة المختلفة الى النادي الكلداني العراقي الأمريكي وغيره من الأندية العراقية في المهجر لمد جسور التعاون وتلاقح الأفكار لبناء قواعد مشتركة ننطلق سوية للارتقاء بمفاصل حيوية من الرياضة تتصل بالبنى التحتية وزيادة خبرة المدربين وانتقاء اللاعبين المحترفين (من اصول عراقية) في الأندية الخارجية وإقامة الدورات النموذجية في مشاريع صقل المواهب بإشراف متخصصين أجانب ، فضلا عن احتضان الأندية تلك معسكرات مكثفة لرياضيين في الالعاب الفردية يُزج بهم في بطولات دولية ودية بهدف تحسين النتائج وتأهيلهم للمشاركات العربية والقارية.rnوقفة اعتزاز كبيرة للدكتور عبد القادر زينل على المجهود الاستثنائي الذي بذله لإعداد حلقات ( ايام في ديترويت) بالرغم من تدهور ظرفه الصحي الذي لم يَحل امام التزامه المهني في التواصل مع رسالته الصحفية الرصينة وتوقه لأرشفة صور مشرقة من احداث رياضية مهمة عاش وتناغم وتأثر بها منذ ان وطأت قدماه سوح الملاعب قبل أكثر من نصف قرن ، فقلبه المتعب بالشوق للوطن لم تضعفه صدمات المحن.rn

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram